في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
تتصاعد الأزمة الأوكرانية وسط سجال سياسي وعسكري بين القوى الكبرى، حيث تتداخل المواقف وتتشابك المصالح.
تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول قدرته على إنهاء الحرب خلال 24 ساعة إذا أُعيد انتخابه أثارت الجدل، في وقت تتزايد فيه المؤشرات على تعقيد الصراع مع رفض موسكو لأي مفاوضات تحت ضغوط أو شروط مسبقة.
ترامب بين استعراض القوة وفرض الضغوط
في سلسلة من التصريحات اللافتة، أعلن ترامب أنه يدرس فرض عقوبات جديدة على روسيا إذا رفضت التفاوض لإنهاء الحرب.
وأشار إلى أن إدارة بايدن الحالية فشلت في وقف نزيف الدماء، ملمحًا إلى أن زيلينسكي، الرئيس الأوكراني، طلب منه المساعدة في إنهاء الحرب.
ترامب أوضح أيضًا أن روسيا وأوكرانيا خسرتا مئات الآلاف من الجنود، ما يُبرز الكلفة البشرية الهائلة للصراع.
وفي ظل هذه التصريحات، أشار الكاتب والباحث السياسي يفغيني سيدروف خلال حديثه لبرنامج التاسعة على "سكاي نيوز عربية" إلى أن موسكو تنظر بحذر إلى خطاب ترامب، معتبرة أنه مزيج من استعراض القوة ورغبة في إرضاء قاعدته الانتخابية، دون أن تقدم خطوات واضحة نحو حل سياسي.
موسكو.. رفض تجميد الصراع وتحذيرات من التصعيد
على الجانب الآخر، ترفض روسيا بشكل قاطع فكرة تجميد الصراع، مؤكدة أن مثل هذه الخطوة ستتيح لكييف فرصة تعزيز قواتها العسكرية بدعم غربي. سيدروف يؤكد أن موسكو تُدرك أن المفاوضات ستحتاج وقتًا طويلًا للتحضير، لكنها ترى في الوقت ذاته أن الولايات المتحدة لا تزال غير جاهزة للتعامل مع تعقيدات الصراع.
روسيا تُواصل عملياتها العسكرية في الشرق الأوكراني، حيث من المتوقع أن تسيطر قريبًا على لوغانسك بشكل كامل، بينما تتطلب السيطرة على دونيتسك وقتًا أطول بسبب التعقيدات الميدانية.
وفي هذا السياق، يشير سيدروف إلى أن موسكو تضع نصب عينيها تعزيز مكاسبها الميدانية كجزء من أي تسوية مستقبلية.
تحالف روسي-صيني.. شراكة أم مواجهة للغرب؟
في مشهد يُعقّد الحسابات الدولية، تستمر موسكو وبكين في تعزيز شراكتهما الاستراتيجية. خلال لقاء عبر تقنية الفيديو، أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ أن التعاون بين البلدين يسير بثبات، مشددًا على أن هذه العلاقة لا تستهدف طرفًا ثالثًا.
التقارب الروسي-الصيني يُثير قلق الولايات المتحدة، التي تعتبره محاولة لتحدي نفوذها العالمي. سيدروف يرى أن الشراكة بين البلدين ليست مجرد تعاون اقتصادي، بل تعكس رغبة مشتركة في إعادة تشكيل النظام العالمي بما يحد من الهيمنة الأميركية.
أوروبا بين قلق التحولات وسياسة الحياد
على الجانب الأوروبي، يُظهر الحلفاء التاريخيون للولايات المتحدة قلقًا من عودة ترامب إلى البيت الأبيض، وسط تلميحاته بفرض ضرائب على الواردات الأوروبية وتقليص الدعم العسكري لحلفائه.
المستشار الألماني أولاف شولتز دعا إلى تعزيز السيادة الأوروبية، فيما شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ضرورة أن تُمسك أوروبا بزمام أمورها في ظل عالم متغير.
حسابات معقدة ومستقبل غامض
بين تلويحات ترامب بفرض عقوبات وتهديداته بتسليح أوكرانيا، وتحذيرات روسيا من أي وجود عسكري أجنبي، تبقى الأزمة الأوكرانية مفتوحة على كل الاحتمالات. في الوقت الذي تتراكم فيه خسائر الحرب، يبدو أن جميع الأطراف تُدير الصراع كجزء من معركة كبرى لإعادة تشكيل موازين القوى الدولية.
الحرب في أوكرانيا، التي بدأت كصراع إقليمي، أصبحت اليوم ساحة اختبار كبرى لسياسات القوى العالمية، وسط تنافس استراتيجي على النفوذ والمكاسب، ما يجعل الحديث عن نهاية وشيكة للحرب ضربًا من التفاؤل المفرط.