في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في ظل تصاعد التوترات التجارية، نجح الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تحقيق هدنة مؤقتة مع المكسيك، لكنه يواجه تصعيدًا محتملًا مع كندا والاتحاد الأوروبي. فهل نحن أمام نهاية للأزمة أم مجرد استراحة قبل مواجهة جديدة؟
ترامب والرسوم الجمركية.. سياسة الضغط مقابل المكاسب
لطالما اعتمد ترامب على الضغط الاقتصادي كوسيلة تفاوضية، مستخدمًا الرسوم الجمركية كأداة لفرض شروطه على الدول الأخرى.
هذه السياسة، التي أطلق عليها ترامب مرارًا "فن الصفقات"، تبدو واضحة في الاتفاق الأخير مع المكسيك، حيث وافقت الحكومة المكسيكية على نشر 10000 جندي من الحرس الوطني على الحدود مقابل تأجيل الرسوم الأميركية.
يعتبر جون غيزي، مراسل "نيوزماكس" في البيت الأبيض، أن هذه الخطوة تمثل انتصارًا لأسلوب ترامب، وذلك خلال حديثه في برنامج "أميركا اليوم" على "سكاي نيوز عربية".
وأوضح أن ترامب دائمًا يحقق مكاسب مقابل ما يقدم، وهذا هو منهجه. كما أشار إلى أن المكسيك ستعمل على تعزيز أمن الحدود، مما سيسهم في تقليل الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات.
لكن يبقى التساؤل: هل سينجح ترامب في استخدام الأسلوب نفسه مع كندا والاتحاد الأوروبي؟
كندا والاتحاد الأوروبي.. معركة لم تُحسم بعد
في الوقت الذي توصلت فيه الولايات المتحدة والمكسيك إلى اتفاق مؤقت، لا تزال المحادثات مع كندا متعثرة، أجرى ترامب مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي.
ويؤكد غيزي أن كندا قد تشهد تغيرًا سياسيًا قريبًا مع احتمال صعود زعيم حزب المحافظين بوليفار، مما قد يسهل الوصول إلى تفاهم جديد بين البلدين.
ومع ذلك، لا تزال أوتاوا تلوّح برد قوي ومدروس على أي رسوم أميركية، في خطوة تعكس تصاعد التوتر بين الحليفين التقليديين.
أما على الضفة الأخرى من الأطلسي، فقد حذر قادة الاتحاد الأوروبي من أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي إذا قررت واشنطن فرض رسوم جديدة، ملوحين باتخاذ تدابير مماثلة ضد المنتجات الأميركية، خاصة من الولايات ذات الأغلبية الجمهورية، في محاولة للضغط على ترامب سياسيا.
سياسة ترامب قد تأتي بنتائج عكسية
لكن بينما يرى البعض أن ترامب يحقق مكاسب عبر أسلوبه الصدامي، يرى الخبير الاستراتيجي الديمقراطي كالفن دارك أن هذا النهج قد يضر بمكانة الولايات المتحدة على المدى الطويل.
ويقول دارك: "ترامب لا يعتمد على الدبلوماسية التقليدية، بل يفضل سياسة التهديد والضغط. لكن هذا النهج قد يدفع الحلفاء إلى البحث عن بدائل وتقليل اعتمادهم على التجارة مع واشنطن".
يشير دارك إلى أن التصعيد مع الاتحاد الأوروبي قد يؤدي إلى حرب تجارية لا تحمد عقباها، حيث يمكن أن ترد بروكسل بإجراءات تؤثر على الاقتصاد الأميركي، مما يضر بالشركات والمستهلكين داخل الولايات المتحدة نفسها.
نهاية الأزمة أم تصعيد جديد؟
في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال: هل سيتمكن ترامب من تحقيق المزيد من المكاسب التجارية، أم أن تهديداته ستؤدي إلى تصعيد غير محسوب العواقب؟.
المؤشرات الحالية تشير إلى أن الاتفاق مع المكسيك قد يكون مجرد استراحة قصيرة قبل مواجهات جديدة مع كندا والاتحاد الأوروبي. فبينما يراهن ترامب على نجاح استراتيجيته، فإن خصومه يتأهبون للرد، مما يجعل الشهور المقبلة حاسمة في تحديد مسار العلاقات التجارية العالمية.