آخر الأخبار

رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر تحتفي بإرث ثقافي يخاطب العالم

شارك





احتفت رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني بحملة "أمة التطور" الممتدة على مدار 18 شهرا لتكريم الرحلة الثقافية الزاخرة التي قطعتها الدولة خلال 50 عاما مضت منذ تأسيس المتحف الوطني.

وبالتزامن مع بداية موسم الخريف الحافل الذي يبرز مدى اتساع ونطاق وتنوع مؤسسات متاحف قطر، أشارت الشيخة المياسة -في المناسبة التي جمعت بين استعراض الماضي ورسم المستقبل- إلى أن ما يجمع هذه المحطات هو الاحتفاء بالموهبة و"المبدعون الذين مكنونا من النمو عاما بعد عام، لنصبح في كل مرة أقوى".

وفي توصيفها لمنظومة الثقافة القطرية، قالت الشيخة المياسة إنه "خلال العقدين الماضيين استثمرنا في المباني التي تحتضننا اليوم" والمبدعين "الذين يحققون أحلامنا". وأضافت أن هذه المناسبات "ليست مجرد تواريخ، بل كواكب تربطنا في كون لا يحيط بنا فقط، بل يصلنا بالعالم كله".

وشبهت رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر ذلك بعمل الفلكيين في العصور الوسطى أو البحارة الذين اهتدوا بالنجوم، مؤكدة أن قطر اليوم تشهد ولادة الكثير من العلاقات ومجالات التعاون الجديدة في الدوحة، لتذكر الجميع بطبيعة العمل الجماعي الوطني فـ"نحن نصنع سردنا بأنفسنا طبقة وراء طبقة. ومع كل مشروع ومنصة، نعزز أصوات المواهب في منطقتنا".

وأضافت "شهدت الثقافة القطرية انطلاقة هائلة في الـ50 سنة الماضية، أعادت تشكيل نظرة العالم لنا من خلال أمة التطور. ونحتفي بالمنجزات ونرسم الطريق للمستقبل بكل طموح وإبداع وإنسانية وعمق الالتزام بأبناء البلد". وأكدت الشيخة المياسة أن الثقافة "لم تعد مجالا معزولا، بل غدت متداخلة مع التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، وقوة رئيسية في إغناء حياة الناس" وهي "قلب الأمة الموحد للمجتمع المتنوع".



إعلان

وأشارت الشيخة المياسة إلى أن قطر اليوم "تقف في لحظة نادرة نستطيع فيها تأمل الرحلة الثقافية الكاملة، من المواقع التراثية القديمة التي تروي حكايات آلاف السنين إلى منصات الصناعات الإبداعية لمستقبل الغد". وأكدت أن "الثقافة هنا ليست أثرا ثابتا بل كائن حي" متجذر في ماضي الأجداد "يمنح حاضرنا معنى، ويدفعنا إلى المستقبل بثقة كاملة بهويتنا".

وشددت رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر على أن المتاحف "أماكن للدهشة والخيال" وأن كل زاوية في الوطن "تلهمنا" لإيجاد أفكار وخيوط جديدة "والأهم علاقات جديدة".

ونوّهت بأن الرحلة لم تبدأ اليوم، بل "منذ آلاف السنين" مستحضرة غواصي اللؤلؤ وصانعي الصبغة الأرجوانية التي حملت اسم قطر عبر البحار، واللون الذي أصبح رمزا للبلاد، وصولا إلى النقوش الصخرية، وموقع الزبارة المدرج على قائمة التراث العالمي، كتذكير دائم بارتباط قطر بطريق الحرير نحو الصين. وأكدت أن الثقافة "متجذرة في الأصول وتنتمي للعالم، نحافظ عليها ونشاركها وندمجها في حياتنا اليومية جيلا بعد جيل".

واستعرضت الشيخة المياسة مسيرة المتاحف بدءًا من افتتاح أول متحف في الخليج عام 1975 (المتحف الوطني القطري) الذي "تحول من قصر للسلطة إلى مكان للدهشة" ثم توسع عام 2019 ليجمع بين الماضي والحاضر والمستقبل، محتفيا هذه الأيام بذكرى تأسيسه من خلال أرشيفات وذكريات نادرة. كما أشادت بمنجزات المتحف مثل الأعمال التركيبية "المدهشة" والشراكات الدولية التي تحتفي بوصول قطر إلى فينيسيا وإرث كأس العالم، حيث "اجتمع الفن والرياضة بطريقة عميقة".

مصدر الصورة رئيسة مجلس أمناء المتاحف الشيخة المياسة آل ثاني أشارت لعدة مشاريع مستقبلية لمتاحف قطر (الجزيرة)

وشددت رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر على الاستثمار الضخم الذي أجرته الدولة في البنية التحتية الثقافية "المادية" من متاحف وقصور ومؤسسات، إلى جانب الاستثمار في المواهب البشرية والمبدعين المحليين والدوليين الذين يصنعون الحلم الثقافي القطري، وقالت إن كل مشروع ومنصة تضيف طبقة جديدة للسرد الوطني وتضخ المزيد من الأصوات المبدعة.

وتطرقت الشيخة المياسة إلى الجذور التاريخية للثقافة القطرية، من مواقع الأجداد والآثار القديمة، إلى حركة الغواصين وصناعة الصبغة الأرجوانية التي انتشرت عبر البحار. وأبرزت مواقع التراث مثل الزبارة، وارتباطها العميق بتاريخ المنطقة وصلتها بالشرق والغرب.

كما عرضت تطور الإستراتيجية الثقافية للبلاد، من متحف الفن الإسلامي إلى المتحف العربي للفن الحديث، إلى المشاريع والمبادرات المتنوعة، بالإضافة إلى معارض هامة مثل "العمارة تشكل الحياة" في متحف الفن الإسلامي، واستكشاف معرض "آي إم باي: العمارة تُشكّل الحياة" ومعرض "نرفض/رفضنا" للفنانين لاستكشاف التوترات بين الصمود والفعل، إلى جانب مشاريع تعاونية دولية مثل متحف "مقبول فدا حسين" المنتظر افتتاحه قريباً.

كما أشارت الشيخة المياسة إلى تأسيس قطر مجموعة من المتاحف التي تتمحور حول مفاهيم اجتماعية، مثل متحف الرياضة الأولمبي "3 2 1" ومعارض لحماية البيئة مثل "عودة تحت ضوء القمر" حول السلاحف البحرية، ومعارض للألعاب الإلكترونية، ومعرض "الحذاء الرياضي: من الصانع إلى الشارع" بالتعاون مع متحف التصميم في لندن، مما يعكس توجه المتاحف لاحتضان الأسر وتعزيز نمط الحياة الصحي والاجتماعي.



إعلان

وتناولت الشيخة المياسة المشاريع المستقبلية الضخمة مثل الفنون الاستشراقية ومتحف الفن العالمي في الطاحونة القديمة على كورنيش الدوحة، ليكونا فضاءً للتعاون والابتكار بين الفنانين العالميين والمحليين، ولتتحول قطر إلى مركز عالمي للفن والمعرفة، مدعومة بمشاركات بارزة مثل "آرت بازل قطر" في فبراير/شباط القادم.

ونوّهت رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر بأهمية تأسيس مدارس وبرامج تمهيدية للمبدعين، مثل مدرسة قطر التمهيدية للتصميم، ودعم المبدعين المحليين والدوليين بمبادرات مثل "فاشن ترست أرابيا" وتعزيز التواصل الثقافي مع دول العالم عبر برنامج "سنوات الثقافة" الذي استضاف هذا العام الأرجنتين وتشيلي، ويستعد لاستضافة المكسيك وكندا ومصر واليونان في السنوات المقبلة.

وفي سياق التكريم للمشهد المعماري، أشارت الشيخة المياسة إلى المشروع الريفي الجديد "الريف: مكان للحياة لا للهجران" الذي تستضيفه متاحف قطر ويقدم حلولا لمواجهة الأزمات العالمية مثل تغير المناخ، ويهدف إلى تشجيع أهل الريف على البقاء في مدنهم وأحيائهم، عبر رؤية تتكامل فيها البرامج الزراعية والتعليمية مع جهود التنمية المجتمعية، وتحويل المدرسة التمهيدية إلى مركز مهني للمبدعين والمصممين في المنطقة.

وربطت رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر هذه التحولات بثقافة الانفتاح، مشيدةً ببرنامج "سنوات الثقافة" الذي يحتفي سنويا بالتبادل الثقافي مع دول من القارات كافة، مؤكدة أن "الثقافة ليست رفاهية، بل ضرورة، هي كيف نتواصل وننمو ونفهم بعضنا".

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار