أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده ستُنشئ قوة مهام وطنية للذكاء الاصطناعي، تتولى تنسيق تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي المحلية والإشراف على نشرها في مختلف القطاعات، في خطوة تهدف إلى تعزيز السيادة التكنولوجية وتقليل الاعتماد على الأنظمة الأجنبية.
وتأتي هذه المبادرة بينما تتقدم الولايات المتحدة والصين بشكل كبير في سباق الذكاء الاصطناعي، فيما تسعى موسكو إلى تضييق الفجوة عبر بناء مراكز بيانات جديدة وتأمين مصادر طاقة مستقرة، تشمل محطات نووية صغيرة مخصصة لتشغيل بنية الذكاء الاصطناعي.
بوتين شدد خلال مشاركته في فعالية AI Journey على أن تقنيات الذكاء الاصطناعي ستسهم بأكثر من 11 تريليون روبل في الناتج المحلي الروسي خلال السنوات المقبلة، ودعا إلى وضع خطة وطنية شاملة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة، بحسب تقرير نشره موقع "techradar" واطلعت عليه "العربية Business".
وقال بوتين: "بالنسبة لروسيا، هذه مسألة سيادة وطنية وتكنولوجية وقيمية. ولذلك يجب أن نمتلك مجموعة متكاملة من التقنيات والمنتجات الروسية في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي."
ورغم تأخر روسيا عن قادة الذكاء الاصطناعي عالمياً، تشير شركات محلية مثل "سبر بنك" و"ياندكس" إلى تطوير نماذج لغوية كبيرة مثل Gigachat وYandex GPT.
وقدمت "سبر بنك" خلال الفعالية عروضاً لروبوتات شبيهة بالبشر وأجهزة صراف آلي قادرة على إجراء فحوصات صحية.
بوتين أكد أن الاعتماد على نماذج أجنبية "غير مقبول"، خصوصًا في مجالات الأمن القومي والاستخبارات، مشدداً على ضرورة استخدام أنظمة روسية بالكامل.
تشير التقارير إلى عمل السلطات الروسية على تطوير طائرات مسيّرة ذاتية التحكم تعمل ضمن أسراب وتستطيع ضرب أهداف على مسافة تصل إلى 100 كيلومتر.
خبراء أوكرانيون حذروا من أن دمج الذكاء الاصطناعي في هذه المنظومات قد يغير قواعد المعارك، بفضل الاستهداف الدقيق والتنسيق الذاتي بين الطائرات.
العقوبات الغربية حدّت من قدرة روسيا على استيراد الشرائح الإلكترونية والمعدات المتقدمة، ما يعرقل توسعة قدراتها الحاسوبية.
لكن قوة المهام الجديدة ستعمل، وفق التقارير، على تعزيز التصنيع المحلي للمكوّنات الحيوية، وضمان توفير الطاقة اللازمة لتشغيل البنية التحتية للذكاء الاصطناعي دون انقطاع.
تسعى موسكو إلى توطين صناعة الذكاء الاصطناعي بالكامل وربطها باحتياجاتها العسكرية والمدنية، في وقت تتسابق فيه القوى الكبرى نحو الجيل المقبل من التقنيات.
ومع تأكيد بوتين رفضه لأي قيود قد تبطئ التطوير، يبدو أن روسيا تمضي بخطى سريعة نحو مرحلة جديدة من المنافسة التكنولوجية العالمية.
المصدر:
العربيّة