شنت شركة الذكاء الاصطناعي "أوبن إيه آي"، مطورة روبوت الدردشة الشهير "شات جي بي تي"، هجمومًا على منافستها الصينية سريعة النمو " ديب سيك " (DeepSeek).
وفي رسالة من 15 صفحة إلى الحكومة الأميركية يوم الخميس، وصفت "أوبن إيه آي" أحدث طراز من "ديب سيك"، وهو "R1"، بأنه تطور "بارز".
وقالت "أوبن إيه آي" إن النموذج يُشير إلى طموحات الصين المتنامية في مجال الذكاء الاصطناعي، ويُبرز المنافسة الشديدة بين الدولتين المتنافستين، بحسب تقرير لشبكة "CNBC"، اطلعت عليه "العربية Business".
وأحدثت "ديب سيك"، التي أسسها رجل الأعمال الصيني ليانغ وينفنغ عام 2023، ثورةً في صناعة الذكاء الاصطناعي وسوق الأسهم الأميركية بنموذجها منخفض التكلفة "R1"، الذي كشفت عنه في يناير.
حذر كريس ليهان نائب رئيس الشؤون العالمية لدى "أوبن إيه آي"، في الرسالة التي بعثها إلى مكتب سياسة العلوم والتكنولوجيا التابع للحكومة الأميركية، من أن استخدام "ديب سيك" في البنية التحتية الحيوية وغيرها من التطبيقات عالية المخاطر يُشكّل "خطرًا كبيرًا"، إذ قد تُمارس الحكومة الصينية ضغوطًا على "ديب سيك" للتلاعب بنماذجها.
وحذّرت البحرية الأميركية أفراد الخدمة من استخدام "ديب سيك"، وحظرته تايوان في الوكالات الحكومية في فبراير الماضي لمخاوف أمنية.
وكتب ليهان: "نظرًا لأن ديب سيك مدعوم من الدولة وخاضع لسيطرتها ومتاح مجانًا في آنٍ واحد، فإن التكلفة التي يتحملها مستخدموه هي خصوصيتهم وأمنهم".
وأضاف ليهان أيضًا أن الذكاء الاصطناعي الخاص بـ "ديب سيك أكثر استعدادًا" لإيجاد حلول للأنشطة غير المشروعة والضارة، بما في ذلك انتحال الهوية وسرقة الملكية الفكرية.
وحذر ليهان من أن الصين قد تستخدم الذكاء الاصطناعي كأداة جيوسياسية من خلال تقديم "ديب سيك" للدول التي تحتاج إلى أدوات الذكاء الاصطناعي وتمويل البنية التحتية، وهي خطوة تتماشى مع مبادرتها الحالية "الحزام والطريق".
وعلى مدار أكثر من عقد من الزمان، استخدمت الصين هذا البرنامج لإنفاق أكثر من تريليون دولار على برامج البنية التحتية عالميًا.
حددت رسالة "أوبن إيه آي" توصيات سياسية لضمان الريادة الأميركية في مجال الذكاء الاصطناعي.
كُتبت الرسالة استجابةً لطلب مكتب سياسة العلوم والتكنولوجيا بالبيت الأبيض في فبراير الحصول على آراء عامة.
وفي يناير، وقّع الرئيس دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا يدعو إلى "الحفاظ على الهيمنة الأميركية العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي وتعزيزها"، مع إلغاء أمر إدارة بايدن الذي يطالب شركات الذكاء الاصطناعي بمزيد من الشفافية.
واقترح ليهان يوم الخميس سلسلة من السياسات "المُركزة على الحرية"، بما في ذلك استراتيجية تنظيمية من شأنها إعفاء مطوري الذكاء الاصطناعي الأميركيين من الامتثال لقوانين الولايات المُرهقة للغاية.
وذكرت الشركة أيضًا بأن الحكومة الأميركية قد تُسهّل على شركات الذكاء الاصطناعي التدريب على مواد محمية بحقوق الطبع والنشر، مُجادلةً بأن قوانين حماية حقوق الطبع والنشر الصارمة قد تُبطئ الابتكار وتُقيّد الوصول إلى بيانات التدريب.
وُجّهت انتقادات لشركة أوبن إيه آي ونظيراتها لاستخدامها محتوى محميًا بحقوق الطبع والنشر لتدريب النماذج. وقد رفع مؤلفون ومؤسسات إخبارية، بما في ذلك صحيفة نيويورك تايمز، دعاوى قضائية ضد الشركة، قائلين إن الشركة الناشئة تُخالف قانون حقوق الطبع والنشر.