في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
لم يكن الصياد السوداني يتخيّل أن تتحوّل رحلته اليومية لصيد الأسماك إلى اختبار قاسٍ للبقاء، لكن ما واجهه في قلب النيل كان أشبه بمشهد سينمائي يحبس الأنفاس. ففي لحظات لا تُنسى، وجد نفسه في معركة ضارية مع أصَلَة عملاقة، حاولت تطويق جسده والفتك به وسط المياه المتلاطمة.
بدأت القصة عندما لاحظ الصيّاد حركة مريبة في شباكه، ليكتشف أن فريسته لم تكن سمكة، بل ثعباناً ضخماً يلتف حول الشباك محاولاً الإفلات. لكن الموقف ازداد رعباً حين قرر الوحش المائي الهجوم بدلاً من الفرار، محاولاً تطويق الصياد وسحبه إلى القاع. وبينما تعالت ضربات قلبه، استجمع الرجل شجاعته، وبدأ في صراع مصيري، مستخدماً كل ما لديه من خبرة وقوة.
في دقائق معدودة بدت وكأنها دهر، دار الاشتباك العنيف بين الإنسان والطبيعة، حيث استخدم الصيّاد ذكاءه وسرعته للإفلات من قبضة الأصَلَة القاتلة، قبل أن ينجح أخيراً في إحكام السيطرة عليها وإعادتها إلى الشباك، متجنباً مصيراً مأساوياً.
يُرجِّح خبراء الحياة البرية أن الثعبان الذي ظهر في الفيديو ينتمي إلى فصيلة "الأصَلَة الصخرية الإفريقية" (African Rock Python)، أحد أضخم الثعابين غير السامة في العالم، والتي قد يصل طولها إلى ستة أمتار.
تعتمد هذه الكائنات المفترسة على قوتها الهائلة في خنق فرائسها قبل التهامها بالكامل، لكن ظهورها في النيل يُثير التساؤلات حول مدى انتشارها في المياه السودانية، وما إذا كانت هناك مواجهات أخرى لم يُكشف عنها بعد.
انتشار الفيديو على مواقع التواصل كان أشبه بعاصفة، حيث أبدى آلاف المتابعين دهشتهم من شجاعة الصيّاد. كتب أحد المعلقين: "هذا الرجل لا يصطاد الأسماك، بل يصطاد المستحيل"، فيما تساءل آخر: "كيف نجا من هذه اللحظات المرعبة؟!".
الحادثة أعادت إلى الأذهان الأساطير الشعبية المتوارثة عن "وحوش النيل"، التي طالما حكى عنها الصيّادون في روايات بدت خيالية حتى الآن. فهل يمكن أن يكون النيل موطناً لمخلوقات مُخيفة لم تُكتشف بعد؟ أم أن هذه المواجهة كانت مجرد مصادفة نادرة؟
مهما كانت الإجابة، يبقى هذا الحادث تذكيرًا صارخًا بالمخاطر غير المتوقعة التي يُواجهها الصيّادون في سعيهم وراء لقمة العيش، في بيئة تظل دومًا قادرة على مفاجأتنا بما يفوق الخيال.