ابتكر علماء المواد من الصين وأوروبا هيدروجيلا يقاوم تأثير حمض المعدة، ويتميز بخصائص تشبه الطبقة المخاطية التي تغطي أعضاء الجهاز الهضمي.
وتشير مجلة Cell Reports Physical Science إلى أن المبتكرين يقترحون استخدام هذا الهيدروجيل في توصيل الأدوية، وعلاج قرحة المعدة وارتجاع المريء. كما يمكنه حماية الجروح بعد العمليات الجراحية من التلف، ويمكن توصيله إلى جسم المريض باستخدام المناظير.
وقال الباحث لي باي من جامعة سيتشوان الصينية: "أظهرت تجاربنا على الجرذان والخنازير أن الهيدروجيل يلتصق جيدا بسطح الأنسجة ويسرع عملية شفائها."
ويشير العلماء إلى أن تطور العديد من أمراض الجهاز الهضمي، بما في ذلك التهاب المعدة والارتجاع المعدي المريئي والقرحة الهضمية، يصاحبه تلف في الأغشية المخاطية وجدران المريء والمعدة والأمعاء. ويؤدي هذا التلف إلى التهاب مزمن وقرح، مسببا إزعاجا كبيرا للمريض، وقد تستمر هذه الإصابات لفترة طويلة وتتفاقم تحت تأثير حمض المعدة والعصارات الهضمية.
ولحل مشاكل تلف الأغشية المخاطية والجروح بعد الجراحة، ابتكر علماء صينيون وأوروبيون هيدروجيلا جديدا باستخدام مزيج من ثلاث مواد: بروتين ELR-IK24، وحمض التانيك، ومادة HDI—جزيئات عضوية من فئة ثنائي الإيزوسيانات—لحماية الأنسجة من تأثير العصارات الهضمية العدوانية.
ووفقا للمبتكرين، فإن المكون الأول قادر على الاتحاد مع أيونات الهيدروجين والحفاظ على بيئة محايدة حوله عند غمره في الحمض، بينما يحسن حمض التانيك قدرة الهيدروجيل على الالتصاق بسطح الأنسجة. كما أن إضافة HDI إلى قاعدة البوليمر تحمي الهيدروجيل من التحلل السريع تحت تأثير الأحماض.
ويشير الباحثون إلى أن الهيدروجيل، بفضل مزيج هذه المكونات، لا يتدهور حتى بعد أسبوع من غمره في الحمض، ويتفوق بما يصل إلى 15 مرة على الأدوية الحالية المستخدمة في علاج القرحة والارتجاع الحمضي، القائمة على هلام فوسفات الألومنيوم، من حيث قدرة الالتصاق بالأنسجة. كما يمنع نمو بعض الميكروبات المسببة للأمراض، بما فيها المكورات العنقودية والإشريكية القولونية، مما يجعله أكثر فعالية في حماية أعضاء الجهاز الهضمي.
المصدر: تاس