لماذا أعلنت حماس، تأجيل الإفراج عن المجموعة التالية من الرهائن، قبل أيام فقط من الموعد المحدد؟
وصفت الحركة إعلانها بـ"التحذير" لإسرائيل، وذلك في أحد بياناتها الرسمية، التي نشرتها عبر تطبيق تلغرام. وقالت حماس إنها تمنح الوسطاء متسعاً من الوقت، للضغط على إسرائيل، للوفاء بالتزاماتها. وأضافت أن الباب لا يزال مفتوحاً، لعمليات الإفراج التالية، المقررة يوم السبت. ويبدو أن المجموعة تعطي الوقت الكافي لحل المأزق، ولكن ما هو المأزق بالضبط؟
سجلت حماس سلسلة من الشكاوى، تشمل تأخير عودة النازحين الفلسطينيين، ومواصلة إطلاق النار عليهم، وعدم السماح بدخول أنواع محددة من المساعدات الإنسانية.
وأشار مسؤولون فلسطينيون آخرون، من خارج حركة حماس، إلى رفض إسرائيل السماح بدخول الكرفانات "منازل متنقلة" إلى غزة، لإيواء الأعداد الهائلة من الفلسطينيين، الذين دُمرت منازلهم.
وتتصاعد مخاوف الفلسطينيين من الطرد، حيث تناقش الحكومة الإسرائيلية علناً، سبل تشجيع المدنيين على مغادرة غزة، بينما ترفض السماح بدخول منازل متنقلة "كرفانات"، للإقامة المؤقتة، إذ تشتد الحاجة إليها.
وتتفاقم المخاوف يومياً تقريباً، بسبب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. فما بدا كاقتراح مرتجل في البداية، بأن يغادر معظم الفلسطينيين قطاع غزة، بينما يجري إعادة إعماره - تحوّل تدريجياً، ليصبح مطالبة من جانب الرئيس الأمريكي بأن يغادر الجميع القطاع الفلسطيني، بينما تستولي عليه الولايات المتحدة وتتولى إدارته.
وبينما يواصل ترامب التصعيد فيما يتعلق باقتراحه التحريضي، ربما تتساءل حماس عما إذا كان الأمر يستحق المشاركة في المرحلة الثانية من محادثات وقف إطلاق النار. ما الهدف من المحادثات بالضبط؟
إذا كان ترامب جاداً، فإن الفلسطينيين يعلمون أن إسرائيل ستتحمل مسؤولية التأكد من خلو غزة من المدنيين، ما يعني أن حرمان الفلسطينيين من المأوى لن يكون كافياً، فمن شبه المؤكد أن الأمر سيتطلب استخدام القوة.
وكان ترامب قد قال إنه سيدعو إلى إلغاء الهدنة، وأن تفتح كل "أبواب الجحيم"، في حال عدم إعادة جميع الرهائن بحلول يوم السبت. وأوضح ترامب أنه يتحدث عن نفسه، ويمكن لإسرائيل أن تتجاوزه.
وفي مواجهة الاستئناف المحتمل للحرب، ربما تتساءل حماس عن الحافز، الذي يدفعها لإطلاق سراح الرهائن المتبقين. وفيما يتعلق بأقارب وأصدقاء الرهائن، فإن المأزق الحالي، وتدخل ترامب الصاخب، يثير قلقاً جديداً.
وقال دودي زالمانوفيتش، الذي تحتجز حماس ابن شقيق زوجته عمر شيم توف، لبي بي سي: "بالطبع كل هذه التصريحات أو الإعلانات تجعل حماس أكثر عناداً". وتحدث زالمانوفيتش عن ترامب قائلاً: "أفضل أن يكون أقل استباقية".
ولدى إسرائيل شكوك حول نوايا حماس، بشأن تأجيل الإفراج عن الرهائن.
وكان مشهد الرهائن الهزيلين، الذين أُطلق سراحهم، قد آثار المخاوف، بأن حماس قد لا ترغب في أن يرى العالم رهائن آخرين في حالة أسوأ.
بالإضافة إلى المشاهد المتلفزة لمقاتلي حماس المسلحين تسليحاً جيداً، وهم يستعرضون في وضح النهار، وتحذيرات وزير الخارجية الأمريكي السابق، أنتوني بلينكن، من أن الحركة جندت من الجنود، ما يعادل عدد الجنود الذين فقدتهم خلال الحرب، لا يعتقد جميع الإسرائيليين أن وقف إطلاق النار يمكن، أو حتى يجب، أن يصمد.
من السابق لأوانه القول ما إذا كانت هذه العملية التي جرى التفاوض بشأنها بعناية وعلى مراحل - على وشك الانهيار، كما توقع الكثيرون، ولكنها تتعرض بعد بداية غالباً إيجابية، إلى ضغوط متزايدة.