في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
كابل- أكد المتحدث باسم الحكومة الأفغانية حمد الله فطرت أن حكومته تتفاوض مع الولايات المتحدة للتوصل إلى صفقة تبادل أميركيين معتقلين في أفغانستان مقابل سجين أفغاني اعتقلته وكالة المخابرات الأميركية (سي آي إيه) في باكستان قبل نقله إلى سجن غوانتانامو عام 2008.
ويعد السجين محمد رحيم أحد 3 سجناء متبقين في غوانتانامو لم توجه إليهم أي اتهامات قط، وقدّمته الولايات المتحدة كمستشار وناقل رسائل ووكيل تنفيذي لزعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن وغيره من كبار أعضاء التنظيم، ورغم قضائه 17 عاما في غوانتانامو فإنه لم يتم تقديم أي دليل علني ضده.
تحاول السلطات الأميركية إقناع حركة طالبان بإطلاق سراح أميركيين وهم ريان كوربيت ومحمود حبيبي اللذين ألقت المخابرات الأفغانية القبض عليهما في حادثين منفصلين في أغسطس/آب 2022 بعد عام من وصول طالبان إلى السلطة، وثالث يدعى جورج غليزمان اعتقل في وقت لاحق من العام نفسه أثناء زيارته لأفغانستان للسياحة.
من جهته، أكد المتحدث باسم الحكومة الأفغانية حمد الله فطرت للجزيرة نت أنه تم إجراء مفاوضات مكثفة مع الجانب الأميركي لإطلاق سراح مواطنين أفغان من سجن غوانتانامو.
وقال فطرت "المفاوضات لم تحرز أي تقدم حتى الآن، وحكومتنا تحاول إطلاق المعتقلين الأفغان من السجون الأميركية وغيرها، حتى الآن جلسنا أكثر من 3 مرات للتوصل إلى صفقة لتبادل المعتقلين".
وبدأت المفاوضات بين كابل وواشنطن في يوليو/تموز الماضي بعد قرار إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن خفض عدد السجناء في غوانتانامو، إذ سبق أن أرسلت الإدارة الأميركية 11 معتقلا يمنيا إلى عُمان.
وحسب مصادر حكومية أفغانية، فإن الولايات المتحدة وافقت على الإفراج عن رحيم مقابل إطلاق سراح المواطنين الأميركيين الثلاثة، لكن طالبان قدّمت عرضا مختلفا يتضمن الإفراج عن سجينين أفغانيين آخرين مقابل غليزمان وكوربيت، في حين نفت احتجاز المواطن الأميركي من أصول أفغانية محمود حبيبي بسجونها.
ويرى خبراء في الشأن الأفغاني أن الولايات المتحدة تطالب بالإفراج عن مواطنيها في صفقة واحدة، مؤكدين أن إنكار السلطات الأفغانية وجود حبيبي في سجونها سيعرقل العملية.
وكان حبيبي قد اعتقل في أغسطس/آب 2022 في العاصمة كابل، دون أن تعلن طالبان سبب اعتقاله، في حين أكدت مصادر أمنية أنه اعتقل على خلفية اتهامه بالتورط في اغتيال زعيم القاعدة أيمن الظواهري.
ويقول أحد أفراد عائلة حبيبي -فضل عدم الكشف عن اسمه- للجزيرة نت إن "حبيبي اعتقل مع 31 من زملائه، أطلق سراح بعضهم بعد فترة وجيزة، وبعد 3 أشهر أفرج عن سائقه وأحد المهندسين"، مؤكدا أنهم لا يعرفون شيئا عن مصير محمود، ويقول "واشنطن لن تفرج عن محمد رحيم ما لم يفرج عن حبيبي أولا".
يذكر أن حبيبي تولى إدارة هيئة الطيران المدني في عهد الرئيس السابق أشرف غني، ثم غادر إلى الولايات المتحدة وعاد بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان، وفتح شركة خاصة تعمل في مجال التحكم برادارات المجال الجوي الأفغاني.
بدوره، يقول الباحث السياسي حكمت جليل للجزيرة نت إن "خطف الأجانب -خاصة الأميركيين- كان جزءا مهما في إستراتيجية الحركات المسلحة -خصوصا حركة طالبان- خلال حربها مع الولايات المتحدة، إذ استفادت من هذه الإستراتيجية لفرض شروطها في المفاوضات وإطلاق سراح معتقليها".
وأضاف جليل أن هذه المرة الأولى التي تعلن فيها طالبان أنها تتفاوض مع الإدارة الأميركية بشأن المعتقلين، معتبرا أن "هذه رسالة إلى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أنها مستعدة للتفاوض بشأن ملفات أخرى، معتبرة أنه رجل الصفقات".
ويقول خبراء في الشأن الأفغاني إن هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها حركة طالبان والولايات المتحدة بعقد صفقة تبادل للمعتقلين، وإن تمت هذه الصفقة فستكون الثانية بعد وصول حركة طالبان إلى السلطة، والسابعة خلال عقدين ماضيين، من بينها 3 مرات جرت أثناء وجود القوات الأميركية في أفغانستان، وتاليا بعض تفاصيل هذه الصفقات: