آخر الأخبار

كيف نجا قائد الطائرة إف-35 "الأكثر فتكا في العالم" بعد تحطمها في ولاية ألاسكا الأمريكية؟

شارك الخبر

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

مصدر الصورة

تحطمت طائرة مقاتلة أمريكية من طراز إف-35 في قاعدة جوية بألاسكا شمال غربي الولايات المتحدة، خلال نشاط تدريبي، يوم أمس الثلاثاء.

وقال الكولونيل باول تاونسند، قائد الجناح المقاتل 354، التابع لسلاح الجو الأمريكي، إن المقاتلة تحطمت خلال اقترابها للهبوط من قاعدة إيلسون الجوية في ألاسكا، وإن قائد الطائرة واجه خللاً أثناء الطيران، لكنه تمكّن من الخروج من الطائرة قبل تحطمها.

ونُقل الطيّار إلى المستشفى بحالة مستقرة، وفُتح "تحقيق شامل، أملاً في تخفيض فرصة تكرار مثل هذه الحادثة"، بحسب ما قال تاونسند.

وقال سلاح الجو الأمريكي إن الحادثة وقعت وقت الظهيرة من يوم أمس الثلاثاء بالتوقيت المحلي، وتسببت بدمار كبير للطائرة.

وتداولت وسائل الإعلام ومستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر لحظة تحطم الطائرة.

وتظهر الطائرة في المقطع كما لو أنها تسقط من السماء بشكل عمودي وسريع، لتصطدم بالأرض بعد ذلك وتتحول إلى كرة من اللهب. ويظهر كذلك في الخلفية ما يبدو وأنه الطيّار وهو يهبط باستخدام مظلته المفتوحة.

ولا تظهر على الطائرة أضرار واضحة للعيان قبيل تحطمها، لكن يمكن رؤية عجلات الهبوط وقد تم إنزالها مسبقاً.

كيف نجا الطيّار؟

استخدم الكولونيل تاونسند في مؤتمره الصحفي مصطلحاً يدل على أن الطيار قام بتفعيل مقعد القذف قبيل تحطم الطائرة، وهذا يتوافق كذلك مع مقطع الفيديو الذي يُظهر الطيار وهو يهبط مستخدماً المظلة المزودِ بها مقعد القذف.

تستخدم مقاعد القذف شحنات متفجرة، أو محركات صاروخية، لقذف مقعد الطيّار خارج قمرة القيادة عند حالات الطوارئ.

وعند الابتعاد عن الطائرة بمسافة آمنة، يقوم المقعد بفتح مظلة لضمان هبوط الطيار بأمان.

تعود جذور تكنولوجيا مقاعد القذف في الطائرات المقاتلة إلى بدايات القرن العشرين.

تزوّد شركة مارتن بيكر البريطانية طائرة إف-35 بمقاعد القذف، وتقول الشركة إن زودت إحدى نسخ الطائرة بمقاعد قذف ذاتية التفعيل.

مصدر الصورة

ما أهمية هذا التحطّم؟

تُطرح التساؤلات عادةً عند وقوع أي حادثة مرتبطة بمقاتلة إف-35، فهي الطائرة الأحدث والأكثر تقدماً في أسطول سلاح الجو الأمريكي، والبحرية الأمريكية، ومشاة البحرية الأمريكية، ودول أخرى حليفة للولايات المتحدة.

ولدى الطائرة قيمة رمزية تتمثل في إظهار مدى التقدّم التكنولوجي للصناعة العسكرية الغربية.

تُعد شركة لوكهيد مارتن الأمريكية المُصنّع الأساسي لهذه الطائرة. وشاركت في برنامج تطويرها 8 دول، وهي الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وإيطاليا، وهولندا، وأستراليا، والنرويج، والدنمارك، وكندا.

وتمتلك كذلك 7 بلدان أخرى الطائرة، وهي إسرائيل، واليابان، وكوريا الجنوبية، وبلجيكا، وبولندا، وسنغافورة، وفنلندا.

وتقول لوكهيد مارتين، إن تصنيع ودعم الطائرة يقوم على سلسلة مورّدين تتكون من أكثر من 1900 شركة في الولايات المتحدة والدول التي تمتلك المقاتلة.

كانت تركيا من الدول المشاركة في تطوير الطائرة، لكن الولايات المتحدة أزالتها من البرنامج في 2019، وذلك على إثر تزوّد أنقرة بمنظومة الدفاع الجوي الروسية "أس 400"، وهي خطوة أثارت لدى واشنطن مخاوف من أن تتمكن روسيا من جمع معلومات عن مقاتلة إف-35.

تنتمي الطائرة إلى الجيل الخامس من الطائرات المقاتلة، وهي تتميز بخاصية التخفي، أي صعوبة رصدها باستخدام أنظمة الرادار، ويعود ذلك – إلى جانب أسباب أخرى – إلى تصميمها الفريد الذي يعكس موجات الرادار بطريقة تخفّض من قابلية رصدها.

تتميز الطائرة كذلك بأنظمة متقدمة من المستشعرات، تمكنها من جمع البيانات وتحليلها ومشاركتها، وتمنح الطيّار القدرة على إدراك محيطه بشكل فعّال.

تستطيع الطائرة التحليق بسرعة تتجاوز سرعة الصوت، ويصل أقصى مدى لها إلى 2800 كيلومتر.

تصف لوكهيد مارتن الطائرة بالقول إنها المقاتلة "الأكثر فتكاً" في العالم، وتمنح الطيارين أفضلية ضد أي خصم.

هناك 3 نسخ رئيسية من الطائرة:

F-35A: وهي تحلق وتهبط بطريقة تقليدية، وعلى المدارج الأرضية المعتادة.

F-35B: ويمكن لهذه النسخة الإقلاع من مدارج قصيرة نسبياً، والهبوط بشكل عمودي مثل الطائرات المروحية.

F-35C: وهي النسخة المصممة للهبوط على حاملات الطائرات.


* الولايات المتحدة تستبعد تركيا من برنامج مقاتلات أف 35
* الإمارات "واثقة"من حصولها على طائرات "إف-35" الأمريكية رغم تعليق إدارة بايدن لصفقات الأسلحة مؤقتا

سُجلت فيما مضى عدة حوادث مرتبطة بمقاتلة إف-35، فخلال السنوات الثماني الماضية، وقعت أكثر من 10 حوادث، وتسبب بعضها في مقتل وإصابة طيّارين.

في سبتمبر/أيلول 2018، تحطمت طائرة قرب قاعدة لمشاة البحرية الأمريكية في ولاية ساوث كارولاينا، على إثر خلل في نظام الوقود، ونجا الطيار من التحطم.

وفي أبريل/نيسان 2019، اختفت طائرة إف-35 تابعة لسلاح الجو الياباني عن شاشات الرادار فوق المحيط الهادئ، بعد انطلاقها بمهمة تدريبية من قاعدة ميساوا الجوية شمال البلاد، ليتأكد فيما بعد تحطمها، ومقتل الطيّار.

وفي سبتمبر/أيلول 2020، اصطدمت مقاتلة إف-35 تابعة لمشاة البحرية الأمريكية، بطائرة من طراز KC-130 أثناء تزوّدها بالوقود جوّاً، وتسبب الحادث في إصابة الطيّار على إثر تفعيل مقعد القذف، لكنه تمكن من الهبوط بأمان.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2021، تحطمت مقاتلة تتبع سلاح الجو البريطاني خلال مهمة روتينية فوق البحر الأبيض المتوسط، لكن الطيار نجا وتمكن من الهبوط بمظلته.

ولعل واحداً من الحوادث البارزة، ما حصل في قاعدة فورت وورث الجوية في تكساس، في ديسمبر/كانون الأول 2022، حين تحطمت طائرة يقودها طيّار اختبار خلال محاولة هبوط عمودي فاشلة. ونجا الطيار بعد تفعيل مقعد القذف على ارتفاع منخفض جداً.

وما لفت النظر في تلك الحادثة انتشار مقطع فيديو يوثقها، إذ تظهر الطائرة خلال محاولة الهبوط. وعند ملامستها الأرض، تجنح على مقدمتها وجانبها وتدور لتحتك بأرضية المدرج، قبل أن يبادر الطيّار بالخروج منها عبر مقعد القذف.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك الخبر

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا