محاكاة جيولوجية لعملية انفصال أمريكا الجنوبية عن إفريقيا

قام علماء الجيولوجيا من جامعة أوسلو في النرويج بمحاكاة عملية انفصال أمريكا الجنوبية عن إفريقيا التي حدثت قبل حوالي 135 مليون سنة وصاحبتها حوادث جيولوجية عنيفة.

وفي أثناء تفكك القارة العملاقة التي أطلق عليها العلماء (بانجيا) وقعت انفجارات بركانية هائلة أسفرت عن قذف 16 مليون كيلومتر مكعب من الصهارة. وما زالت هذه الصهارة محفوظة حتى اليوم على شكل صخور بركانية في أمريكا الجنوبية وإفريقيا وقاع المحيط الأطلسي. في بعض مناطق ناميبيا وأنغولا، يصل سمك طبقة هذه الصخور إلى كيلومتر واحد.

ونشر العلماء نتائج دراستهم في مجلة Earth-Science Reviews العلمية.

وجمع الباحثون بين بيانات الدراسات السابقة للصخور في مناطق مختلفة فتوصلوا إلى استنتاجات مفادها أن الانفجارات البركانية الرئيسية حدثت بين 135 و131 مليون سنة مضت، وبلغت ذروتها قبل 134.5 مليون سنة.

وقال علماء الجيولوجيا إن الأرض شهدت قبل حوالي 134.5 مليون سنة عدة حالات لانقراض الحيوانات. كما اكتشف العلماء أدلة على "شذوذ حراري" تحت المنطقة التي كانت تُعرف آنذاك بجنوب بانجيا. وبدأت هذه القارة العملاقة بالتفكك قبل حوالي 200 مليون سنة إلى القارات المعروفة اليوم.

وكانت عملية التفكك تدريجية. وانفصلت أولا أمريكا الجنوبية عن إفريقيا قبل 135 مليون سنة، بينما اكتمل انفصال أمريكا الشمالية عن أوروبا قبل 55 مليون سنة.

وأظهرت الدراسات السابقة أن تفكك جنوب بانجيا ارتبط جزئيا بعمود الوشاح الأرضي، وهو عمود من الصخور شديدة الحرارة يصعد من وشاح الكوكب. وتسببت مثل هذه الأعمدة في إذابة القشرة القارية وتخفيفها من الأسفل. وتشير الدراسة الجديدة إلى أن عمود الوشاح ربما تسبب أيضا في الشذوذ الحراري وأدى إلى النشاط البركاني المكثف.

ويعتزم العلماء جمع وتحليل عينات من الصخور العميقة في إفريقيا وقاع المحيط الأطلسي. وقد يساعد ذلك في تفسير الشذوذ الحراري. ومن المعروف أن الثورات البركانية تزيد من حرارة الكوكب، لكن قبل 134 مليون سنة بدأت الأرض تشهد تبريدا. وربما يرجع ذلك إلى التآكل السريع للصهارة المنبعثة. وفي أثناء تآكلها، تفاعلت الصخور مع الهواء وسحبت ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي للأرض.

المصدر: Naukatv.ru