وبحسب التحليل الذي أجرته المجموعة، التي تمثل الشركات الكندية المصنّعة والمسوقة للمشروبات الروحية، انخفضت مبيعات المشروبات الروحية الأمريكية في كندا بنسبة 66.3% بين 5 آذار/مارس، وهو اليوم الذي أعلنت فيه المقاطعات نيتها التوقف عن بيع هذه المنتجات، وحتى نهاية نيسان/أبريل.
وامتد هذا التأثير ليشمل القطاع بأكمله، إذ تراجعت مبيعات المشروبات الروحية المستوردة والمحلية على حد سواء بنسبة 12.8% خلال الفترة نفسها.
وصف الرئيس والمدير التنفيذي لـ"سبيريتس كندا"، كال بريكر، القرار بأنه يمسّ عمق الترابط في قطاع المشروبات الروحية في أمريكا الشمالية، قائلاً: "الإزالة الفورية والمستمرة لجميع منتجات المشروبات الروحية الأمريكية من الرفوف الكندية تمثل مشكلة عميقة لمنتجي المشروبات الروحية على جانبي الحدود".
وجاءت هذه الخطوة الكندية كرد فعل على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض تعريفة جمركية بنسبة 25% على بعض الواردات، ما دفع بعدة مقاطعات كندية إلى مقاطعة المنتجات الروحية الأمريكية.
ولاحقًا، زاد التوتر بعد تهديد ترامب بفرض تعريفة جمركية جديدة بنسبة 35% على السلع الكندية بدءًا من الأول من آب/أغسطس، ما دفع المستهلكين والشركات إلى إطلاق حملة وطنية بعنوان "اشترِ كنديًا" دعمًا للمنتجات المحلية.
وفي هذا السياق، وصفت شركة "براون فورمان"، المصنّعة لمشروب "جاك دانييلز"، قرار سحب منتجات البوربون والويسكي الأمريكية من المتاجر الكندية بأنه إجراء مبالغ فيه، مُعتبرة أنه ألحق ضررًا يفوق أثر الرسوم الجمركية الانتقامية التي كانت كندا قد فرضتها ردًا على سياسات ترامب.
وسجّلت مقاطعة أونتاريو، التي تُعد أكبر سوق للمشروبات الروحية في كندا، التراجع الأشدّ، إذ انخفضت المبيعات الأمريكية فيها بنسبة 80% عقب سحب المنتجات منها. وفي المقابل، استأنفت كل من ألبرتا وساسكاتشوان بيع المشروبات الروحية الأمريكية مؤخرًا، إلا أن التداعيات على السوق الكندية لا تزال واضحة.
وحاليًا، تم تعليق الرسوم الجمركية الأمريكية على الواردات الكندية التي تلتزم باتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (USMCA)، وتشمل هذه الاتفاقية المنتجات الروحية المنتجة في كندا، ما يفتح بابًا أمام إمكانية تهدئة النزاع التجاري في حال استُثمرت الجهود الدبلوماسية بالشكل الصحيح.