كُتب على طرد الغذاء "الإنسان أولًا"!
مشهد يوثق 3 فلسطينيين مُجوعين قتلهم الاحتلال، خلال محاولتهم الحصول على المساعدات في قطاع غزة. pic.twitter.com/RUkeCB2JpT— زاهر ابو حسين (@ZAHERABUHUSIEN) August 2, 2025
في مشهد يلخص مفارقة الألم والادعاء، وُجدت عبارة "الإنسان أولا" مطبوعة على طرد غذائي ملقى بجوار جثامين 3 فلسطينيين قتلوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي، بينما كانوا يحاولون الوصول إلى مساعدات في أحد مراكز التوزيع في قطاع غزة.
وأثارت الصورة التي وثقت الحادثة موجة غضب واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، إذ وصفها نشطاء بأنها تجسيد صارخ للهوة بين الشعارات الإنسانية المعلنة والواقع الدموي المأساوي تحت الحصار والتجويع.
وعبر نشطاء فلسطينيون عن سخطهم من المفارقة المؤلمة التي تظهر كيف يقابَل الجياع بالرصاص، وتفرَغ الشعارات الإنسانية من مضمونها، في وقت يواجه فيه أكثر من مليوني فلسطيني خطر المجاعة.
ورأى بعضهم في هذه الصورة فضيحة مدوية لأدعياء الإنسانية، معتبرين أنها تكشف الوجه الحقيقي لما وصفوه بـ"مراكز الموت الأميركية" التي تتستر خلف شعارات إنسانية زائفة، بينما يسهم وجودها في تعميق المأساة بدلا من التخفيف منها.
ونقل مغردون أن الطرد الغذائي الذي وُجد بجوار جثث الشهداء الثلاثة كان يحمل عبارة "الإنسان أولا"، لكن أحدهم كتب معلقا: "لكن المشهد يروي الحقيقة المؤلمة، ثلاثة مواطنين جائعين قتلوا بالرصاص…".
كُتب على طرد الغذاء "الإنسان أولاً"
لكن المشهد يروي الحقيقة المؤلمة ثلاثة مواطنين جائعين قُتلوا بالرصاص أثناء محاولتهم الحصول على الطرود الغذائية من مراكز التوزيع التي يحاصرها المحتل في غزة.#هنا_غزة pic.twitter.com/gKcVXOPcm2— مرافئ الياسمين (@Marafe_Alyasmen) August 1, 2025
وأعاد آخرون نشر صور الجثامين المتحللة التي تُركت لساعات في العراء بعد قنص أصحابها أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات الأميركية، معتبرين ما حدث "جريمة مزلزلة يجب ألا تمر بصمت".
الانسان اولاً
القصد: الموت للانسان اولاً!
السلام والرحمة لارواحكم🙏 pic.twitter.com/mJEFVZuW8H— khalil † (@baladalmasee7) August 2, 2025
وكتب أحد النشطاء: "أكيد يقصدوا الإنسان يموت أولا، أو بمعنى أدق: يقنص"، فيما علق آخر: "في غزة، الإنسان ليس أولا.. الموت هو الأول دائما".
أكيد يقصدوا الإنسان يموت أولا أو بمعنى أدق: يقنص
— Shaimaa Seifeldeen (@ShaimaaSeif1982) August 1, 2025
وأوضح مدونون أن ما كُتب على صناديق المساعدات يتناقض بشدة مع ما يحدث على الأرض، حيث تحولت مراكز توزيع الإغاثة إلى مصايد موت تخلف يوميا شهداء وجرحى.
عندما يكون الكلام و الشعارات فارغة …
كُتب على طرد الغذاء "الإنسان أولًا".. و المشهد يوثق 3 فلسطينيين مُجوعين قتلهم الاح_تلال، خلال محاولتهم الحصول على المس_اعدات في قطاع غ_زة. pic.twitter.com/dgtkRqvH5r— Abo_Monaf (@Abo88monaf) August 1, 2025
وقالوا إن الشعار الذي طُبع على المساعدات ليس سوى غطاء لتجميل واقع الإبادة الصامتة، بينما الحقيقة تظهر في صور الدماء المختلطة بالطحين.
كُتب على طرد الغذاء "الإنسان أولًا".. 💔😔
مشهد يوثق 3 فلسطينيين مُجوعين ق.تلهم الاحتلا|ل، خلال محاولتهم الحصول على المساعدات في قطاع غزة.😡
#غزة_تموت_جوعا#التجويع_مستمر pic.twitter.com/dBD5Cy06om
— عبد الرحمن الغامدي (@bdlrmnl68387599) August 2, 2025
وتساءل كثيرون: "أين الإنسان في هذا المشهد؟ وأين تلك الإنسانية التي تُطبع على صناديق تسقط فوق جثث الجياع؟".
وفي مشهد أكثر فظاعة، أشار آخرون إلى أنه تم العثور على جثة متحللة مجهولة الهوية داخل إحدى كراتين المساعدات التي دخلت إلى غزة، ونُقلت لاحقا إلى مستشفى الشفاء من منطقة زيكيم شمالي القطاع.
بكرتونة المساعدات التي تدخل
وصول جثة متحللة مجهولة الهوية لأحد المواطنين الشهداء من محور زكيميابشر بربكم هل اصبح هذا الوضع عادي عندكم#غزة #Gaza #Israel #trump #Witkoff #GazaGenocide pic.twitter.com/Wadk2j4qKZ
— Walaa𓂆Ayyash (@Walaaayach) August 2, 2025
وأضافوا أنه حتى اللحظة، لم تُعرف هوية الضحية ولا ملابسات مقتله، لكن الحادثة بحد ذاتها تكشف الكثير عن حجم الفوضى، وعن الواقع المظلم، وعن كيف تحولت الحياة والموت في غزة إلى تفاصيل تُنتشل من الركام أو تكتشف داخل صناديق يفترض أنها جاءت لإنقاذ الجياع.
ومنذ بدء الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل جريمة تجويع بحق فلسطينيي غزة، إذ أغلقت في الثاني من مارس/آذار الماضي جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، مما تسبب في تفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات "كارثية".