عثر فريق من الباحثين على حيوان برمائي نادر في جداول المياه السوداء الموحلة في شمال فلوريدا، وهو السلمندر متعدد الخطوط الذي لم تُسجل مشاهدات مؤكدة له في الولاية منذ عام 1991.
وفي دراسة جديدة نُشرت في مجلة Florida Ornithological Society، أكد الباحثون العثور على حوالي 23 فردا من هذا النوع، موزعة في موقعين فقط: غابة أوسيولا الوطنية وغابة جون إم. بيثيا الحكومية.
ويعتبر هذا الاكتشاف الأول من نوعه بعد غياب 33 عاما، إذ كان يُعتقد أن السلمندر قد اختفى من فلوريدا بسبب فقدان موائل الأراضي الرطبة التي يعيش فيها.
وينتشر السلمندر متعدد الخطوط أصلا في المناطق الساحلية الممتدة من شمال شرق فلوريدا وحتى فرجينيا، وكان معروفا سابقا في أربع مقاطعات بفلوريدا فقط.
وواجه الباحثون تحديات خلال عمليات المسح بين عامي 2022 و2024، منها ارتفاع منسوب المياه الذي صعّب استكشاف بعض الموائل، ما دفعهم إلى ابتكار تقنية جديدة تعتمد على أكياس شبكية مملوءة بأوراق متحللة تُوضع في قيعان الجداول لتوفير بيئة محاكاة للموائل الطبيعية التي يفضلها السلمندر.
وأجرى الفريق مسوحات منتظمة باستخدام عدة تقنيات، مثل التجريف وشباك الغمس والمسح اليدوي، لضمان رصد أي أثر للحيوان.
ويُعرف السلمندر، الذي يُوصف عادة بالسري والمائي في بيئته، بندرة ظهوره حتى في المناطق التي يتواجد فيها عادة، ويُصنف ضمن الأنواع التي تحتاج إلى حماية خاصة في فلوريدا.
ويحذر الباحثون من أن أعداد هذا النوع قد تواجه تهديدات متزايدة بسبب تغير المناخ وتدمير الموائل، لا سيما أن السلمندر يعيش على حدود نطاق انتشاره الجغرافي في الولاية.
ويشير معدو الدراسة إلى أن الأنواع التي تسكن أطراف نطاقها الجغرافي غالبا ما تُهمل في خطط الحفظ، رغم أهميتها البيئية والتراثية.
ويعد السلمندر متعدد الخطوط جزءا فريدا من التراث الطبيعي لفلوريدا، ما يستوجب بذل جهود مستمرة لحمايته وضمان استمراريته في البرية.
المصدر: ديلي ميل