شهد الأسبوع الأخير تصاعدا دراماتيكيا في المشهدين الإقليمي والدولي، مع استمرار المجاعة في غزة وتضاؤل فرص التوصل إلى تهدئة، بينما تحركت العواصم الكبرى في اتجاهات متباينة حيال الأزمة.
بالتوازي، برزت تحركات دبلوماسية واستثمارية لافتة في الشرق الأوسط، وظهرت مواقف أوروبية جديدة من القضية الفلسطينية، وسط تطورات أمنية خطيرة على حدود آسيا الجنوبية.
وفي غزة تصاعدت الأزمة الإنسانية مع تفاقم الجوع وانقطاع المساعدات، في ظل اشتداد العدوان الإسرائيلي وتراجع الجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار.
وفرضت الأزمة معادلة جديدة من الانهيار الشامل، بعد أن بات الوصول إلى الغذاء والدواء أمرا بالغ الصعوبة، في حين حذّرت منظمات دولية من مجاعة جماعية تهدد ملايين المدنيين.
وتزامن ذلك مع ضغوط أوروبية متزايدة، إذ طالبت كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا بإنهاء القيود المفروضة على المساعدات وتوفير ممرات إنسانية عاجلة.
وحرّكت السعودية مسار الانفتاح الاقتصادي على سوريا عبر إرسال وفد رفيع المستوى إلى دمشق، أبرم مجموعة من الصفقات الاستثمارية بقيمة مليارات الدولارات في قطاعات حيوية.
الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الاستثمار السعودي خالد بن عبد العزيز الفالح إلى جانب عدد من رجال الأعمال (الأناضول)جاءت الخطوة امتدادا لجهود التقارب العربي مع الحكومة السورية، وسط تحولات متسارعة في خارطة العلاقات الإقليمية.
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان (يمين) يصافح حازم الشرع شقيق الرئيس السوري أحمد الشرع في الرياض (رويترز)وأثار إعلان الرئيس الفرنسي نية بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية رسميا موجة من التوترات الدبلوماسية مع إسرائيل والولايات المتحدة.
إعلان الرئيس الفرنسي نية بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية رسميا (غيتي)شكّل الموقف الفرنسي منعطفا في الموقف الأوروبي، خاصة في ظل الضغوط الداخلية المتصاعدة لمساءلة الحكومات عن مواقفها من الحرب على غزة، وتزايد الدعوات للاعتراف الفوري بفلسطين كدولة ذات سيادة.
آلاف المتظاهرين تجمعوا في ساحة الجمهورية بباريس لدعم غزة (غيتي)وأطلقت قطر تحركا جديدا على المستوى الرياضي، عبر بدء مشاورات رسمية مع اللجنة الأولمبية الدولية للترشح لاستضافة أول دورة أولمبية في الشرق الأوسط عام 2036.
رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني (الجزيرة)وتواصل الدولة الخليجية تعزيز موقعها كقوة رياضية دولية، في سياق طموحاتها الممتدة بعد تنظيمها الناجح لكأس العالم.
نسخة طبق الأصل من كأس العالم قطر 2022 (الفرنسية)واندلعت مواجهات مسلحة بين القوات الكمبودية والتايلندية على الحدود المشتركة، في تصعيد هو الأشد منذ أكثر من عقد.
وحدة متنقلة عسكرية تايلندية تطلق النار باتجاه الجانب الكمبودي (رويترز)وأعادت الاشتباكات إلى الواجهة المخاوف من تفجر نزاعات كامنة في جنوب شرق آسيا، في وقت تشهد فيه المنطقة توازنات حساسة وخلافات حدودية قديمة.
مواطنون ينتظرون تسلّم الطعام الذي تبرعت به إحدى الجمعيات الخيرية أثناء لجوئهم إلى كمبوديا (أسوشيتد برس)هكذا تتقاطع المآسي الإنسانية في غزة مع التحولات السياسية والاستثمارية في الشرق الأوسط، وتتشكل ملامح مشهد عالمي مضطرب، تحكمه تحالفات متبدّلة، وقرارات كبرى تعيد رسم خطوط النزاع والتأثير.