آخر الأخبار

كنز أثري من عالم مفقود!.. اكتشاف بقايا بشرية تروي قصة مجتمع بشري اختفى منذ العصر الجليدي

شارك





في كشف أثري مذهل، انتشل علماء بقايا عظام تعود لـ"الإنسان المنتصب" (Homo erectus) أحد أسلاف البشر المنقرضين - من أعماق البحر قبالة سواحل إندونيسيا الحديثة.

صورة تعبيرية / Gettyimages.ru

وهذا الاكتشاف النادر، الذي تم خلال عمليات بناء بالقرب من جزر جاوة ومادورا، يمثل أول دليل أحفوري يعثر عليه في المناطق المغمورة بالمياه بالأرخبيل الإندونيسي، وفقا لأربع دراسات علمية نشرت مؤخرا في مجلة Quaternary Environments and Human.

وتكشف هذه البقايا العظمية عن وجود مجتمع بشري قديم سكن هذه المنطقة قبل أن تغمرها مياه المحيط، عندما كانت مستويات البحر أقل بنحو 120 مترا خلال العصر الجليدي الأخير.





وفي ذلك الزمن السحيق، كانت هذه المنطقة تشكل جزءا من "سوندالاند"، وهي يابسة شاسعة تربط بين الجزر الإندونيسية بسهول مفتوحة تجري فيها الأنهار، قبل نحو 140 ألف عام.

وما يجعل هذا الاكتشاف أكثر إثارة هو السياق البيئي الذي عثر فيه على العظام البشرية. فقد تم انتشالها من بين كنز أثري يضم أكثر من 6000 أحفورة حيوانية، ترسم صورة حية لعالم مفقود كان يزخر بالحياة.

وكانت أنهار "سوندالاند" تعج بأسماك القرش النهرية والسلاحف وأفراس النهر، بينما تجولت في سهولها قطعان من الفيلة وثيران الماء العملاقة، وفقا للدراسات.

وتكشف علامات القطع التي وجدت على بعض الأحافير قصة مثيرة عن حياة هؤلاء الأسلاف المنقرضين. إذ يبدو أن مجتمعات الإنسان منتصب القامة في المنطقة طورت استراتيجيات صيد متقدمة، حيث اصطادت السلاحف، وهو أقدم دليل معروف على هذه الممارسة. كما ركزت على اصطياد ثيران البيسون في ذروة صحتها وقوتها، وهي تقنية صيد كانت تعزى سابقا لمجتمعات بشرية أحدث.

ويطرح هذا الاكتشاف أسئلة عميقة حول التطور الثقافي للإنسان المنتصب القامة. كما يوضح الدكتور هارولد بيرخيس من جامعة لايدن، قائد فريق البحث: "إما أن سكان مضيق مادورا القديمين طوروا هذه التقنيات بشكل مستقل، أو أننا ننظر إلى دليل على تبادل ثقافي مع مجموعات بشرية أخرى". وفي كلتا الحالتين، يفتح هذا الاكتشاف نافذة جديدة لفهم مرونة البشر القدماء وقدرتهم على التكيف مع التغيرات البيئية الكبرى.

المصدر: ذا صن

شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار