في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
مُنح المصور الصحفي غايلز كلارك تصريحًا نادرًا لزيارة السودان لتوثيق آثار الحرب الأهلية الوحشية.. وهذا ما رآه ووثقه.
يقول كلارك إنه بعد عامين من الحرب الوحشية، تحولت الخرطوم العاصمة السودانية، التي كانت يومًا ما مدينةً صاخبةً ومزدهرةً، إلى أنقاض متفحمة خالية من الحياة.
يعمل كلارك على تغطية أخبار الأزمة في السودان حاليا وقد عاد من الخرطوم للتو، التي استعادها الجيش السوداني في مارس، بعد عامين من احتلال قوات الدعم السريع.
فرّ الملايين من العاصمة المحترقة في الأشهر التي تلت أبريل/نيسان 2023. وفي العامين التاليين، نهب مسلحو قوات الدعم السريع المدينة الداخلية بأكملها، التي تبلغ مساحتها حوالي 10 أميال مربعة، حتى العظم.
وتابع كلارك بالقول: "اليوم، أصبحت المنازل والشركات التي كان الناس يعيشون ويعملون فيها ذات يوم مسلوبة وخالية من كل محتوياتها، فلا أبواب ولا إطارات نوافذ ولا حتى أسلاك كهربائية. تعرّضت مستشفيات وسط الخرطوم للنهب والتدمير. نُهبت أجنحة المستشفى وغرف العمليات. والآن، تفوح رائحة الجثث المتعفنة في الطوابق السفلية من المبنى."
ويضيف قائلًا: "في أجنحة سوء التغذية بمستشفى البُلُك، مستشفى الأطفال الوحيد الذي كان يعمل في الخرطوم خلال الحرب، يتألم الأطفال المرضى بشدة، غالبًا ثلاثة أو أربعة في كل سرير، بينما يحاول الأطباء يائسين إنقاذهم. ويزداد عدد الأطفال الذين يدخلون المستشفى مع تحسن الوصول تدريجيًا إلى المدينة ومحيطها."
أما عن مطار الخرطوم الدولي فقد قال إن بقايا مدمرة لنحو 20 طائرة نفاثة تعرضت للهجوم في الساعات الأولى من الصراع في 15 أبريل/نيسان 2023، ترقد محترقة على المدرج.
وأردف بالقول: "هجمات قوات الدعم السريع المستمرة على المدينة تجعل من المستحيل معرفة متى سيتم فتح هذا المطار مرة أخرى. ورغم أن إعادة بناء وسط الخرطوم سيستغرق سنوات، إلا أن الحياة بدأت تعود إلى شوارع أم درمان في المنطقة الشمالية من المدينة. بدأ النازحون إلى مناطق أخرى من البلاد خلال الـ24 شهرًا الماضية بالعودة. والآن بعد أن هدأت حدة القتال البري، سيعود كثيرون إلى منازلهم الفارغة ومحلاتهم التجارية المدمرة. لقد بدأ للتو الطريق الطويل والمؤلم للتعافي."