مايزال التضارب هو سيد الموقف، فيما يتعلق بالأخبار التي يجري تداولها، حول صفقة تبادل أسرى وشيكة، بين إسرائيل وحركة حماس، وكانت التسريبات الأخيرة، حول تفاؤل كبير بشأن إبرام صفقة بين الجانبين، وإمكانية وقف إطلاق النار في غزة، قد أثارت بدورها تساؤلات حول السبب، وراء التأخر في إعلان مثل هذا الاتفاق، في ظل تضارب الأنباء حول تقدم وتعثر محادثات صفقة التبادل.
مباحثات على أشدها
ورغم تضارب الأخبار، بشأن قرب التوصل إلى صفقة مزمعة، فإن المباحثات تجري على قدم وساق، وبصوة مكثفة في العاصمة القطرية الدوحة، للتوصل إلى اتفاق ، وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن تقدما حصل في تلك المباحثات، وأن ما يجري مناقشته الآن، هو عدد الأسرى الفلسطينيين، الذين سيفرج عنهم مقابل الرهائن الإسرائيليين، الذين تنطبق عليهم المعايير الإنسانية في المرحلة الأولى.
ووفقا لما نقلته الهيئة الإسرائيلية، عن مصادر مطلعة، فإن حماس باتت تطالب بتحرير عدد أكبر من الأسرى، خلافا لما اتُفق عليه سابقا، وأضافت ذات المصادر، أن إسرائيل لاتنوي تقديم ما أسمته بتنازلات، حيال القائمة الإنسانية.
في الوقت نفسه، لم يتضح بعد إن كان رئيس الموساد الإسرائيلي ديفيد برنياع، سيتوجه إلى العاصمة القطرية الدوحة، حيث تجرى مباحثات الصفقة، بينما أوضحت جهات مقربة من المفاوضات، لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن توجه برنياع، منوط بتقدم حقيقي في المفاوضات، التي لا تزال تواجه صعوبات، مثل مسألة وقف الحرب، والانسحاب وعودة سكان شمال غزة، وإلا فإن سفره سيكون نوعا من العبث وفق المصادر.
وكانت القناة الـ12 الإسرائيلية، قد قالت في وقت سابق، إن برنياع أجّل زيارته، التي كانت مقررة الاثنين 6 كانون الثاني/يناير إلى الدوحة، في وقت أشارت فيه صحيفة يديعوت أحرونوت، إلى أن تأجيل زيارة برنياع إلى الدوحة، جاء في إطار انتظار رد من حركة حماس ،على تفاصيل الصفقة المقترحة، مشيرة إلى أن إسرائيل تنتظر الرد، لكي تقرر ما إذا كانت هناك جدوى لسفر مدير الموساد للعاصمة القطرية.
ويوم الثلاثاء 7 كانون الثاني/يناير، قالت الخارجية الإسرائيلية، إن إسرائيل ملتزمة تمامًا، بالتوصل إلى اتفاق لإعادة المحتجزين من غزة، لكن حركة حماس تعرقل إبرام مثل هذا الاتفاق على حد قولها، وأنه يجب الضغط عليهم للتوصل إلى اتفاق بشأن صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين، وأضاف المدير العام لوزارة الخارجية عدن بار تال، في مؤتمر صحفي: "حماس هي العقبة الوحيدة أمام إطلاق سراح المحتجزين".
وفي الوقت الذي قال فيه مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ، بنيامين نتنياهو الأحد 5 كانون الثاني/يناير، إن حركة حماس لم تقدم حتى الآن قائمة بأسماء الرهائن المحتجزين لديها ، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول في حماس قوله إن الحركة وافقت على قائمة تضم أسماء 34 رهينة لتبادلها في إطار اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار، وكانت الحركة قد قالت في بيان لها الثلاثاء 7 كانون الثاني/يناير، إن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الرهائن والسجناء ممكن إذا توقفت إسرائيل عن وضع شروط جديدة.
ماتراه أمريكا
على صعيد الدور الأمريكي قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ، للصحفيين خلال زيارة له لكوريا الجنوبية ، إنه يثق في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، واتفاق بشأن المحتجزين، ولكن ربما بعد مغادرة الرئيس الأمريكي جو بايدن منصبه في 20 يناير الجاري.
وأضاف بلينكن أنه إذا لم نتمكن من الوصول إلى خط النهاية، في الأسبوعين المقبلين، فأنا واثق من أنه سيتم استكماله في وقت ما، وآمل أن يكون ذلك عاجلًا وليس آجلًا، وعندما يحدث ذلك، فسيكون على أساس الخطة، التي طرحها الرئيس بايدن.
وكانت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، قد ذكرت أن البيت الأبيض، يصر على أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، لا يزال في متناول اليد خلال الأيام الأخيرة من ولاية الرئيس جو بايدن.
ونقلت المجلة عن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، للصحفيين في وقت سابق، أن الوسطاء يواصلون الضغط على إسرائيل وحماس، من أجل التوصل إلى اتفاق، وأن الإدارة الأمريكية تعمل "بقدر ما تستطيع لمحاولة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قبل مغادرتها السلطة".
وعلى صعيد التحركات الشعبية داخل إسرائيل قدم 112 إسرائيلياً من عائلات الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، التماساً إلى المحكمة العليا، الثلاثاء 7 كانون الثاني/يناير، ضد الحكومة ورئيسها بنيامين نتنياهو، واتهموا الحكومة بأنها تخلت عن الأسرى بشكل مخالف للقانون طوال 459 يوماً، "ومن خلال المس بحقوقهم القانونية بالحياة وسلامة الجسد وكرامة الإنسان".
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 08 كانون الثاني/ يناير.
خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar
يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
https://www.youtube.com/@bbcnewsarab