آخر الأخبار

السلطة الفلسطينية تحت وطأة الضغوط بين غزة والضفة

شارك الخبر
وزير الخارجية الفلسطيني الأسبق ناصر القدوة

مع تغير المشهد الإقليمي والدولي، يجد الفلسطينيون أنفسهم أمام ملفات معقدة وضغوط متعددة الأوجه، حيث تتراكم الأزمات السياسية والاقتصادية في الضفة الغربية وقطاع غزة، إلى جانب تحديات الانقسام الداخلي التي تحول دون تحقيق الوحدة الوطنية.

في ظل هذه التحديات، تتغير قواعد اللعبة في الشرق الأوسط، مع صعود تحالفات جديدة وتطورات سياسية متسارعة، ما يضع السلطة الفلسطينية أمام اختبار صعب لتحديد أولوياتها ومساراتها المستقبلية.

غزة والضفة أزمة حكم وانقسام مستمر

يشير وزير الخارجية الفلسطيني الأسبق، ناصر القدوة، خلال حديثه لبرنامج "ستوديو One مع فضيلة"، إلى أن الوضع في قطاع غزة يتطلب حلا جذريا يمنع فصل القطاع عن الضفة الغربية.

ويقترح القدوة إنشاء هيكل حكومي جديد غير مرتبط بالفصائل، لكنه يؤكد ضرورة ارتباط هذا الهيكل بالسلطة الفلسطينية لضمان وحدة الأراضي الفلسطينية.

في غزة، تواصل إسرائيل سياستها العسكرية ضد القطاع، حيث يعاني السكان من تبعات الحروب المتكررة وآثار الحصار.

ويرى القدوة أن "الحل الوحيد الممكن لغزة هو دمجها مع الأطراف الأخرى"، مؤكدا أن البدائل الواقعية تكاد تكون معدومة، إذ إن أي محاولة لفصل غزة ستقوّض الجهود المبذولة لتحقيق حل الدولتين.

أما في الضفة الغربية، فيواجه الفلسطينيون تحديات على جبهات متعددة، من الاستيطان الإسرائيلي المستمر إلى التوترات الداخلية بين الفصائل الفلسطينية، والتي تعيق بناء إجماع وطني يمكن أن يقود إلى استقرار سياسي.

حل الدولتين.. الخيار الأمثل لكنه بعيد المنال

يؤكد القدوة أن "التعايش بين دولتين، فلسطين وإسرائيل، على أساس حدود 1967 مع تبادل الأراضي، هو الحل الأمثل لتحقيق السلام". لكنه يعترف بصعوبة التنفيذ، خاصة في ظل استمرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تعطيل أي جهود سلام، حيث يسعى للبقاء في السلطة وتجنب المحاكمة.

وفي السياق ذاته، يرى القدوة أن "القدس يجب أن تكون عاصمة للدولتين"، لكنه يشير إلى أن هذا الأمر يواجه عقبات كبيرة بسبب رفض إسرائيل القبول بحل يتضمن تقسيم القدس.

ضغوط دولية وإقليمية بين إدارة ترامب وصفقة جديدة

مع تسلم إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب دفة السياسة الخارجية، شهد الشرق الأوسط تغييرات جذرية، بما في ذلك تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية. ويشير القدوة إلى أن "رئاسة ترامب الثانية قد تسعى لتوسيع هذه العلاقات مع إشراك السعودية ودول الخليج في عملية التطبيع".

لكن القدوة يشدد على أهمية أن يتضمن أي اتفاق جديد "التزامًا واضحًا بوجود دولة فلسطينية مستقلة"، معتبرا أن أي تجاهل لهذا المطلب سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الفلسطينية.

ملفات كثيرة وضغط متزايد

مع وجود ملفات متعددة تضغط على السلطة الفلسطينية، من الانقسام الداخلي إلى التوترات مع إسرائيل، يرى القدوة أن "الوضع في قطاع غزة والواقع السياسي الجديد يبقى قيد النقاش"، وأن التقدم الحقيقي يتطلب تحقيق توافق داخلي وإيجاد حلول للقضايا الأساسية العالقة.

ويرى القدوة أن التغيير في القيادة الفلسطينية والإسرائيلية سيكون مفتاحًا لإحراز تقدم في المفاوضات، قائلا: "حدوث تغيير في القيادتين قد يكون البداية لحلول حقيقية ومقبولة من الجانبين".

في ظل شرق أوسط جديد يتشكل، وتغيرات دولية تقودها إدارة أمريكية غير متوقعة، يواجه الفلسطينيون تحديات معقدة تتطلب قيادة قوية ورؤية واضحة. ومع ذلك، فإن الانقسامات الداخلية والتدخلات الخارجية المستمرة تجعل الطريق نحو تحقيق الاستقرار والسلام أكثر صعوبة، بينما يبقى الأمل معقودًا على إيجاد حلول تضمن وحدة الفلسطينيين وتلبي تطلعاتهم في الحرية والاستقلال.

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك الخبر

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا