إسرائيل وإيران: إسرائيل تتهم إيران باستخدام ذخائر عنقودية، وعراقجي يلتقي بنظرائه الأوروبيين في جنيف

في الأيام الأخيرة، أعرب إيرانيون عن استيائهم من التفاوت الكبير في التغطية الإعلامية الدولية بين قصف مستشفى في بئر السبع الإسرائيلية الذي حظي بتغطية واسعة، وقصف مستشفى في مدينة كرمنشاه الإيرانية قبل ثلاثة أيام، الذي لم يلقَ اهتماماً يُذكر.

يرجع التفاوت إلى سماح إسرائيل للصحفيين الأجانب بالتغطية بحرية، بينما تفرض إيران قيوداً مشددة على الإعلام والصحفيين والإنترنت.

وفي حين سارعت إسرائيل إلى نشر أرقام الضحايا وتحديثات منتظمة، تأخرت إيران في تقديم معلومات دقيقة.

وبعد يومين من الضربات الإسرائيلية الأولى، أعلنت طهران عن حصيلة عامة للضحايا بلغت 224 قتيلاً دون تفصيل حسب المناطق. وبعد استهداف مستشفى كرمنشاه في اليوم التالي، لم تصدر أي بيانات مفصلة بشأن الحادث.

وفي ظل غياب التغطية الإعلامية وغياب الشفافية الرسمية، تراجعت الرواية الإيرانية عن المشهد الدولي.

في حرب تعتمد على الصورة والرواية، يظهر صمت كرمنشاه كيف تمحو الرقابة والعزلة الإعلامية أعظم المآسي من الذاكرة العالمية.

قال رئيس شركة الطاقة النووية الروسية "روس آتوم"، اليوم الجمعة، إن الوضع في مدينة بوشهر الإيرانية كان هادئاً ليلة الخميس، مؤكداً استمرار أنشطة الشركة في المنشأة النووية الواقعة جنوب إيران.

وأضاف المسؤول الروسي: "نأمل أن تكون جميع الإشارات التي أرسلناها الخميس قد وصلت إلى القيادة الإسرائيلية"، في إشارة ضمنية إلى التحذيرات أو الرسائل غير المباشرة بشأن سلامة المنشآت النووية في ظل ما يُوصف بالتصعيد بين إيران وإسرائيل.

وتشغّل "روس آتوم" محطة بوشهر للطاقة النووية، وتُعد من بين أبرز الشركاء الدوليين في البرنامج النووي المدني الإيراني.

استبعدت إيران أي تفاوض مع الولايات المتحدة في ظل استمرار الضربات الإسرائيلية عليها، على ما أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في مقابلة بثها التلفزيون الرسمي الإيراني اليوم الجمعة.

وقال عراقجي الذي يلتقي وزراء خارجية أوروبيين اليوم في جنيف، إن "الأمريكيين بعثوا عدة مرات رسائل تدعو جدياً إلى مفاوضات، لكننا قلنا بوضوح إنه طالما أن العدوان لم يتوقف، لا مكان للدبلوماسية والحوار".

طالب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بتفعيل قراره رقم 487، وبحماية النظام العالمي لمنع الانتشار النووي.

جاء ذلك بعد هجوم إسرائيلي استهدف مفاعل آراك للماء الثقيل، في إيران، أمس الخميس.

ونوّه عراقجي على حسابه عبر موقع إكس، صباح اليوم الجمعة، إلى أن المفاعل الإيراني "خاضع للضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية" مشيراً إلى أن بناء المفاعل جاء موافقاً للمواصفات الفنية المتفق عليه في خطة العمل الشاملة المشتركة".

جدير بالذكر أن القرار 487 أصدره مجلس الأمن في يونيو/حزيران 1981، بالإجماع، بعد أن شنّت إسرائيل هجوماً على مفاعل "تموز" النووي العراقي.

أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن هجوماً إسرائيلياً استهدف موقعاً نووياً إيرانياً قيد الإنشاء قرب مدينة أراك، وقد تسبب في أضرار لحقت بـ"مبانٍ رئيسية" في الموقع.

وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية قد قصفت مفاعل أراك للماء الثقيل، يوم أمس الخميس، رغم أن الوكالة أشارت إلى أن المنشأة لا تحتوي على مواد نووية.

وتُستخدم المفاعلات التي تعمل بالماء الثقيل- وهو نوع كيميائي مميز من المياه يُستخدم كمبرد- لأغراض علمية، إلا أنها تنتج البلوتونيوم كمنتج جانبي، وهو عنصر يمكن استخدامه في صناعة الأسلحة النووية.

وفي بيان رسمي، قال مدير الوكالة رافائيل غروسي إنه لم تقع "حادثة إشعاعية كبرى" نتيجة الضربات الإسرائيلية، لكن خطر وقوع "حادث إشعاعي" لا يزال قائماً.

وأضاف البيان: "في ظل هذه الظروف المعقدة والصعبة، من الضروري أن تتلقى الوكالة الدولية للطاقة الذرية معلومات فنية دقيقة ومنتظمة بشأن المنشآت النووية".

تناولت العديد من الصحف البريطانية صباح اليوم التصعيد بين إسرائيل وإيران، مع التركيز على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأجيل الحسم لمدة أسبوعين.

صحيفة التليغراف قالت إن ترامب "يبدو أنه يُليّن موقفه"، بعد أن أعلن عزمه اتخاذ قرار بشأن توجيه ضربات أمريكية في غضون أسبوعين، ما يعني تأجيل التحرك العسكري إفساحاً للمجال أمام المفاوضات.

أما فايننشال تايمز فرأت في هذه المهلة فرصة لفتح الباب أمام محادثات أمريكية- إيرانية.

في حين وصفت التايمز هذه المهلة بأنها "ابتعاد عن حافة الهاوية"، مشيرةً إلى أن ترامب يبحث عن مخرج دبلوماسي، بعد تحذيرات مستشاريه من قدرة إيران على استهداف القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط.

أعلن رئيس جمعية الهلال الأحمر الإيراني بيرحسين كوليفاند، اليوم الجمعة، أن خمسة مستشفيات في إيران تعرضت لأضرار نتيجة الضربات الإسرائيلية، دون تحديد مواقعها أو توقيت الهجمات بدقة.

وفي مقابلة مع وسائل إعلام إيرانية رسمية، أوضح كوليفاند أن الانفجارات أدت إلى تحطم نوافذ زجاجية داخل المستشفيات، كما تسبب الدخان الكثيف الناجم عن القصف في صعوبات تنفسية لعدد من المرضى.

من المقرر أن يلتقي، اليوم الجمعة، في جنيف وزراء خارجية أوروبيون بنظيرهم الإيراني عباس عراقجي، في محاولة لخفض التصعيد بين إيران وإسرائيل.

وإذا سارت الاجتماعات كما هو مخطط لها، فستكون هذه أول محادثات مباشرة بين طهران وحكومات غربية منذ المواجهة الإسرائيلية الإيرانية قبل أسبوع.

كما أنها ستمثّل أبرز تدخل أوروبي في هذه الأزمة حتى الآن، وتمنح مهلة الأسبوعين غير المتوقعة التي أعلنها الرئيس ترامب قبل اتخاذ قراره بشأن التدخل العسكري هذه المباحثات في جنيف أهمية إضافية، إذ قال إنه لا يزال يرغب في منح المفاوضات فرصة.

وقبل اندلاع هذا الصراع، كانت الولايات المتحدة تُجري محادثات ثنائية خاصة بها مع إيران للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، وهو ما همّش دور أوروبا التي كانت قد لعبت دوراً محورياً في التوصل إلى اتفاق عام 2015 الذي انسحب منه ترامب خلال ولايته الأولى.

ومن المتوقع أن يحث الوزراء الأوروبيون إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات، بينما تقول إيران إنها مستعدة لذلك، لكن بعد "توقف الهجوم الذي تتعرض له".

وفي الوقت الحالي، لا إسرائيل ولا إيران تُظهران أي مؤشر على التراجع.

رغم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن مهلة تمتد لأسبوعين لإعطاء فرصة للمفاوضات بين إسرائيل وإيران، فإن تبادل إطلاق النار لا يزال مستمراً.

وقال الجيش الإسرائيلي إن نحو 60 طائرة حربية إسرائيلية كانت تحلّق فوق إيران، ونفذت ضربات على أهداف في محيط العاصمة طهران، بالإضافة إلى مواقع مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني.

وذكر الجيش أن مقر وكالة الأبحاث النووية الإيرانية كان من بين المواقع المستهدفة، مضيفاً أن إسرائيل استهدفت مزيداً من مواقع إطلاق الصواريخ الإيرانية.

في المقابل، شنت إيران هجوماً صاروخياً جديداً على مدينة بئر السبع جنوبي إسرائيل، التي تعرضت للقصف يوم أمس، وتركّز الهجوم على مجمع تكنولوجي قريب من المستشفى الذي أُصيب سابقاً.

ويُظهر هذا الهجوم أن إيران لا تزال قادرة على اختراق منظومة "القبة الحديدية" الدفاعية الإسرائيلية.

في مناطق أخرى من البلاد، كانت الأوضاع أكثر هدوءاً مقارنة بالليالي السابقة، حيث لم تُسجَّل أي صفارات إنذار في القدس أو تل أبيب الليلة الماضية.

واصلت إسرائيل وإيران تبادل الضربات خلال ليل أمس الخميس، وقد تعرّضت مدينة بئر السبع في جنوب إسرائيل لهجوم جديد، وذلك بعد قصف يوم أمس الذي أدى إلى إصابة ما لا يقل عن 71 شخصاً، وفقاً لوزارة الصحة الإسرائيلية.

وذكرت القناة الـ 12 الاسرائيلية أن الصاروخ كان يحمل رأساً حربية تزن 300 كيلوغرام من المتفجرات.

وقالت خدمات الطوارئ الإسرائيلية إن خمسة أشخاص أُصيبوا في ضربات الليلة الماضية (حتى صباح الجمعة)، ونُقلوا إلى المستشفى.

وتُظهر الصور الأضرار التي لحقت بالمباني السكنية في المدينة.

قالت وزارة الخارجية البريطانية إن ديفيد لامي سيؤكد خلال اجتماعاته اليوم في جنيف على "المخاوف البريطانية المستمرة بشأن البرنامج النووي الإيراني"، وسيدفع باتجاه حل دبلوماسي للأزمة المتصاعدة.

ومن المقرر أن يلتقي لامي، إلى جانب وزيري خارجية فرنسا وألمانيا، بنظيرهم الإيراني عباس عراقجي، إضافة إلى المسؤولة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس.

وكان لامي قد وصل إلى سويسرا فجر اليوم على متن رحلة ليلية قادمة من واشنطن، حيث التقى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو والمبعوث الخاص للبيت الأبيض ستيف ويتكوف.

وفي بيان رسمي، وصف لامي الوضع في الشرق الأوسط بأنه "خطير"، مضيفاً: "نحن عازمون على ألا تمتلك إيران سلاحاً نووياً أبداً، وهناك الآن فرصة تمتد لأسبوعين يمكن من خلالها التوصل إلى حل دبلوماسي".

اندلعت حرائق بالقرب من مكاتب شركة مايكروسوفت في بئر السبع، جنوب إسرائيل، مع تضرر عدد من المباني السكنية.

وقالت خدمات الطوارئ الإسرائيلية إن فرق الإطفاء والمسعفين موجودون في الموقع، مشيرةً إلى أن خمسة أشخاص أُصيبوا ونُقلوا إلى المستشفى.

يبدو أن إيران كانت تستهدف مجدداً مجمع "جاف-يام" للتكنولوجيا المتقدمة، وهو الموقع الذي قالت السلطات الإيرانية إنها كانت تستهدفه صباح أمس الخميس، عندما تعرّض مستشفى سوروكا المجاور للقصف.

حذر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الجمعة، حزب الله من التدخل في المواجهة الإسرائيلية الإيرانية الجارية، وذلك بعدما أعلن الأمين العام للحزب نعيم قاسم أنه "سيتصرف بما يراه مناسباً".

وقال كاتس في بيان "أنصح الوكيل اللبناني أن يلزم الحذر ويدرك أن إسرائيل فقدت صبرها حيال الإرهابيين الذين يهددونها" مضيفاً أنه "إذا حصل إرهاب، لن يعود هناك حزب الله".

أعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة أنه ضرب خلال الليل عشرات الأهداف في طهران ولا سيما ما وصفه بأنه مركز لـ"تطوير برنامج الأسلحة النووية الإيراني"، في اليوم الثامن من الحرب بين إيران وإسرائيل.

وأورد الجيش في بيان أنه "نفذ سلسلة ضربات في قلب طهران، أصابت عشرات الأهداف بما فيها مواقع لإنتاج الصواريخ العسكرية ومقر منظمة الابتكار والبحوث الدفاعية المكلفة البحث وتطوير برنامج الأسلحة النووية الإيراني".

وأوضح الجيش أن الهيئة مكلفة بـ"تطوير تكنولوجيات وأسلحة فائقة التطور تدعم القدرات العسكرية للنظام الإيراني".

كما ذكر الجيش أنه ضرب "منشآت لإنتاج مكونات الصواريخ ومصانع تنتج مواد أولية مستخدمة في صنع محركات للصواريخ".

من جهة أخرى، أشار البيان إلى اعتراض الدفاعات الجوية أربع مسيرات أطلقت من إيران.

يأتي الصراع بين إسرائيل وإيران بعد عقود من العداء بين الخصمين اللدودين، على الرغم من أنهما كانتا حليفتين وثيقتين تربطهما علاقات اقتصادية وعسكرية واسعة، لحين اندلاع الثورة الإسلامية عام 1979.

وبعد الثورة، جاء إلى السلطة في إيران نظام شيعي متطرف، أيديولوجيته معادية للغرب وإسرائيل بشدة.

ففي عهد مرشدها الأعلى آنذاك آية الله الخُميني، رفضت إيران حق إسرائيل في الوجود، واصفة إياها برمز للقمع والإمبريالية الغربية.

كما قطع النظام علاقاته مع إسرائيل، ودعم الفلسطينيين، وأصبح الراعي الرئيسي للجماعات المسلحة المعادية لإسرائيل كحزب الله في لبنان، وحماس في غزة، والحوثيين في اليمن.

من جانبها، وصفت إسرائيل إيران بالراعي الرئيسي للإرهاب في العالم، وعملت بشكل وثيق مع الولايات المتحدة وحلفاء آخرين لفرض عقوبات وممارسة ضغوط دبلوماسية على البرنامج النووي الإيراني وأنشطته العسكرية.

كما نفذت إسرائيل على مدى سنوات عمليات سرية ضد إيران، كجزء من "حرب الظل" الطويلة بين البلدين، قبل أن تتحول العمليات السرية إلى هجمات علنية.

نقلت وكالة الأنباء الروسية الرسمية "تاس" عن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، يوم الجمعة، قوله إن الاستخدام المحتمل للأسلحة النووية التكتيكية من قبل الولايات المتحدة في إيران سيكون تطوراً كارثياً.

وكان بيسكوف يُعلق على ما وصفه بتقارير إعلامية تكهنية حول هذا الاحتمال.

باكستان في موقف صعب بعد الاجتماع الذي عُقد الأربعاء الماضي بين الجنرال عاصم منير، الرجل الأقوى في باكستان، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأمر الذي كان من المفترض أن يُعد بمثابة انتصار لإسلام آباد.

ويُعد التقارب المعلن بين الولايات المتحدة وباكستان من أهم النتائج الواضحة للصراع الذي اندلع مع الهند في الفترة الأخيرة. فلم تتمكن إسلام آباد من تلقي ولو مكالمة هاتفية من الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن قبل هذه الحرب.

ومع ذلك، فإن توقيت زيارة البيت الأبيض تزامن مع دراسة ترامب خوض معركة ضد إيران، التي أدانتها باكستان منذ البداية. إلى جانب دعم ترامب لدولة إسرائيل، التي وصفت إسلام آباد أفعالها بـ"الهمجية".

وتشهد باكستان عملية إجلاء شملت إعادة ما يقرب من 3000 من رعاياها في إيران التي تربطها بها حدود مشتركة.

ورغم ذلك، كان الاجتماع - الذي استمر لساعتين - خلف الأبواب المغلقة بعيداً عن عدسات الإعلام.

وذكر البيان الباكستاني الصادر بشأن الاجتماع أن الزعيمين ناقشا الوضع في إيران، لكنه لم يوضح أي تفاصيل عما قاله الزعيمان تحديداً.

لذا، أُثيرت تساؤلات محرجة خلال إحاطة وزارة الخارجية بشأن الاجتماع، لعلّ أكثرها جرأةً لم يكن له أي علاقة بإيران على الإطلاق.

فقد طُرح سؤال: هل هناك سياسي باكستاني مدني في الغرفة، ليعقبه سؤال "هل نحن دولة ديمقراطية؟"

ووسط تعالي الضحك، أصر المتحدث مبتسما على أن باكستان "ديمقراطية بلا أدنى شك"، وأحال وسائل الإعلام الأجنبية إلى الجيش للحصول على تفاصيل أخرى بشأن اللقاء.

أفادت خدمة الطوارئ الإسرائيلية بإصابة ستة أشخاص بجروح طفيفة جراء سقوط صاروخ إيراني في بئر السبع بالنقب.

وسقط الصاروخ على مقربة من عدة مبانٍ سكنية، متسبباً في أضرار جسيمة في المنازل المجاورة جنوب إسرائيل.

ويُعتقد أن إيران استهدفت مجدداً مجمع جاف-يام للتكنولوجيا المتقدمة، الذي قال مسؤولون إيرانيون إنهم كانوا يستهدفونه صباح الخميس مع استهداف مستشفى سوروكا القريب.