مشهد مؤثر لمحاولة ممرضتين إنقاذ رضع أثناء اهتزازات زلزال ميانمار

يوماً بعد يوم يتكشف حجم الأضرار التي أحدثها زلزال ميانمار الأقوى الذي يضرب البلاد منذ مئة عام.

ووصلت "هزاته" إلى الدول المجاورة. ففي مستشفى في مقاطعة يونان الصينية أظهرت لقطات من كاميرات المراقبة ممرضتين في جناح الولادة تُخاطران بحياتهما لحماية المواليد الجدد بينما هز الزلزال المنشأة بعنف.

يُظهر الفيديو، الذي انتشر على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، جناحًا مليئًا بأسرة تحمل أطفالًا رضعًا عندما بدأت الهزات.

تسبب الاهتزاز العنيف في تدحرج الأسرة ذات العجلات بشكل لا يمكن السيطرة عليه عبر الغرفة.

أمسكت إحدى الممرضتين، التي كانت جالسة على الأرض تحتضن طفلًا رضيعًا، بغريزتها بسرير أطفال لمنعه من الانجراف بعيدًا.

وتحركت الممرضة الثانية، التي كانت تقف في مكان قريب، بسرعة لتثبيت سريرين يتمايلان تحت تأثير الصدمة.

ومع اشتداد الزلزال، اهتزّ فلتر الماء بعنف، فانسكب الماء على الأرض. كافحت الممرضتان للحفاظ على توازنهن على الأرض المبللة مع ضمان سلامة الرضع. سحبت قوة الهزّة الممرضة الأولى الرضيع بقوة، ممسكةً به بقوة، مستخدمةً ذراعها الأخرى لمنع السريرين من الارتطام ببعضهما.

وارتفع عدد القتلى جراء الزلزال الذي ضرب ميانمار إلى أكثر من ألفي شخص مع انتشال المزيد من الجثث من تحت الأنقاض، وفق ما قالت الحكومة العسكرية في ميانمار، اليوم الاثنين.

وكان الزلزال بقوة 7.7 درجة على سلم ريختر، وهو أحد أقوى الزلازل التي شهدتها ميانمار منذ 100 عام.

وقال المتحدث باسم الحكومة الميجور جنرال زاو مين تون لتلفزيون "إم آر تي في" الحكومي، إن 3400 شخص آخرين أصيبوا بجروح، فيما لا يزال أكثر من 300 شخص في عداد المفقودين.

وكان الزلزال الذي بلغت قوته 7.7 درجة على مقياس ريختر قد ضرب البلاد في منتصف نهار الجمعة الماضية، مما تسبب في أضرار واسعة النطاق، بما في ذلك في العاصمة نايبيداو وثاني أكبر مدينة، ماندالاي.

وأدى الزلزال، الذي كان مركزه بالقرب من مدينة ماندالاي، إلى انهيار عشرات المباني وتضرر البنية التحتية الأخرى مثل مطار المدينة.

وفاة 700 مصل بانهيار مساجد

وقال تون كيي عضو اللجنة التوجيهية لشبكة ثورة ربيع مسلمي ميانمار، اليوم الاثنين، إن الزلزال وقع وقت صلاة الجمعة، كما لقي 700 مصل حتفهم عندما انهارت مساجد.

ولم يتضح على الفور ما إذا كان الضحايا في المساجد ضمن الحصيلة الرسمية لضحايا الزلزال التي بلغت حتى الآن أكثر من 2000 قتيل.

وأضاف كيي أن نحو 60 مسجدا تضرروا أو تدمروا عندما وقع الزلزال، وأظهرت مقاطع فيديو على موقع إيراوادي الإخباري الإلكتروني انهيار عدة مساجد أثناء الزلزال، وفرار الأشخاص.

وقالت لورين إيلي نائب مدير برامج في ميانمار في لجنة الإنقاذ الدولي لوكالة أسوشيتد برس (أب) "لا نعلم بالتحديد نطاق الدمار في هذه المرحلة".

وأضافت أنه تم فرض حالة الطوارئ في ست مناطق، موضحة أن فرقها على الأرض وشركاءها المحليين يعملون حاليا على الأماكن الأكثر احتياجا مع توفير الرعاية الطبية الطارئة والإمدادات الإنسانية والأشكال الأخرى من المساعدات.

العرب والعالمكوارث طبيعيةعمليات البحث مستمرة.. ومنظمة الصحة: زلزال ميانمار حالة طوارئ قصوى

وأوضحت "يتحدثون عن بلدة بالقرب من ماندالاي، حيث يتردد أن 80% من المباني انهارت، ولكن لم يتم ذكرها في الأخبار بسبب بطء الاتصالات".

وأدى نقص المعدات الثقيلة إلى تباطؤ عمليات البحث والإنقاذ، مما اضطر الكثيرين للبحث عن ناجين بالأيدي في درجات حرارة مرتفعة تجاوزت 40 درجة مئوية.

وفي تايلاند المجاورة، هز الزلزال معظم أنحاء البلاد، وأودى بحياة 18 شخصا على الأقل، العديد منهم في موقع بناء في بانكوك حيث انهار مبنى شاهق تحت الإنشاء.

ويتردد أن 33 شخصا آخرين أصيبوا، كما فُقد 78 شخصا، بصورة أساسية في موقع بناء بالقرب من سوق تشاتوشاك.