أدى ظهور مقطع مصور لـ"حركة سواعد مصر" (حسم) المحظورة في مصر إلى إلقاء الضوء مجددا على الحركة ونشاطها، بعد سنوات من الغياب.
ومنذ أيام، انتشر مقطع مصور منسوب للحركة على منصات التواصل الاجتماعي، يُظهر ملثمين يطلقون النار من بنادقهم في منطقة صحراوية، وتدريبات عسكرية في مناطق غير مأهولة.
وأظهر المقطع راية مكتوب عليها "حسم.. بسواعدنا نحمي ثورتنا"، وأتبع ذلك بيان صوتي عن "طور جديد من تاريخ الأمة العربية والإسلامية" مع الإشارة إلى الحرب في قطاع غزة، ووصفها بأنها "تحول تاريخي".
وقال البيان الذي ظهر في المقطع المصور إن "مصر ليست بمعزل عن هذه المعركة ولا يجوز أن تبقى صامتة أو محايدة"، مضيفا أن الحركة "عادت واشتد عودها".
وبعد نشر الفيديو أثير نقاش وجدل على مواقع التواصل بشأن صحته، ودوافعه، وأماكن تصويره، ومدى حداثته.
وانشغل مستخدمون على منصات التواصل الاجتماعي بمحاولة معرفة مكان تصوير هذا المقطع، وذهب مستخدمون إلى أن المقطع "مصور في سوريا"، بينما أشار آخرون إلى أن مكان التصوير هو "ليبيا".
وقال حساب "متصدقش" الذي يعرف نفسه بـ"منصة مستقلة متخصصة في التحقق من المحتوى المصري والعربي" إن المنصة بحثت عن "أصل المقطع، ولم يعثر عليه على أي قناة تليغرام باسم 'حركة حسم'، كما لم نجد مصدراً موثوقاً له".
وأوضح "مرصد الأزهر لمكافحة التطرف" التابع لـ"الأزهر الشريف" في مصر، أن "المشاهد الموجودة في الإصدار المرئي تتطابق مع لقطات استُخدمت في المقطع الصادر عام 2017 بعنوان (قاتِلوهم)".
وأضاف المرصد أن "الحركة تمثل أبشع وجوه الإرهاب، والفيديو محاولة بائسة لتشويه نجاحات أجهزة الأمن المصرية … وهذا يعزز الاعتقاد بأن المقطع الجديد هو في الأساس إعادة مونتاج للمقطع القديم، مع تحديث العناوين والتعليق".
ورأى الصحفي المصري عمر الفطايري أن المقطع "ليس عملاً عفوياً، ولا تعبيراً عن تصعيد شعبي. هذا توظيف واضح للفوضى كأداة سياسية".
أما حساب "صحيح مصر" الذي يعرف نفسه بأنه "فريق صحفي يعمل على تدقيق تصريحات المسؤولين والسياسيين وصناع القرارات"، قال إنه أجرى تحليلاً للمواقع الجغرافية والأسلحة وملابس المقاتلين الظاهرة في المقطع.
وتحدث "صحيح مصر" عن تعدد البيئات الجغرافية في مشاهد الفيديو، والتي تشمل مناطق مشابهة للصحراء السوداء غربي مصر، والمشابهة بدرجة أبعد لبعض المناطق الصحراوية في وسط وشرق ليبيا، بجانب "مشاهد - تبدو أرشيفية - لإطلاق نيران في مناطق مشابهة جغرافياً لمناطق الجماعات المسلحة في سوريا".
ورأى مستخدمون أن رجوع الحركة عبر المقطع المصور يهدف لنشر الفوضى واستهداف استقرار مصر.
وذكر مسؤول أمني مصري سابق أن ظهور المقطع مرتبط "برفض مصر لتهجير أهل قطاع غزة".
ظهرت "حركة سواعد مصر" المعروفة اختصارا بكلمة "حسم" في 2014، وتبنت عمليات اغتيال وهجمات في القاهرة ودلتا النيل، خصوصاً ضد الشرطة، وفق وكالة فرانس برس.
ونُسب للحركة مسؤوليتها عن اغتيال الضابط في جهاز الأمن الوطني المصري إبراهيم عزازي ومحاولة اغتيال المفتي السابق علي جمعة.
وأكدت وزارة الداخلية المصرية أن حركة (حسم) مسؤولة عن انفجار سيارة مفخخة وقع في وسط القاهرة في 2019 وأسفر عن سقوط 20 قتيلاً.
وتقول الوزارة إن الحركة تابعة لجماعة الإخوان المسلمين، فيما نفت جماعة الإخوان المسلمين في أوقات سابقة تبنيها للعنف.
وتصنّف الحكومة المصرية جماعة الإخوان المسلمين "تنظيماً إرهابياً" منذ نهاية 2013.
وبعد الإطاحة بالرئيس الراحل محمد مرسي في 2013، دارت مواجهات عنيفة في البلاد بين قوات الأمن ومجموعات مسلحة، خصوصاً في شمال ووسط سيناء.
وتدرج الولايات المتحدة الحركة ضمن قائمة " المنظمات الإرهابية الأجنبية ".
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن عدد عناصر حركة "حسم" غير معروف بدقة، ومصادر تمويلها غير معروفة.