في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
واشنطن – تعد الفترة الانتقالية الممهدة لمغادرة رئيس أميركي وإدارته، وقدوم رئيس منتخب جديد وإدارته إحدى أهم ركائز الديمقراطية الأميركية، إذ تتضمن مرحلة شائكة من انتقال كل السلطات والصلاحيات التي يتمتع بها الرئيس ووزراؤه وكبار مسؤولي الهيئات الحكومية المختلفة للرئيس المنتخب الجديد وفريقه.
ومنذ عهد الرئيس هاري ترومان بدأ الرئيس المغادر في دعوة الرئيس الجديد للقاء في البيت الأبيض، وكان دوايت أيزنهاور أول هؤلاء الزائرين قبل تنصيبه رئيسا عام 1952.
كما بادر ترومان بدعوة الجهات الفدرالية لتسهيل مهمة الفريق المعاون للرئيس الجديد ومده بما يحتاج لبدء مهامه الرئاسية في اليوم الأول من الحكم.
وبعد أسبوع واحد عقب الانتخابات الرئاسية لهذا العام 2024، استقبل الرئيس جو بايدن الرئيس المنتخب دونالد ترامب في البيت الأبيض ووعده بتسهيل كل الأمور المتعلقة بنقل السلطة والصلاحيات الفدرالية لإدارته الجديدة.
وقبل ما يقارب 50 يوما على تنصيب ترامب، بدأت خطوات نقل السلطات على أن تكتمل ظهر يوم 20 يناير/كانون الثاني عندما يتم تنصيب ترامب رسميا الرئيس الـ47 للولايات المتحدة.
الجزيرة نت تعرض تفاصيل هذه المرحلة الحرجة في سؤال وجواب:
@aljazeera_mubasherتعهد بانتقال سلس للسلطة.. بايدن يلتقي الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب في البيت الأبيض #الجزيرة_مباشر | #مباشر_أمريكا2024 ♬ original sound – الجزيرة مباشر
نص التعديل الـ20 من الدستور على انتهاء فترة حكم الرئيس الأميركي في تمام منتصف يوم 20 يناير/كانون الثاني بعد الانتخابات الرئاسية. وفصّل قانون "انتقال السلطة الرئاسية" الصادر عام 1963 هذه العملية المهمة. كما تم تبني قانون جديد عام 2022 للتعامل مع أي ثغرات في عملية الانتقال من إدارة لأخرى.
يخصص الكونغرس ما يقرب من 10 ملايين دولار للأنشطة الانتقالية، إلا أن حملة ترامب أعلنت عن عدم رغبتها في استخدام المخصصات الفدرالية، وستستخدم ما جمعته من تبرعات بلغ مقدارها 7.3 ملايين دولار لهذا الغرض.
ووفقا لـ"قانون الخدمة العامة"، يسمح لهم بقبول حد أقصى 5 آلاف دولار كتبرعات من أشخاص أو مؤسسات بشرط الإعلان عن كشوف التبرعات قبل منتصف فبراير/شباط القادم.
بدأت عملية الانتقال رسميا فور إعلان نتائج الانتخابات، لكنها في الواقع تبدأ في وقت أبكر من ذلك بكثير.
ويبدأ المرشحان من كلا الحزبين عملية انتقالية غير رسمية في وقت مبكر قبل إجراء الانتخابات، ويخطط فريق المرشح الفائز للاستعداد لأي سيناريو طارئ، ولا سيما فيما يتعلق بالأمن القومي والقضايا الاقتصادية الرئيسية.
شكل الرئيس المنتخب دونالد ترامب فريقا انتقاليا برئاسة ليندا مكمان وهوارد لوتنيك، وكلاهما تم ترشيحهما لمناصب وزارية خلال الأيام الماضية، كما وقّع فريق ترامب كتابيا على ترتيبات الانتقال مع إدارة بايدن، فيما يعرف باسم مذكرات التفاهم.
ومن أهم مهام فريق ترامب الانتقالي:
في الظروف العادية تعمل 3 جهات عن قرب لتسهيل عملية نقل السلطة:
تمثل حالة الانتقال من إدارة الرئيس الجمهوري جورج بوش إلى الرئيس الديمقراطي باراك أوباما مثالا رائعا على كيفية التعاون بين رئيسين من حزبين مختلفين يستعدان لمواجهة كل القضايا من اليوم الأول، لكن لا يتوقع أن يجري انتقال السلطة بسلاسة إلى الرئيس المنتخب ترامب، بالنظر إلى عملية الانتقال التي أعقبت انتخابات 2020 والتي رفض ترامب الاعتراف بنتائجها، مما أبطأ وعرقل عملية الانتقال أمام فريق بايدن.
الإجابة بالنفي، إذ توجد قوانين فدرالية حاكمة لعملية الانتقال، كما أن الرئيس بايدن تعهد بدعم فريق ترامب الانتقالي وتوفير كل السبل لتسهيل عملية الانتقال بسلاسة.
من جانبها، وبعد تردد، وقّعت إدارة ترامب على الوثائق الرسمية لعملية الانتقال، إلا أنها ترفض حتى الآن استخدام مكاتب الحكومة أو استخدام البريد الإلكتروني المؤمن للمراسلات بينها وبين الجهات الحكومية المختلفة.
نعم، ففي أوائل سبتمبر/أيلول، كما الحال مع الانتخابات السابقة، يوقع البيت الأبيض مع الفريقين المتنافسين على منصب الرئاسة مذكرات تفاهم كما ينص عليها قانون الانتقال الرئاسي، ووقعت عليها هيئة الخدمات الحكومية ووزارة العدل وكبير موظفي البيت الأبيض جيف زاينتس.
نعم، تختلف عملية الانتقال الرئاسية في هذه الحالة وبصورة جذرية عندما لا يكون الرئيسان من الحزب نفسه، إذ يتوقع أن يتم إضافة إلى تغيّر الأشخاص؛ تغيّر واسع في السياسات العامة الداخلية والخارجية.
لكن الانتقال يكون أسهل كثيرا لو كان الرئيسان المغادر والقادم من الحزب نفسه على غرار ما جرى عام 1988 عندما انتخب جورج بوش الأب نائب الرئيس المغادر رونالد ريغان.
ويدعو خبراء ومنظمات غير حكومية إلى تبسيط عملية انتقال السلطة، وهذا ليس مهما فقط للتأكد من ضمان الاستمرارية في الوظائف والخدمات الأساسية التي يتم تنفيذها للشعب الأميركي، ولكن أيضا لإظهار أن أمريكا مستقرة وقادرة على التعامل مع تعاقب متكرر في رأس السلطة.
أشار قانون الانتقال الرئاسي لعام 1963 إلى الآليات اللازمة لتيسير الانتقال المنتظم والسلمي للسلطة، وبموجب القانون الفدرالي والعرف السياسي يحق لمرشحي الرئاسة تلقى إحاطة سرية حول قضايا الأمن القومي بعد انتهاء أعمال المؤتمر القومي للحزبين، والذي انتهى في الصيف الماضي خلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب.
ويرتبط بذلك بدء الفريق الجديد المعاون للرئيس المنتخب في عملية إصدار التصاريح الأمنية الضرورية للشخصيات المتوقع أن تشغل مناصب ذات طبيعة تسمح لها بالاطلاع على الأسرار الحكومية.
من المهم جدا للرئيس المنتخب أن يطلع وفريقه على مستجدات التهديدات الأمنية التي تتعرض لها الولايات المتحدة، إضافة إلى العمليات السرية التي تقوم بها أجهزة الاستخبارات المختلفة، ويمكن للرئيس المنتخب السماح لكبار مساعديه بالمشاركة في هذه الإحاطات.
يدشن أداء الرئيس المنتخب القَسم الرئاسي في 20 يناير/كانون الثاني 2025، في تمام الساعة 12:00 ظهرا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (17:00 بتوقيت غرينتش)؛ الانتهاء الرسمي لعملية انتقال السلطة، ويسلم الرئيس المنتهي حكمه الرئيس الجديد الحقيبة النووية فور أداء القسم الرئاسي.