في الوقت الذي تتسابق فيه دول العالم لاعتماد شبكات الجيل الرابع والخامس، لا يزال ملايين الأشخاص حول العالم يعتمدون على هواتف الجيل الثاني، ما يجعل عملية الإغلاق معقدة ومثيرة للجدل.

اعتمدت فيتنام خطة مبتكرة لاستبدال هواتف الجيل الثاني عبر توزيع أجهزة 4G مجانية لذوي الدخل المحدود، مما أدى إلى تراجع عدد مشتركي شبكات الـ 2G من 18 مليونًا إلى 143 ألفًا خلال عام واحد فقط.

بذلك، انضمت إلى قائمة الدول التي تخلّت عن شبكات الجيل الثاني، مثل اليابان وكوريا الجنوبية والإمارات وأستراليا وسويسرا، بحسب تقرير نشره موقع "restofworld" واطلعت عليه "العربية Business".

لماذا تسارع الدول لإيقاف 2G؟

تشير بيانات "GSMA" إلى أن 61 دولة حول العالم تخطط لإغلاق شبكات الجيل الثاني بهدف تحرير الترددات لشبكات 4G و5G، ما يقلل من تكاليف التشغيل ويعزز نمو السوق الرقمي.

لكن في المقابل، يواجه الفقراء وكبار السن وسكان المناطق النائية خطر الإقصاء الرقمي، إذ لا يستطيع كثيرون تحمّل تكلفة الهواتف الذكية أو التعامل مع التكنولوجيا الحديثة.

في جنوب أفريقيا، ورغم خطط إغلاق شبكات 2G و3G، لا تزال بعض الهواتف الأكثر مبيعًا تعمل على 2G بسبب انخفاض سعرها إلى 8 دولارات فقط، كما يستخدمها كثيرون كهواتف احتياطية بسبب انتشار السرقة.

أما الهند، فتشهد معركة بين شركات الاتصالات التي تدفع باتجاه إنهاء 2G، والحكومة التي لم تحدد بعد موعدًا نهائيًا بسبب المخاوف من تضرّر 250 مليون مستخدم يعتمدون عليها.

هل الحل في الابتكار؟

بينما تسعى شركات الاتصالات إلى تعويض مستخدمي 2G ببدائل رخيصة، ظهر نموذج Cloud Phone، الذي يتيح تشغيل تطبيقات الإنترنت على هواتف 4G منخفضة التكلفة، كحل واعد لمشكلة الانتقال الرقمي.

يبدو أن إنهاء شبكات الجيل الثاني مسألة وقت، لكن التحدي الحقيقي يكمن في ضمان عدم ترك الفئات الهشة خارج الثورة الرقمية.