خلال فترة الحرب العالمية الثانية، عاشت مملكة يوغوسلافيا يوم 27 آذار (مارس) 1941 على وقع انقلاب أثار غضب المسؤولين النازيين ببرلين، فبعد قبولها بالالتحاق بدول الحلف الثلاثي الذي ضم أساسا كلاً من ألمانيا وإيطاليا واليابان، اتجهت يوغوسلافيا للتنكر لهذا الحلف مفضلة اعتماد سياسة تقارب مع البريطانيين. إلى ذلك، جاء هذا الانقلاب ليثير غضب أدولف هتلر الذي لم يتردد في إصدار أوامر بتوجيه ضربة جوية كبيرة ضد يوغوسلافيا كنوع من سياسة العقاب.
بعد مضي يومين فقط عن التحاقها بدول الحلف الثلاثي يوم 25 آذار (مارس) 1941، شهدت يوغوسلافيا انقلابا عسكريا قادته مجموعة من ضباط سلاح الجو ضد مجلس الوصاية بقيادة الأمير بول (Paul). وعل إثر ذلك، تم منح السلطة بالبلاد للملك بيتر الثاني الذي عرف بتقارب مواقفه مع مواقف البريطانيين.
أثار هذا الانقلاب بيوغوسلافيا حالة من الغضب بصفوف المسؤولين النازيين ببرلين. وبالأيام التالية، وضعت دول المحور خطة للتدخل عسكريا بيوغوسلافيا ومنع انضمامها لأي تحالف مستقبلي مع البريطانيين. وبالتزامن مع ذلك، اتجه الألمان، عقب صدور أوامر من أدولف هتلر، لشن عملية قصف مكثفة ضد العاصمة اليوغسلافية بلغراد تزامنا مع بدء هجوم قوات المحور. ومن خلال هذه العملية الملقبة بعملية الانتقام، اتجه أدولف هتلر لمعاقبة سكان العاصمة اليوغوسلافية وتوجيه ضربة لمعنويات الجيش اليوغوسلافي الذي عانى من تأخر كبير من حيث الإمكانيات مقارنة بالجيش الألماني.
مقارنة بمئات قاذفات القنابل والمقاتلات التي جندها الألمان لقصف بلغراد، لم يمتلك اليوغوسلافيون سوى 77 طائرة حديثة للدفاع عن عاصمتهم. وقبل أيام من القصف الألماني، انشق الضابط فلاديمير كيرن (Vlademir Kren) عن الجيش اليوغوسلافي واتجه لتقديم معلومات حساسة حول مواقع الجيش اليوغوسلافي.
خلال ساعة مبكرة من يوم 6 نيسان (أبريل) 1941، باشرت قاذفات القنابل الألمانية بعملية استهداف بلغراد ضمن موجة قصف أولى. وبالساعات التالية، شهدت بلغراد، خلال نفس اليوم، 3 موجات قصف أخرى استخدمت خلالها القنابل الحارقة.
حسب مصادر تلك الفترة، شاركت 500 طائرة ألمانية بعملية القصف وألقت ما يزيد عن 365 طناً من القنابل على العاصمة بلغراد. وخلال هذه العملية، دمر نحو 40 بالمائة من بلغراد تزامنا مع مقتل نحو 4 آلاف من سكانها وقطع الطرق التي ربطتها بالمناطق المجاورة. أيضا، تعرضت الدفاعات ببلغراد لدمار هائل وهو ما سهل وقوعها بقبضة الألمان لاحقا.
ألحقت عملية قصف بلغراد ضررا كبيرا بمعنويات اليوغوسلافيين. فتزامنا مع انهيار الجيش، استسلمت يوغوسلافيا للألمان يوم 18 نيسان (أبريل) 1941 أي بعد قتال استمر 12 يوماً فقط.