في خطوة مفاجئة، كشفت تقارير صحافية يابانية عن قرار شركة سوني إيقاف تصنيع هواتفها الذكية الرائدة من سلسلة إكسبيريا داخلياً، لتُسند المهمة إلى شركات خارجية، في تحول استراتيجي طويل الأمد قد يعيد رسم مستقبل الشركة في سوق الهواتف الذكية.
ووفقاً للتقرير، فإن "سوني" التي كانت تقوم بتجميع هواتفها في مصانع تابعة لها في تايلاند والصين، لم تعد تدرج تلك الأجهزة ضمن منتجات هذه المصانع على مواقعها الرسمية.
ويُعد هاتف Xperia 1 VII أول جهاز رائد من السلسلة يتم تجميعه من قِبل طرف ثالث، بحسب تقرير نشره موقع "phonearena" واطلعت عليه "العربية Business".
رغم السمعة الكبيرة التي تتمتع بها "سوني" في عالم الإلكترونيات، إلا أن حصتها السوقية في قطاع الهواتف الذكية يُعتقد أنها تقل عن 1%.
وقد ساهم فشل الشركة في عقد شراكات مع شركات الاتصالات الأميركية في تراجع حضورها، ما دفعها للامتناع للسنة الثانية على التوالي عن شحن هواتفها الرائدة إلى أميركا، ثالث أكبر سوق للهواتف الذكية عالمياً.
وبحسب التقرير، فإن تجميع الهاتف خارجياً لم يؤدِ إلى خفض سعره، إذ يباع هاتف Xperia 1 VII بسعر 1399 جنيهًا إسترلينيًا للطراز الذي يأتي بسعة تخزين 256 غيغابايت، وهو نفس سعر الإصدار السابق.
أما من حيث التوافر والدعم، فإن النسخة العالمية من الهاتف تُباع عبر موقع "أمازون"، وتدعم شبكات "T-Mobile" الأميركية بشكل جيد، لاسيما نطاقات 5G مثل n41 وn71، في حين أن دعمها لشبكة "AT&T" أقل شمولاً، رغم توفر بعض الترددات الحيوية مثل 850 ميغاهرتز وC-Band.
ويثير قرار "سوني" تساؤلات في الأوساط التقنية، خاصة أن الشركة لا تزال لاعباً أساسياً في عالم تكنولوجيا الهواتف الذكية، ليس عبر الأجهزة فقط، بل من خلال مستشعرات التصوير التي تعتمد عليها معظم الشركات الكبرى.
إذ بلغت حصة "سوني" من سوق مستشعرات الكاميرا 55% في الربع الرابع من العام الماضي، وتتوقع الشركة أن ترفع حصتها إلى 60% خلال العام الجاري.
وعلى الرغم من التاريخ العريق لشركة سوني في عالم الأجهزة الاستهلاكية، من Walkman إلى PlayStation، يبدو أن الشركة تسعى لإعادة هيكلة أولوياتها في قطاع الهواتف المحمولة، وسط منافسة شرسة وتحولات متسارعة في الصناعة.