آخر الأخبار

بفضل الأجانب حصلت اليابان على الثورة الصناعية وتقدمت

شارك
ماثيو بيري ورجاله عند نزولهم باليابان

بعد سياسة انغلاق على العالم الخارجي لمدة قاربت القرنين من الزمن، عاشت اليابان بداية من النصف الثاني من القرن التاسع عشر على وقع تهديدات خارجية عديدة.

حاولت تدارك التخلّف

فقد مالت بعض القوى العالمية لفكرة فتح الموانئ اليابانية أمام التجارة العالمية بالقوة، والحصول على امتيازات اقتصادية بها.

وعقب حملة المسؤول العسكري الأميركي ماثيو بيري (Matthew Perry) ما بين عامي 1853 و1854، عاشت اليابان على وقع تغييرات سياسية داخلية عديدة أسفرت بآخر المطاف عن نهاية شوغونية توكوغاوا سنة 1868، تزامنا مع سقوط العاصمة إيدو (Edo)، وبداية عهد ميجي (Meiji).

كما اتجهت مع بداية عهد ميجي، لاعتماد سياسة إصلاحات هائلة شملت قطاعات عديدة كالتعليم والإدارة والاقتصاد والنظام المالي والضرائب والصناعة والجيش.

صورة تعبيرية

ومن خلال هذه الإصلاحات، حاولت اليابان تدارك تخلفها مقارنة بالدول الغربية، إذ ألغت خلال بضعة عقود، النظام الإقطاعي الذي هيمن لقرون واعتمدت نظاما مركزيا وأقرت عام 1889 دستورا للبلاد.

كذلك عرفت على الصعيد الاقتصادي، ثورة صناعية سريعة بمجالات النسيج والتعدين وبناء السفن والسكك الحديدية.

وشهدت اليابان أيضا ظهور تجمعات زايباتسو (Zaibatsu) التي شكلت نواة ثورتها الصناعية حيث شيدت هذه التجمعات الصناعية والاقتصادية من طرف الحكومة اليابانية التي لم تتردد فيما بعد في التفريط فيها بأسعار رخيصة لعدد من كبار العائلات.

رسم تخيلي ياباني لماثيو بيري

أيضا لم تتردد اليابان في فرض نظام التعليم الابتدائي الإجباري للأطفال ولجأت في الآن ذاته لتقليد نظام التعليم الغربي. وعلى الصعيد العسكري، باشرت اليابان ببناء سلاح بحرية وجيش معاصر كما أقرت الخدمة الإلزامية لجميع الذكور.

وبالحرب اليابانية الروسية ما بين عامي 1904 و1905، أثبتت الإصلاحات العسكرية اليابانية فاعليتها عقب تفوق اليابانيين على الروس وحسم الحرب لصالحهم.

استثمار اليابان بالمختصين والعلماء الأجانب

إلى ذلك، كان للأجانب دور كبير في تقدم اليابان ونجاحها أثناء فترة ميجي. فعلى الرغم من الاعتماد على بعض منهم أثناء شوغونية توكوغاوا، سجل العلماء والخبراء الأجانب انتشارهم بشكل كبير أثناء فترة ميجي.

نصب تذكاري لريتشارد هنري برونتون باليابان

وقد حل هؤلاء الأجانب حينها أساسا من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وهولندا للمشاركة بعملية تحديث اليابان. لقب هؤلاء الأجانب بياتوي غايكوكوجين (yatoi gaikokujin) أي المنتدبون الأجانب.

من جهة ثانية، وفرت اليابان ميزانية كبيرة للحصول على خدمات هؤلاء الأجانب. فعام 1874، قدر عدد هؤلاء العلماء والمختصين الأجانب بنحو 520 أجنبيا.

صورة للإمبراطور ميجي

بالتزامن مع ذلك، حصل هؤلاء الأجانب على رواتب مرتفعة بلغت نحو 33 بالمائة من الميزانية الوطنية السنوية لليابان حينها.

كذلك حرصت اليابان على انتداب هؤلاء الأجانب لضمان انتقال سريع للعلوم والتكنولوجيا إليها. وبشكل تدريجي، استلم الطلاب اليابانيون مراكز ومناصب هؤلاء الأجانب تزامنا مع نهاية تعليمهم وانتقال الخبرة إليهم.

من ناحية أخرى، لم تخطط اليابان لتوطين هؤلاء الأجانب. فغالبا، يغادر هؤلاء العلماء والمختصون، الذين بلغ عددهم نحو ألفين، الأراضي اليابانية عند نهاية عقودهم. لاحقا، عرف برنامج نقل الخبرة الأجنبية نهايته سنة 1899.

صورة لوليام غولاند

يشار إلى أن التاريخ يذكر المهندس البريطاني ريتشارد هنري برونتون (Richard Henry Brunton) من ضمن الشخصيات الأجنبية البارزة التي مرت باليابان خلال هذه الفترة، إذ ساهم الرجل ببناء نظام المنارات البحرية باليابان ولعب بالآن ذاته دورا هاما ببناء مدرسة الهندسة المدنية ومواطنه وليام غولاند (William Gowland) الملقب بأب الاكتشافات الأركيولوجية اليابانية والذي ساهم أيضا في نشر طرق التعدين الحديثة باليابان

أيضا هناك الهولندي غيدو فيرباك (Guido Verbeck) الذي لعب دورا كبيرا ببناء الجامعات وإصلاح التعليم والفرنسي غوستاف إيميل بواسوناد (Gustave Émile Boissonade) الذي ساهم في كتابة القانون الجزائي والمدني باليابان والبريطاني هنري سبينسر بالمر (Henry Spencer Palmer) الذي يعود الفضل إليه في إنشاء عدد من أهم مرافق ميناء يوكوهاما.

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار