عضو الاتحاد الوطني برهان الشيخ رؤوف يكشف موعد تشكيل حكومة كردستان #العراق #قناة_الاولى_العراقية
تابعونا عبر التردد التالي | نايل سات 10971-أفقي pic.twitter.com/JNqXQ9viD4— قناة الاولى العراقية (@AlawlaTv) February 25, 2025
بغداد – بعد مرور أكثر من 4 أشهر على الانتخابات البرلمانية التي أجريت في 20 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي لا تزال القوى السياسية في إقليم كردستان العراق تواجه صعوبات في التوصل إلى اتفاق نهائي لتشكيل الحكومة الجديدة.
ورغم الحديث عن وجود تفاهمات أولية تلوح في الأفق -والتي قد تتبلور نتائجها بعد عطلة عيد الفطر – فإن الأحزاب الفائزة تتحمل مسؤولية كبيرة في حسم هذا الملف ضمن الأطر الزمنية المتوقعة، خاصة أن هذا التأخير يثير تساؤلات بشأن مستقبل العملية السياسية في الإقليم، ويضع الأحزاب أمام اختبار حقيقي لقدرتها على تجاوز الخلافات وتلبية تطلعات شعب الإقليم.
وقد أسفرت نتائج الانتخابات عن تغيرات ملحوظة في الخارطة السياسية للإقليم، إذ تراجع عدد مقاعد الحزب الديمقراطي الكردستاني من 45 في انتخابات 2018 إلى 39 مقعدا في الدورة الحالية، وفي المقابل حقق الاتحاد الوطني الكردستاني تقدما ملحوظا بزيادة مقاعده من 21 إلى 23 مقعدا.
كما فرضت حركة الجيل الجديد نفسها كقوة ثالثة في البرلمان بمضاعفة مقاعدها من 8 إلى 16 مقعدا، وشهدت الانتخابات أيضا زيادة في مقاعد الاتحاد الإسلامي الكردستاني من 5 إلى 7 مقاعد، في حين تراجعت مقاعد جماعة العدل الكردستاني من 7 إلى 3 مقاعد فقط، وحصلت حركة التغيير "كوران" على مقعد واحد فقط بعد أن كانت تمتلك 12 مقعدا في الدورة السابقة.
بدوره، أكد عضو مجلس النواب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني جياي تيمور أن الظروف الإقليمية ساهمت بشكل كبير في تسهيل إجراءات تشكيل حكومة إقليم كردستان، مشيرا إلى أن تفاصيل الاتفاق ستعلن بعد عيد الفطر المبارك.
وأوضح تيمور في حديثه للجزيرة نت أن الأجواء إيجابية ومواتية في ظل التطورات التي تحدث في المنطقة، فعلى الجانب التركي تأتي دعوة زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان لقيادات حزبه بالتخلي عن السلاح وحل الحزب.
وأشار إلى الظروف الإيجابية في الجانب السوري من كردستان والمتمثلة بالاتفاق التاريخي بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية ( قسد ) مظلوم عبدي للاعتراف بالكرد كجزء أساسي من مكونات الشعب السوري كلها عوامل مهمة ومساعدة لتشكيل حكومة الإقليم.
وفي إعلان تاريخي وجّه عبد الله أوجلان مؤسس حزب العمال الكردستاني في 27 فبراير/شباط الماضي دعوة وصفت بالتاريخية لحل الحزب وإلقاء السلاح، مؤكدا أنه يتحمل المسؤولية التاريخية عن هذه الدعوة.
وأضاف تيمور أن المؤشرات المستقاة من التصريحات الرسمية لأعضاء الوفود المفاوضة بين الحزبين الرئيسيين الديمقراطي والاتحاد الوطني تشير إلى اتفاق شامل لتوزيع المناصب المهمة في حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية، مثل رئاسة الإقليم ورئاسة مجلس الوزراء ورئاسة البرلمان ورئاسة الوزارات في الإقليم.
وأشار إلى أن هذه التصريحات تلمح إلى أن الاتفاقية قد اكتملت ولا تواجه أي معوقات جدية، وأن تفاصيلها ستعلن بعد عيد الفطر المبارك.
من جهته، أكد القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني محمود خوشناو أن مسار التفاهمات بين الحزبين الحاكمين في إقليم كردستان يتجه نحو حل الخلافات العالقة من خلال إعداد ورقة عمل شاملة واتفاق سياسي متكامل.
وأشار خوشناو في حديث للجزيرة نت إلى أن هناك عاملين رئيسيين يدفعان القوى الفائزة في برلمان الإقليم إلى تسريع وتيرة تشكيل الحكومة في هذه الدورة البرلمانية وهما:
وأكد خوشناو أن هذين العاملين دفعا الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني بنسبة 90% إلى الشروع في مفاوضات جادة وإعداد مسودة ورقة عمل مشتركة لتكون بمثابة اتفاق سياسي شامل ومنهج عمل حكومي للمرحلة المقبلة.
وأضاف أن نسبة الـ10% المتبقية ترتبط بالمؤثرات الإقليمية والخارجية بنسب متفاوتة، مشيرا إلى أن البوصلة تتجه نحو الحل، وأن هناك تفاهمات ملموسة في محاور متعددة سياسية وأمنية وإدارية واقتصادية، بالإضافة إلى طبيعة العلاقة مع الحكومة الاتحادية والتعامل مع المتغيرات الإقليمية والدولية.
وأشار خوشناو إلى أن اللجنة الفنية المشتركة المكلفة بإعداد ورقة العمل قد قطعت أشواطا جيدة في التوصل إلى تفاهمات أولية، لكن لم تصل بعد إلى مستوى الاتفاق النهائي، مبينا أنه من المتوقع عقد جولة جديدة من المفاوضات بعد عيد الفطر المبارك للتوقيع على اتفاق نهائي ما لم تطرأ مستجدات غير متوقعة.
وفيما يتعلق بتأثير الخلافات بين الحزبين على العلاقة مع بغداد، أوضح خوشناو أن هناك عاملين يتحكمان في هذه العلاقة هما:
بدوره، أعلن رئيس الوفد المفاوض لحركة الجيل الجديد ريبوار أورحمن انسحاب الحركة من مفاوضات تشكيل حكومة إقليم كردستان.
وأوضح أورحمن في حديث للجزيرة نت أن حركته باعتبارها قوة معارضة وثالث أكبر قوة في برلمان الإقليم قد انسحبت من المفاوضات، لأنها قدمت وعودا لجماهيرها تتضمن تحسين الأوضاع المعيشية والتوصل إلى اتفاق مع بغداد لحل مشكلة الرواتب وتوفير فرص عمل للشباب وغيرها "ولا تستطيع الوفاء بهذه الوعود في ظل هيمنة الحزبين الحاكمين في الإقليم على الحكومة".
وأكد أن الكرة الآن في ملعب الحزبين اللذين يجتمعان لتشكيل الحكومة، مضيفا أن عملية تشكيل الحكومة تأخرت كثيرا، لكنه يعتقد أن هناك اتفاقا بين الحزبين التقليديين لتشكيل الحكومة في الأشهر المقبلة.