توقعت وكالة موديز للتصنيف الائتماني، أن يرتفع الطلب على سعات مراكز البيانات لدعم الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وخدمات تخزين البيانات بشكل كبير في عام 2025.
وقدرت "موديز" أن الاستثمارات المطلوبة لتلبية الطلب حتى 2028 عند 2.5 تريليون دولار.
لا تدع عدم امتلاك شهادة يعيقك.. فتاة تكسب بدونها 132 ألف دولار
وذكرت أن هذا النمو يتطلب من المطورين والملاك جمع رؤوس أموال كبيرة عبر أشكال متعددة للتمويل مثل الأسهم، القروض البنكية، السندات، أو التمويل الخاص بالمشاريع، بحسب تقرير اطلعت عليه "العربية Business".
وذكرت أنه رغم استمرار زيادة السعات الخاصة بمراكز البيانات خلال العام الحالي لكن معظم تلك السعات الجديدة تم تأجيرها مسبقًا لشركات مثل مايكروسوفت، وغوغل، وميتا، وأوراكل، ما يقلل من مخاطر وجود فائض غير مشغول.
وأشارت إلى أنه يتم تطوير سعات جديدة لمراكز البيانات المشتركة، لتلبية احتياجات الشركات الصغيرة والمتوسطة، والتي تدفع أسعار إيجار أعلى لكل كيلوواط شهريًا، وقد ترتفع معدلات الشواغر مؤقتًا في بعض الأسواق، لحين تأجير تلك المساحات بالكامل، ولكنها ستظل منخفضة بسبب قيود العرض.
وقدرت الوكالة أن معظم تمويلات مراحل الإنشاء الأولية لمراكز البيانات تأتي من أسواق السندات المدعومة بالرهن العقاري التجاري (CMBS) أو السندات المدعومة بالأصول (ABS).
ونوهت أن كلا السوقين شهد نشاطًا قياسيًا في 2024، ومن المرجح أن يستمر ذلك في 2025، مع معاملات جديدة لمراكز البيانات الموجودة خارج الولايات المتحدة أيضًا.
نتيجة لذلك، توقعت أن ترتفع مستويات الديون خلال الـ 12 إلى 18 شهرًا المقبلة، وتبقى مرتفعة مع انخراط المطورين في دورة بناء متسارعة
توقعت أن تمد صناديق الأسهم الخاصة الشركات برأس المال المطلوب للنمو، بجانب توسع الشركات الكبرى في الاستثمار في التقنيات المرتبطة.
وأشارت إلى تكون شراكات كبرى للاستثمار البنية التحتية للذكاء الاصطناعي بقيمة 100 مليار دولار بين بلاك روك، ومايكروسوفت، وMGX، بالإضافة إلى شراكة بقيمة 50 مليار دولار بين KKR وشركة Energy Capital Partners للاستثمار في مراكز البيانات وتوليد الطاقة.
وقالت إن صناديق الأسهم الخاصة الكبرى مهتمة بالاستحواذ على الشركات التي تمتلك وتدير مراكز البيانات المتوسطة والكبيرة، والمطورين الذين يبنون هذه المراكز، قد تم شراؤها بسرعة وبشدة، لأنهم يرون فيها فرصة جيدة للنمو والعوائد المالية.
وقالت الوكالة إنه بشكل عام ستظهر مخاوف بشأن استهلاك مراكز البيانات لكميات هائلة من الكهرباء، ورغم استمرار الحكومات المحلية والإقليمية في تقديم حوافز ضريبية لجذب مراكز البيانات الجديدة، إلا أن الصناعة تواجه تدقيقًا سياسيًا وتنظيميًا أكبر.
على الرغم من هذه المقاومة المتزايدة، ستستمر مراكز البيانات الكبيرة في الانتشار بالأسواق المتقدمة ودخولأسواق جديدة.
وبينما تهدد الإجراءات السياسية والتنظيمية بتقييد المعروض من سعات مراكز البيانات في بعض الأسواق، فإن القيود القانونية على استخدام منصات معينة للتواصل الاجتماعي أو تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي قد تؤدي إلى تقليص الطلب.
وأشارت إلى أن الشركات العاملة ضمن سلسلة القيمة لمراكز البيانات إما تقوم بتعديل عملياتها أو تستثمر في قدرات إنتاج جديدة لتلبية الطلب المرتفع.
وقالت إنه حتى يتم دمج القدرات الإضافية في سلسلة التوريد، سيؤدي هذا الطلب المتزايد إلى رفع تكاليف المكونات الأساسية مثل أنظمة التبريد الميكانيكي والمعدات الكهربائية لمراكز البيانات، بالإضافة إلى المكونات الداخلية مثل أشباه الموصلات ومعدات الحوسبة.
وقالت إن المطورين وأصحاب العقارات يمررون هذه التكاليف المتزايدة إلى المستأجرين من خلال زيادة أسعار الإيجار، والتي تستمر في الارتفاع مع بقاء معدلات الشواغر منخفضة تاريخيًا في معظم الأسواق.
تدفع التزامات الشركات الكبرى لتحقيق صفر انبعاثات كربونية والعمل المستدام بشكل عام إلى استثمارات جديدة في تقنيات الطاقة النظيفة، مثل الطاقة النووية الصغيرة (SMRs) والطاقة الجيوحرارية.
وعلى الرغم من أن هذه التكنولوجيا لم تصل بعد إلى الجدوى التجارية، إلا أن حجم وموارد هذه الشركات التكنولوجية العملاقة تجعلها قادرة على إدارة الالتزامات المالية طويلة الأجل المرتبطة بتطوير الطاقة النووية الصغيرة.
ومع ذلك، فإن التأخير أمر شائع في تطوير القدرة النووية الجديدة، كما أن إمدادات اليورانيوم العالمية معرضة أيضًا للتوترات الجيوسياسية، حيث تمثل روسيا حوالي 40%-45% من قدرة تخصيب اليورانيوم في العالم.