آخر الأخبار

"لا يراهم أحد".. جيش من البشر يدرب برامج الذكاء الاصطناعي

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

الذكاء الاصطناعي (تعبيرية - آيستوك)

في خضم فورة الذكاء الاصطناعي، وتكاثر روبوتات الدردشة، لا شك أن العديد من المستخدمين تساءلوا من يدرب هذه البرامج و"يثيّم" إجاباتها ويعدلها.

فلا شك أن شركات الذكاء الاصطناعي تعمل على برامج تدخل كميات هائلة من المعلومات في مخزون وذاكرة هذه الروبوتات.

لكن خلف الكواليس "بشر ومختصون" يعملون على "دوزنة" إجابات هذه الروبوتات.

عرض غامض

وفي السياق، روت رايتشل ساوير، وهي كاتبة تقنية من ولاية تكساس الأميركية، كيف تلقت في ربيع 2024، عرضاً عبر "لينكدإن" لوظيفة تحمل عنواناً غامضاً، ألا وهي "محللة كتابة".

فتوقعت حينها عملاً يشبه تجاربها السابقة في صناعة المحتوى، لكنها اصطدمت في أول يوم عمل بالواقع. فلم يكن عليها أن تكتب، بل أن تدرب وتراقب ما تكتبه الآلات ومحركات الذكاء الاصطناعي، بحسب تحقيق مطول لصحيفة "ذي غارديان" البريطانية.

مدربون خلف الكواليس

إلا أن ساوير لم تكن وحدها، فهي واحدة من آلاف العاملين المتعاقدين عبر شركات وسيطة مثل GlobalLogic. فهؤلاء يُعرفون داخل الصناعة باسم "المقيّمين" أو "الريترز" (raters)، ووظيفتهم الأساسية هي مراجعة الإجابات التي يقدمها روبوت غوغل "Gemini" أو منتجات الذكاء الاصطناعي الأخرى، ثم تصحيح الأخطاء وتقييم جودة الردود وفق معايير محددة.

وفيما قد يبدو الأمر بسيطًا، اختيار الرد الأفضل بين خيارين، أو الإشارة إلى خطأ لغوي أو منطقي. لكن خلف هذه المهام الروتينية يقضي المقيّمون ساعات طويلة مع محتوى قد يكون صادمًا، من نصوص عنيفة أو متحيزة إلى أسئلة حساسة في مجالات الطب والقانون والسياسة.

ضغط نفسي وزمني

كما أن المهلة الزمنية الممنوحة لهم تضعهم تحت ضغط هائل. ففي البداية كانت كل مهمة تستغرق نصف ساعة، ثم جرى تقليصها إلى 15 دقيقة فقط، وهو وقت لا يكفي – بحسب شهادات الموظفين – لقراءة 500 كلمة، وتدقيقها، ومراجعة مصادرها. وقد انعكس هذا الضغط على الصحة النفسية لكثيرين، حيث تحدّث بعضهم عن نوبات قلق أو شعور بالذنب لأنهم يراجعون إجابات في قضايا مصيرية لا يملكون فيها خبرة كافية.

الذكاء الاصطناعي (تعبيرية - آيستوك)

أخلاقيات على المحك

غير أن التوتر لا يقتصر على طبيعة المهام، بل يشمل أيضًا تغيّر الإرشادات.

فبحسب العاملين، خففت "غوغل" بعض قيودها عام 2024، بحيث أصبح مسموحاً للنظام إعادة إنتاج خطاب مستخدم يتضمن عبارات جارحة أو محتوى حساس، ما أثار تساؤلات حول التوازن بين السلامة وسرعة المنافسة في سوق الذكاء الاصطناعي.

الذكاء الاصطناعي (تعبيرية - آيستوك)

أجور متواضعة

في المقابل، يتقاضى المقيّمون في الولايات المتحدة ما بين 16 و21 دولارًا للساعة، بينما تقل الأجور كثيرًا في بلدان مثل كينيا وكولومبيا. وتبدو هذه الأرقام متواضعة جداً مقارنة بعوائد "غوغل" الضخمة من منتجات الذكاء الاصطناعي.

الذكاء الاصطناعي (تعبيرية - آيستوك)

إذ يمنح هؤلاء المقيّمون نماذج الذكاء الاصطناعي "لمسة بشرية" تجعلها أكثر اتساقًا وأقرب لفهم الواقع.

لكن عملهم يبقى في الظل، بعيداً عن بريق المؤتمرات الصحافية أو الإعلانات التي تصف الذكاء الاصطناعي بأنه ثورة سحرية. وكما قالت إحدى العاملات بالمجال: "الذكاء الاصطناعي ليس سحرًا.. إنه قائم على جهد ووقت آلاف الأشخاص الذين لا يراهم أحد".

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار