في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
كان السجن هو المعترك والبوتقة التي منها خرج العديد من الكتّاب والروائيين السوريين المعروفين على الساحة العربية الآن، وبعضهم حملتهم كتاباتهم عن المعتقلات على جناحي الشهرة إلى عوالم الأدب والقراء.
ينطبق هذا على الروائي السوري مصطفى خليفة صاحب رواية "القوقعة" الذي اعتقل في المطار وهو عائد من باريس حيث كانت أمه وأبوه في استقباله، بعد أن درس الإخراج السينمائي في فرنسا، لكنه لم يرهما، وخرج من باب آخر على المعتقل وحكم عليه 13 عاما بسبب تقرير دسه عليه زميله عن نكتة قالها وهو في البعثة عن الرئيس حافظ الأسد، ولما أفرج عنه، ذهب إلى البيت ولم يجد أمه وأباه حيث ذهبا لعالم آخر.
وكما يقول الروائي مصطفى خليفة:
"تاريخ سوريا منذ عام 1970، هو تاريخ سجون ومعتقلات وإعدامات ومجازر، ونسبة قليلة من العائلات السورية هي التي لم تكتوِ بهذه النار بشكل أو بآخر".
وكثير من الكتّاب والأدباء السوريين تعرضوا للمطاردات والتهديدات المتكررة والاعتقالات والملاحقات الأمنية، ولم يستثنِ نظام الأسد أحدا ما بين اعتقالات وتعذيب وتصفيات جسدية داخل المعتقلات وخارجها، منذ حكم حافظ الأسد، إلا أن حجم الوحشية تضاعف بشدّة عقب اندلاع الاحتجاجات الأولى للثورة في 2011، ومن خلال مظاهرات الكتّاب تضامنا مع الشعب قُبض على الكثير منهم، وارتكبت بحق بعضهم جرائم قتل وتصفية جسدية، كان ضحيتها الكاتب أكرم رسلان تحت التعذيب في أقبية أمن النظام في سبتمبر/أيلول (2015) وكانت الوفاة بعد أشهر قليلة من اعتقاله في عام 2013.
وفي قلب مدينة دير الزور، نفذ عناصر النظام إعداما ميدانيا بحق الكاتب والروائي "إبراهيم خرّيط"، عضو رابطة الكتاب السورية مع ولديه سومر وراني وابني أخته، حيث قامت قوات الأمن السورية بتنفيذ حكم الإعدام ميدانيا بالكاتب هو وابنه سومر أمام عائلته وجيرانه بحي القصور بتاريخ 27 سبتمبر/أيلول 2012 عقابا للكاتب على نشاطه السلمي في الثورة السورية وبسبب استنكاره العلني للجرائم التي ترتكبها كتائب الموت الأسدية وشبيحته، وفي نفس الوقت قامت فرق الإعدام في دير الزور بتنفيذ أكثر من 150 عملية إعدام ميدانية، ثم عادت فرق الموت وطاردت الابن الثاني للكاتب راني الخريط وأعدمته هو الآخر ميدانيا أمام نساء الأسرة وجيرانها، وكان شقيقه سومر الخريط طالبا بجامعة الفرات قسم الأدب الإنكليزي، ومن مؤلفات الكاتب إبراهيم الخريط:
وفي 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2014، عثر على جثة الكاتب والروائي "محمد رشيد الرويلي" الرئيس السابق لاتحاد الكتاب العرب متفسخة بعد شهرين من اختطافه من قبل مخابرات النظام بدير الزور، فضلا عن اعتقال كل من الفنان والمؤلف محمد أوسو أكثر من مرة بسبب مشاركاته في المظاهرات، وجلال الطويل الذي تعرض للضرب من قبل الشبيحة إثر مشاركته في مظاهرة في حي الميدان الدمشقي.
وكان الاعتداء على فنان الكاريكاتير السوري، علي فرزات، صباح 25 أغسطس/آب 2011، بمثابة منحى جديد في نهج النظام، وما نتج عنه من تكسير وتهشيم أصابع يديه كان مؤشرا خطيرا على ما قد يحدث للسوريين لاحقا.
أما عن حالات الاعتقال، فالقائمة تطول كثيرا، وتعود إلى فترات مبكرة من عمر الثورة، وقبلها كما جرى مع الشاعر والكاتب فرج بيرقدار في سبتمبر/أيلول 2012: