آخر الأخبار

كوميديا نظيفة بعيدة عن الابتذال.. أحمد أمين ومسلسل "النُص"

شارك
أحمد أمين

أشاع مسلسل "النُص" الذي يعرض حاليا على عدة قنوات تلفزيونية من بطولة الفنان المصري أحمد أمين "حالة حلوة" لدى المشاهد العربي، وهو الوصف الذي دأب "أمين" نفسه على استخدامه في مسلسله "الصفارة" الذي عُرض العام قبل الماضي في شهر رمضان أيضا.

مسلسل "النُص" المستوحى من قصة حقيقية في الثلاثينات من القرن الماضي ترك انطباعات إيجابية لدى الجمهور والنقاد كونه يقدم كوميديا نظيفة خالية من الألفاظ الخارجة والمشاهد المبتذلة التي تظهر على الشاشة في كثير من المسلسلات الأخرى.

ويجسد أمين خلال أحداث المسلسل شخصية عبد العزيز النص، وهو نشال (لص) تائب عاش في ثلاثينيات القرن الماضي، حاول أن يجد عملا شريفا كمصدر للرزق المشروع، لكن الأقدار تضعه في قلب صراعات سياسية وأحداث غامضة، ومع تصاعد الأحداث، يجد نفسه يتحول من مجرد لص إلى بطل شعبي يحارب ضد الاحتلال الإنجليزي وتتناقل الأجيال سيرته، ولكي تكتمل عصابته اختار أربع أفراد سيساعدونه في تنفيذ خططه، وهم "درويش" الذي يلعبه دوره الفنان الكوميدي حمزة العيلي، و"رسمية" وتلعب دورها الفنانة السمراء أسماء أبو اليزيد و"زقزوق" ويلعب دوره عبد الرحمن محمد و"إسماعيل" أو الفنان ميشيل ميلاد.

وينتمي المسلسل إلى فئة الدراما التشويقية ذات الطابع الكوميدي، ويستند إلى معالجة درامية مستوحاة من وقائع تاريخية، حيث يستلهم أحداثه من كتاب "مذكرات نشال" التي كتبها الصحفي حسني يوسف سنة 1930، وأعاد نشرها الباحث أيمن عثمان. حيث قرر "النُص" فجأة أن يتوب ويعتزل السرقة ويتحول إلى مواطن صالح، وليس ذلك فقط بل قاد مقاومة ضد الاحتلال الإنجليزي. حيث شكل فريقا من النشالين وفتاة ليل وضابط شرطة لتنفيذ عمليات انتقامية ضد الإنجليز.

وفي هذا الصدد، يرى الناقد الفني مصطفى الكيلاني أن مسلسل "النُص" هو الأفضل في السباق الدرامي الرمضاني للنصف الأول من شهر رمضان، وأن أسوأ شيء بالنسبة له كمشاهد وليس كناقد أن المسلسل 15 حلقة فقط، لأنه يريد الاستمتاع بما يقدمه فريق العمل في المسلسل. أما كناقد فإن الحبكة الدرامية بالفعل لا تتحمل أن يكون المسلسل 30 حلقة تفاديا للمط والتطويل.

وقال الكيلاني في حديث خاص لموقع "سكاي نيوز عربية" إن من الأشياء الجميلة في المسلسل أنه مع نهاية كل حلقة يقدم "جانبا تثقيفيا" أو لمحة تاريخية عن المصطلحات والأدوات التي تخص الحقبة الزمنية التي تدور أحداث المسلسل بها (الثلاثينات من القرن العشرين)، مثل الحنطور والعملات القديمة مثل المليم وخلافه.

وتابع: "المسلسل يقدم كوميديا راقية، ولا يعتمد على (الإيفيهات) المصطنعة أو الألفاظ الخارجة، إذ أن كاتب السيناريو أستطاع أن يحافظ على مستوى اللغة مرتفعا طوال الحلقات، ومع الشخصيات كافة. كما أن المسلسل تقريبا خالٍ من مشاكل البناء التي تعانيها مسلسلات أخرى في السباق الرمضاني هذا العام، ومن بينها الخلل في الخط الدرامي لشخصية ما، وهو ما لم يحدث في مسلسل النُص".

وأثنى الكيلاني على الفنان أحمد أمين بطل العمل وقائد الأوركسترا – كما أطلق عليه – واصفا إياه بالفنان المثقف والواعي والدارس جيدا لفنون المسرح مما مكنه من أدواته الدرامية جيدا، فخرج العمل بهذا الشكل اللائق، مشيرا إلى أن "أمين" يستثمر نجاحه السابق في مسلسل "الصفارة" ليستكمل النمط الراقي نفسه مع شخصية "عبد العزيز النُص".

ويرى الناقد أن مخرج المسلسل قدم حلقات مبهرة من حيث الديكور والملابس المناسبة جدا لهذه الحقبة الزمنية، بالإضافة إلى الموسيقى التصويرية وتتر البداية الذي ظهر متماشيا جدا مع قصة المسلسل من حيث الكلمات واللحن.

وبالنسبة للكيلاني لم يكن "أمين" وحده المجيد في فريق العمل، بل أن الجميع قدم أداءً مبهرا، وعلى رأسهم الفنان "حمزة العيلي" الذي قدم شخصية صديق البطل على أفضل ما يكون. ويقول: "على الرغم من الأدوار البسيطة التي قدمها من قبل العيلي في مسلسلات سابقة مثل (خالد نور وولده نور خالد ورسالة الإمام) وفيلم (إكس لارج)، فإنه استطاع أن يترك بصمة جيدة لدى المشاهدين، وعندما وجد مساحة أكبر في دور شخصية درويش ظهرت إمكانياته الفنية بصورة أكثر وضوحا".

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار