بعد موقفه الرافض لمقترح وقف النار في لبنان، الذي أثار استغراب الولايات المتحدة لاسيما أن الجانب الإسرائيلي كان منخرطا في المباحثات التي جرت يوم الأربعاء الماضي، على هامش لقاءات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، لين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موقفه على ما يبدو.
فقد أكد في بيان اليوم الجمعة أن فرقا إسرائيلية عقدت اجتماعات لمناقشة مقترحات أميركية لوقف النار أمس وستواصل مباحثاتها في الأيام المقبلة، مضيفا أنه يقدر الجهود الأميركية. وقال "اجتمعت فرقنا أمس لمناقشة المبادرة الأميركية وكيف يمكننا المضي قدما في الهدف المشترك المتمثل في إعادة السكان بأمان إلى ديارهم.. وسنواصل هذه المناقشات في الأيام المقبلة" (في إشارة إلى إعادة المستوطنين الإسرائيليين إلى منازلهم شمال إسرائيل، بعدما تركوها جراء المواجها الحدودية مع حزب الله في لبنان.
كما شدد على أن "إسرائيل تقدر الجهود الأميركية لأن دور الولايات المتحدة لا غنى عنه في دفع الاستقرار والأمن في المنطقة"، وفق تعبيره.
"نسقنا مع إسرائيل"
جاءت تصريحات نتنياهو هذه بعد أن أكد البيت الأبيض مساء أمس أنّ النداء الدولي لوقف إطلاق النار في لبنان أُطلق بـ"التنسيق" مع إسرائيل. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار للصحافيين إنّ "البيان تمّ تنسيقه بالفعل مع الجانب الإسرائيلي"، مضيفة أنّ المحادثات تتواصل خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
كما جاء بعد إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية حال وصوله إلى نيويورك أمس أن الغارات والقتال سيتواصل بقوة في لبنان، علما أن مصدر في مكتب أشار بوقت سابق إلى أنه أعطى الضوء الأخصر لوقف الغارات ضد حزب الله، ما خلق حال من البلبلة حول حقيقة موقفه.
وكانت إسرائيل صعدت بشكل عنيف غاراتها على مناطق لبنانية مختلفة منذ الاثنين الماضي، ما خلف أكثر من 700 قتيل.
كما أجبر هذا التصعيد عشرات الآلاف على جانبي الحدود على الفرار، حيث أصبحت مساحات شاسعة مهجورة إلى حد كبير.
كما نفذت الطائرات الإسرائيلية على مدى الأسبوع المنصرم ضربات على الضاحية الجنوبية لبيروت، مكبدة حزب الله خسائر مؤلمة بعدما اغتالت قيادات رفيعة في صفوفه.
