آخر الأخبار

الوسطاء في اتفاق وقف النار بغزة يستعدون لاحتمال ظهور عقبات

شارك الخبر

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

آليات عسكرية إسرائيلية مدمرة في غزة

سلّط التأخير في بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الأحد، وإطلاق قوات إسرائيلية النار على فلسطينيين اقتربوا منهم، الاثنين، الضوء على بعض العقبات التي يحتمل أن تعترض سبيل الاتفاق، وسط مشاعر متبادلة بالألم والمرارة وانعدام الثقة.

وأنشأت مصر وقطر، اللتان توسطتا في الاتفاق إلى جانب الولايات المتحدة، مركز اتصالات لمعالجة أي مشكلات قد تطرأ بينما يأمل المسؤولون الذين بذلوا جهوداً على مدى شهور للتوصل إلى الاتفاق في تجنب تجدد الاشتباكات بين إسرائيل وحركة حماس في غزة.

وقال ماجد الأنصاري، المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، إن الحفاظ على مثل هذه الاتفاقات وتثبيتها ليس أمراً يسيراً على الإطلاق.

وأضاف أن الوضع في منطقة حرب على وجه الخصوص يمكن أن يتغير بسرعة كبيرة، إما بوقوع حدث طارئ أو من خلال مواقف سياسية لأي من الطرفين.

وأوضح أن أي طرف ربما يعتبر تهديداً ما سبباً لخرق الاتفاق، وهو ما قد يضطر الوسطاء إلى التدخل لإيجاد سبيل لاستئناف وقف إطلاق النار.

وقبل ما يزيد قليلاً على ساعة واحدة من موعد بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار الأحد، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل لن تلتزم بوقف القتال حتى تسلم حماس أسماء ثلاث أسيرات جرى إطلاق سراحهن في وقت لاحق.

واستمر القتال لنحو ثلاث ساعات بعد الموعد المعلن لبدء سريان الاتفاق بينما كان مسؤول من حماس في غرفة التنسيق التي أقيمت في القاهرة يبحث أسباب هذا التأخير والذي أرجعته حماس إلى مسائل فنية دون تحديدها.

وفي نهاية المطاف تم التعامل مع المسألة وإطلاق سراح الأسيرات الثلاث في الموعد المحدد بعد ظهر الأحد مقابل إطلاق سراح 90 فلسطينياً من السجون الإسرائيلية في ساعة متأخرة من مساء الأحد وسط مشاهد مؤثرة لدى لم شملهم مع أسرهم.

وقال مسؤول مطلع على المفاوضات لوكالة "رويترز": "لا نتوقع أن تسير الأمور وفقاً للخطة (الموضوعة)"، مضيفاً أنه ليس من المتوقع أيضاً أن تؤدي مسائل من هذا النوع إلى عرقلة عملية يعكف دبلوماسيون ومسؤولون على إنجاحها منذ شهور.

وقال المسؤول: "من الصعب تصديق أن يفشل الاتفاق في اليوم الأول من تنفيذه بعد كل هذا العمل من الوسطاء والضمانات التي تلقوها، سواء من الولايات المتحدة أو الوسطاء".

وسيشهد الاتفاق متعدد المراحل وقف إطلاق نار مبدئياً لمدة ستة أسابيع يتم خلالها تبادل إطلاق سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل مئات السجناء الفلسطينيين، والسماح للنازحين من شمال غزة بالعودة إلى منازلهم مع انسحاب القوات الإسرائيلية من بعض المواقع.

وخلال المرحلة الأولى، ستبدأ مفاوضات لإطلاق سراح الأسرى المتبقين وعددهم 64 من الرجال في سن الخدمة العسكرية والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية. وليس من المتوقع إلى حد كبير أن تمضي هذه العملية قدما دون وقوع مشكلات.

عقبات مقبلة

مع انخفاض مستوى الثقة بشكل كبير بين الطرفين اللذين يحارب بعضهما البعض على مدى أجيال، فإن المخاطر المحتملة تتراوح من
المواجهات العرضية أو المتعمدة خلال فترة الانسحاب إلى النزاعات حول هوية الأسرى وحالتهم ممن سيتم إطلاق سراحهم أو إعادتهم.

ولم تعلن حماس حتى الآن عدد الأسرى الذين ما زالوا على قيد الحياة. ومن المتوقع يوم السبت أن يتم تسليم قائمة بأسماء الأسرى الثلاثين المتبقين والمقرر إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى، وما إذا كانوا على قيد الحياة أم لاقوا حتفهم.

وتقول القوات الإسرائيلية إنها تسعى إلى تجنب المواقف التي قد يقترب فيها سكان غزة من القوات الإسرائيلية المنسحبة. وقال مسعفون في غزة إن القوات أطلقت النار بالفعل الاثنين على ثمانية فلسطينيين على الأقل اقتربوا منها.

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي إن إسرائيل ستنشر خرائط وإرشادات توجيهية مع مضي الاتفاق قدما لمنع ذلك، إذ ستوضح المناطق التي لا ينبغي الاقتراب منها في أثناء الانسحاب. وأضاف المسؤول العسكري "ستتغير المناطق مع انسحاب القوات تدريجيا من قطاع غزة".

في إسرائيل، ينظر البعض إلى الاتفاق بريبة بالغة، إذ يقولون إنه يدع حماس تسيطر على غزة، بينما يخشى آخرون من أنه يعني التخلي فعليا عن الأسرى غير المشمولين في المرحلة الأولى.

واستقال وزير الأمن الوطني المتشدد إيتمار بن غفير من منصبه صباح يوم وقف إطلاق النار وسحب حزبه من ائتلاف نتنياهو، وقد يتبعه آخرون.

وذكرت هيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان) أن مسؤولين إسرائيليين شعروا بالصدمة عندما رأوا الأسيرات الإسرائيليات الثلاث المفرج عنهن في وسط غزة الأحد يخرجن من سيارة وسط حشد كبير من الناس بينما يقوم مقاتلو حماس بالزي الرسمي بإبعاد الناس عن الأسيرات، وأن المسؤولين سيبلغون الوسطاء بأنهم يعتبرون مثل هذه المشاهد غير مقبولة.

لكن الوسطاء يعولون على حدوث زخم إيجابي مع استمرار إطلاق سراح الأسرى والسجناء خلال الأسابيع المقبلة لتخفيف حدة المعارضة.

وقال الأنصاري إن الصور التي شوهدت الأحد للأسيرات الإسرائيليات الثلاث وهن يلتقين عائلاتهن بالأحضان هي الصور التي قد تغير الرأي العام في السياسة الإسرائيلية.

وأضاف أن الشيء نفسه ينطبق على الشعب الفلسطيني عندما يشاهد 90 من نسائه وأطفاله يعودون إلى عائلاتهم.

وتابع أن هذه هي نوعية الصور التي تغير الرأي العام، وتشكل ضغوطا حقيقية على القيادة للحفاظ على الاتفاق.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك الخبر

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا