تأخر إعلان نتائج الانتخابات البلدية في ليبيا، التي جرت قبل أسبوع، وهو ما أثار شكوكا حول وجود نوايا لتزويرها أو إلغائها، خاصة بعد إعلان سيف الإسلام القذافي عن فوز أنصاره بأغلب المقاعد.
والسبت الماضي، أدلى الليبيون بأصواتهم لانتخاب ممثليهم في 58 بلدية بشرق وغرب وجنوب البلاد، في أول اقتراع محلي شهد نسبة مشاركة تجاوزت 70 بالمائة، وغابت عنه الخروقات الأمنية والتقنية أو خلافات.
وأشاد المراقبون بحسن التنظيم ونجاح الاقتراع، لكن التأخر في إعلان النتائج أثار تساؤلات كثيرة في البلاد حول أسباب هذا التأخر وما إذا كانت هناك تدخلات من الأطراف المتنافسة ومحاولات للتلاعب بالنتيجة، خاصة في ظل غموض يحيط بعملية فرز الأصوات.
وتبعا لهذا، نظم عدد من الناخبين، الجمعة، وقفة احتجاجية أمام مقر مفوضية الانتخابات بمصراتة، للتنديد بإلغاء عملية فرز الأصوات داخل المدينة بعد تحديد موعد لها، مطالبين بضرورة فرز الصناديق بدقة وشفافية لضمان قبول النتائج.
واعتبر المشاركون في هذه الوقفة أن نجاح العملية الانتخابية يعتمد بشكل كبير على نزاهة وشفافية الإجراءات المتبعة لها، وطلبوا من المجتمع الدولي وبعثة الأمم المتحدة التدخلّ لحماية العملية الديمقراطية من شبهات التدليس والتزوير ودعم المفوضية في مواجهة خطر الانجرار وراء الاستقطاب السياسي.
في السياق ذاته، حذّر المرشح الرئاسي سليمان البيوضي، في بيان، من تداعيات التدخل في نتائج الانتخابات البلدية، مؤكدا أن فرض نتيجة لصالح طرف معين سيعمق الأزمة في مدينة مصراتة ويدفع باتجاه تفتيت وحدتها واستقرارها.
من جهته، اعتبر آمر قوة الإسناد بعملية بركان الغضب، ناصر عمار، في منشور على صفحته بموقع فيسبوك، أن مفوضية الانتخابات "سقطت في أول اختبار لها بتأجيل إصدار نتائج انتخابات أكثر من 50 بلدية"، مضيفا "من الواضح سيتم إعادة فتح الصناديق مرة أخرى وبحضور تشكيلات محايدة".
في الأثناء، استبق سيف الإسلام القذافي إعلان النتائج، وأعلن في بيان مثير للجدل تحقيق أنصاره فوزا ساحقا، موجها كلامه إلى "الذين يحاولون طمس الحقيقة".
ويتنافس في هذه الانتخابات 2331 مترشحا على 426 مقعدا، بينها 68 مقعدا مخصصا للنساء، في نحو 56 مجلسا محليا.