استفاقت الأوساط السورية وخصوصا الثقافية والإعلامية منها، صباح السبت، على أزمة بعد تداول أنباء عن استيلاء أحد الأشخاص ادعى أنه من أمن إدارة العمليات العسكرية على مركز "غاليري مدد"، وهو منزل الفنانة التشكيلية السورية الراحلة بثينة علي، الذي وهبته للمشروع قبل وفاتها.
فقد أتى أحدهم مسلحاً قبل أيام، وأعطى مهلة للقائمين على المشروع كي يتركوا المنزل بحجة وجود شكوى من الجيران.
فانتشرت التفاصيل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما تسبب بموجة غضب عارمة، إلى أن انتهت الأزمة، إذ خرج المسلح وعاد العمل في المركز كما كان.
عن هذا تواصلت "العربية.نت" مع الشريك المؤسس بالغاليري، مروان طيارة، الذي أوضح أن مسلحاً استولى على مكان عمله (منزل الفنانة الراحلة)، بحجة وجود شكوى بأن المكان ليس ملكاً لها.
وتابع أن مجموعة من الإعلاميين نشروا القصة عبر المنصات، ثم نصحوه بتقديم شكوى رسمية، وهو ما حدث فعلاً.
كما أوضح أن إدارة العمليات تدخلت فوراً ووصلت إلى المكان للتحقيق، وسألت المسلح عن الجهة التي ينتمي إليها.
فادعى المسلح وجود شكوى على المكان من الجيران، ليرد مسؤول الإدراة بأن الشكوى لها مسار قانوني تتخذه وليس من حقه أبدا التعدي على أملاك الآخرين.
وبينما أكد المسلح أنه من قوات الأمن، رد عليه المسؤول باللهجة السورية: "أمن ما بتتعدى على العالم".
وشدد طيارة على أن الأزمة انتهت فوراً بمجرد وصول قوة إدارة العمليات العسكرية للتحقيق، موضحاً أن القوة كانت مهذبة إلى حد كبير، وتأسفت مما حصل، خصوصا بعد أن اطلعت على التفويض الذي يمتلكه القائمون على المشروع من عائلة الراحلة.
وأكد أن الغاليري ومشروع "مدد" كان حلم الفنانة الراحلة قبل وفاتها لتشجيع الفنانين الصغار على استثمار موهبتهم، وهو ما دفع عائلتها وورثتها للإبقاء عليه بعد رحيلها.
يشار إلى أن "غاليري مدد" هو مركز فني مقره منزل الفنانة السورية التشكيلية الراحلة بثينة علي، التي توفيت قبل شهرين وأوصت به لإتمام مشروعها.
ودرست الراحلة في كلية الفنون الجميلة، وحصلت على دبلوم المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة "قسم التصوير" من فرنسا، ودبلوم دراسات معمقة في تاريخ الفن الإسلامي، ودبلوم دراسات عليا في الفنون الجميلة "قسم التصوير" من جامعة دمشق.
كما شاركت بالعديد من المعارض الفردية والجماعية في دمشق ودبي وباريس وبرلين ولندن وغيرها.
وأسست "مؤسسة مدد الثقافية"، التي تعنى بالفنون ودعم الشباب السوري في هذا المجال، وكان مقرها منزلها.