هرب من جحيم حرب السودان.. مراهق أسترالي يخطف الأضواء في بطولة العالم

على الرغم من عدم تأهله إلى نهائي سباق 200 متر في بطولة العالم الجارية في طوكيو اليابانية، إلا أن العداء الأسترالي الشاب غوت غوت، 17 عاما، خطف الأضواء بعد ظهوره كأصغر عداء ورياضي.

ولد غوت، أحد سبعة أبناء لوالديه مونيكا وبونا، في بريسبن بعد أن هاجر والداه إلى أستراليا من جنوب السودان، هربا من الحرب الأهلية في السودان قبل الانفصال.

مصدر الصورة

وكان غوت، الذي ينحدر من كوينزلاند، قد تصدر عناوين الأخبار في الفترة الأخيرة، حيث انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي لقطات لخطواته السريعة اللافتة للنظر.

قبل هروبهم من حرب السودان، كانت كندا وجهة عائلته، لكن الحكومة الأسترالية تمكنت من التصرف بسرعة ووصلت وثائقها أولا، وبالتالي غيرت مجرى حياتهم إلى الأبد وهبطت بهم في بريسبن (حيث ولد غوت).

وأثار اسمه لغطا كبيرا في أستراليا، يقول والده إنه يجب نطق اسمه "Gwot Gwot" ، لكن الرياضي ومديره طلبوا من المعلقين أن يطلقوا عليه اسم "G-out G-out".

مصدر الصورة

لأن والداه كشفا أن اسمه ترجم بشكل غير صحيح من قبل الحكومة السودانية عندما فر بونا ومونيكا إلى مصر قبل الوصول إلى أستراليا.

لوحظ قدرته على الركض لأول مرة من قبل مدرب المدرسة دي شيبارد، الذي عمل مع غوت منذ أن كان عمره 13 عاما.

تحدث أندرو فايكني، المدير العام في الاتحاد الأسترالي لألعاب القوى، لصحيفة "ذا أثلتيك" بفخر عن الرقم القياسي الذي سجله غوت بعدما دخل تاريخ ألعاب القوى كأسرع رجل أسترالي على الإطلاق في سباق 200 متر بزمن بلغ 20.04 ثانية، محطما الرقم القياسي الذي سجله بيتر نورمان في دورة الألعاب الأولمبية 1978، وهو 20.06 ثانية.

مصدر الصورة

يقول فايكني عن غوت: كان زمن الـ 20.04 ثانية الذي سجله في بطولة أستراليا للمدارس في ديسمبر الماضي مذهلا، وذلك قبل ثلاثة أسابيع من بلوغه الـ 17 عاما.

وشارك غوت في بطولة العالم بالعاصمة اليابانية، كأصغر رياضي في سباق 200 متر رجال، وكان من المتوقع أن يحرز البالغ من العمر 17 عاما ميدالية، أو حتى يتأهل إلى النهائي، لكن الصحافة رأت أنه يستحق المتابعة نظرا للأرقام القياسية والألقاب التي حققها.

في مارس، فاز الشاب القادم من مدينة إبسويتش بالقرب من بريزبي بلقب أستراليا لفئة تحت 20 عاما في سباق 200 متر، مسجلا زمنا قدره 19.98 ثانية، وبعد شهر ارتقى إلى زمن قدره 19.84، ليحصد أول لقب له في بطولة أستراليا للكبار في بيرث.

مصدر الصورة

ويحمل غوت سبعة من أسرع 11 زمنا في سباق 200 متر بأستراليا.

يصف فايكني تطور العداء المراهق من عام إلى آخر بأنه أمر غير طبيعي، وأضاف: إن ثباته أحد نقاط قوته الرئيسية، فقط الأميركي إيريون نايتون، الذي جاء رابعا في سباق 200 متر وهو في السابعة عشرة من عمره في أولمبياد 2021، كان أسرع من غوت قبل بلوغه الثامنة عشرة، هذا يعني أنه ركض أسرع من يوسين بولت وجاستن غاتلين في نفس العمر.

بعد أن خفض رقمه القياسي الوطني في يونيو إلى 20.02 ثانية في أوسترافا بالتشيك، في أول ظهور له على مستوى الكبار، وقع عقدا مع أديداس، وذهب إلى موناكو وفاز بسباق 200 متر تحت 23 عاما في الدوري الماسي، مسجلا 20.10 ثانية في مواجهة رياح معاكسة قوية.

يحتل غوت المركز السادس عشر في التصنيف العالمي، ويقول فايكني: يظهر نموه المستمر مدى نضجه الرياضي لشخص في السابعة عشرة من عمره.

ولكن بالنسبة لشاب يبلغ 17 عاما ويحمل أرقاما قياسية وألقابا وطنية، يرى المحللون أن المراهق كان غير محظوظ بعض الشيء، ففي أكثر من مرة منعته رياح طفيفة تجاوزت حد 1متر/ ثانية من تسجيل أقل من 20 ثانية، وهو رقم قياسي للمتسابقين تحت 20 عاما.

وكما هو الحال في سباقات السرعة، يتسابق غوت مرتديا حذاء أخضرا لامعا وبدلة حمراء مميزة من أديداس، ومثل الأسطورة بولت، حامل الرقم القياسي العالمي، فإن أسلوب غوت المميز في الفوز في سباق 200 متر يأتي في وقت متأخر من السباق.

وفي حديثه عن أسلوبه بعد فوزه في موناكو، قال غوت: سرعتي القصوى هي سر نجاحي، لذا علي التركيز على أول 100 متر، بمجرد أن أتجاوز هذا المنعطف، أعلم أنني أستطيع الركض بقوة والتفوق على المنافسين.

غوت، يعد أصغر عداء يشارك في بطولة العالم في طوكيو بسباق 200 متر، وأصغر رياضي يتم اختياره في تاريخ الفريق الأسترالي خلال بطولات العالم لألعاب القوى. وقال للصحافيين بعد خروجه من بطولة العالم: لا يمكن أن أكون أكثر فخرا بعد الوصول إلى نصف النهائي والتنافس مع الأسماء الكبيرة، من الواضح أنني كنت أسعى إلى ذلك مع بلوغ 20 عاما، لكنني أعلم أنني سأحقق الأفضل في المستقبل.

قال غوت إنه بعد بطولة العالم في طوكيو، سيأخذ استراحة قصيرة من المنافسة للعودة إلى أستراليا لخوض الاختبارات النهائية في المدرسة، وعلى الرغم من متطلبات تدريبه في ألعاب القوى، يُعرف العداء بأنه طالب بارع للغاية ولديه درجات عالية ومهتم بدراسة علم النفس.