يستعد البرلمان الأوكراني للتصويت في 8 مايو على اتفاقية شراكة مع الولايات المتحدة في مجال المعادن النادرة، في خطوة اعتبرت مؤشرا على تعزيز التعاون الاستراتيجي بين كييف وواشنطن، وسط استمرار الحرب مع روسيا وتبدلات في الموقف الأميركي مع عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة.
وقال رئيس الوزراء الأوكراني إن الوثيقة الرئيسية في الاتفاق ستُعرض على البرلمان للتصديق، في حين أن وثيقتين فرعيتين لن تحتاجا لهذا الإجراء، ما يُسرّع تنفيذ الاتفاق.
واعتبر المسؤولون في كييف أن الاتفاق يمثل نقطة تحول في العلاقة الاقتصادية مع الولايات المتحدة، إذ يمنح واشنطن امتيازات تنقيب واستثمارات طويلة الأمد، مقابل تمويل أميركي لإعادة إعمار أوكرانيا.
"اتفاق رابح – رابح"
في حوار خاص مع "سكاي نيوز عربية" ضمن برنامج "غرفة الأخبار"، قال أوليكسي هاران، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الوطنية في كييف، إن الاتفاق مع واشنطن ليس تعويضا عن المساعدات السابقة، بل هو شراكة حقيقية تضمن مكاسب للطرفين.
وأوضح هاران أن النسخة الأولى من الاتفاق التي قدمها الأميركيون كانت "أقرب إلى صيغة استعمارية"، على حد وصفه، مشيرا إلى أن كييف رفضت اعتبار الأسلحة الأميركية المقدّمة في الحرب ديونا، مؤكدا أن جزءا كبيرا من المساعدات تم إنفاقه داخل الولايات المتحدة نفسها لصناعة تلك الأسلحة.
وأضاف أن: "الاتفاق بصيغته النهائية ينص على استثمار أميركي في عمليات التنقيب عن المعادن النادرة في أوكرانيا لمدة 10 سنوات، على أن تُستخدم عائدات المشروع في تمويل صندوق مشترك لإعادة الإعمار، قبل تقاسم الأرباح لاحقا بنسبة 50-50".
حملة روسية وتشكيك داخلي
ورفض هاران ما وصفه بـ"الدعاية الروسية" التي تزعم أن كييف خضعت لضغوط ترامب ووافقت على دفع مقابل الدعم العسكري، مؤكدا أن موسكو ليست جهة موثوقة في هذا السياق، ومستشهدا بإنكارها "غزو أوكرانيا واستهداف المدنيين".
وفيما تتصاعد الانتقادات من خصوم زيلينسكي، خاصة مع حديث ترامب عن "استحقاق مقابل الدعم"، شدد هاران على أن أوكرانيا لن تدفع ثمن الأسلحة، بل تعتبر هذا الاتفاق تمهيدا لتعاون اقتصادي طويل الأمد يصب في مصلحة الطرفين.
هل يدفع الاتفاق نحو التسوية؟
وفي رده على سؤال حول إمكانية أن يكون الاتفاق بداية لتسوية سياسية أو مدخلا لوقف الحرب، قال هاران إن الحرب مستمرة بسبب إصرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على "سحق الدولة الأوكرانية"، مشيرا إلى أن روسيا رفضت حتى مقترحات هدنة إنسانية.
وشدد هاران على أن "ترامب بدأ يظهر تفهما أكبر للموقف الأوكراني بعد مشاركته في التفاوض على الاتفاق"، معتبرا أن الاستثمار الأميركي في المعادن النادرة قد يخلق التزاما أميركيا أكبر بالدفاع عن تلك المصالح داخل أوكرانيا، وهو ما قد ينعكس على الجانب السياسي لاحقا.