قال كاتب أميركي إن النظام بالولايات المتحدة قام بدوره هذا الأسبوع فاضطر الرئيس دونالد ترامب للتراجع، في بداية عملية تفكيك ستكون مؤلمة ومضطربة، في انتظار معرفة ما إذا كانت إجراءات الرئيس التجارية قانونية ودستورية.
وتوقع هولمان جينكينز الابن في مقال له بصحيفة وول ستريت جورنال حدوث العديد من الأخطاء، مشيرا إلى أن الصين والولايات المتحدة تسرعان إلى وقف غير مبرمج للتجارة بينهما، وإلى أن المحاكم ستتدخل، ربما بحذر إذا اعتقد القضاة أن المفاوضات الأميركية الصينية وقتئذ تتجه نحو منحدر عكسي، لتصحيح بعض الانحراف الرئاسي لأسباب تتعلق بالأمن القومي.
ومع أنه كان من شبه المؤكد أن يواجه ترامب مساءلة جديدة صباح الأربعاء الماضي -كما يرى الكاتب- فإن احتمال ذلك يبدو أقل الآن، وإن كانت الرغبة فيها لا تزال قائمة لاستعادة مكانة أميركا لدى الدائنين والشركاء التجاريين.
والحقيقة أن المشكلة التي يواجهها ترامب -كما يرى الكاتب- لم يحلها لدى سلفيه أبراهام لينكولن و فرانكلين روزفلت إلا الموت بعد أن حصدا أعظم إنجازاتهما. فكأن الكاتب يشير في مقارنة معهما إلى أن ترامب حقق أعظم إنجازاته، وهو إعادة انتخابه كرد فعل على الظلم والإهانات التي وجهت إليه وإلى معجبيه منذ عام 2016، ولم يعد لديه إجماع ولا حتى تحالف يذكر لمحاولة فرض "عصر ذهبي" أميركي جديد من خلال الرسوم الجمركية "التي اخترعها من حدسه المضطرب".
واعتبر الكاتب أن من بين أقل النتائج المحتملة سوءا، ما اقترحه على ترامب من فرض ضريبة استيراد شاملة وغير تمييزية بنسبة 10%، تكون أشبه بضريبة الاستهلاك أو ضريبة الكربون، للتحول من فوضى الحرب التجارية إلى إصلاح ضريبي وتنظيمي داخلي قد يمكن ترامب من إنقاذ رئاسته.
ويقول الكاتب إن المؤرخ نيل فيرغسون وصف هذا الأسبوع سياسة ترامب التجارية بأنها "تخلف عقلي كامل"، "أما أنا فأستخدم كلمة "عصابية" لانطباقها على أي زعيم يفتقر إلى فهم دقيق لزمانه، فيخترع مهمة طموحة بلا داعٍ لتلبية شعور مضلل بالأهمية".
ونبه الكاتب إلى أنه لا أحد في فلك ترامب يشاركه إيمانه بفاعلية الرسوم الجمركية، لأنها لا تجدي نفعا إلا في عالم لا ترد فيه الدول الأخرى، وهو غير موجود، ولذلك قد يلمح مساعدوه قريبا إلى أن الرسوم الجمركية على الصين ليست إلا للضغط على بكين لمساعدته في أوكرانيا.
وخلص الكاتب إلى أن ترامب لا يزال عاقلا بما فيه الكفاية ليدرك ما يفيده، ومن ثم فالصورة التي رسمها له اليسار كدكتاتور ناشئ لا تتطابق مع طبيعته كشخص متقلب يلهث وراء لفت الانتباه، لا يبني سياساته على استطلاعات أو دراسات أو إستراتيجية، بل على نسب المشاهدة.