منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قبل عام وشهر، ظهر اسمه ولمع نجمه.
"أقوى مراسل بالعالم"
إذ بات الطفل عبد الرحمن بطاح الشهير بـ"عبود"، "أقوى مراسل بالعالم" كما يسمي نفسه، تجسيدا لقطاع غزة بكل حالاته.
إلا أن ابن غزة المراهق الذي اشتهر على مواقع التواصل الاجتماعي بتغطيته اللافتة، شغل بال محبيه خلال الساعات الماضية بعدما اعتقلته إسرائيل.
فقد انتشر خبر اعتقاله من قبل القوات الإسرائيلية كالنار في الهشيم، إثر اقتحام الجيش الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان في جباليا، حيث تواجد عبود هناك لتوثيق ما يجري في الصرح الطبي.
لكن ما هي إلا ساعات حتى أفرج عنه، ونشر عبود عبر إنستغرام صورة تؤكد أنه بخير، إذ كتب عبر خاصية الستوري: "الحمدلله. الله نجانا".
ثم نشر صورة أخرى مع مجموعة من المعتقلين المفرج عنهم أيضا، معلقا "نحنا بخير".
كذلك نشر أخوه علي عبر خاصية "الستوري" صورة أظهر فيها آثار التعذيب الذي قام به الجيش الإسرائيلي عند الاعتقال، وأرفقها بصورة المعتقلين بعد أن أجبرتهم القوات الإسرائيلية على التعري.
حصار ثم اقتحام
يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي كان حاصر مستشفى كمال عدوان ساعات ثم اقتحمه فجر الجمعة، للمرة الـ14 على التوالي، ضمن عمليته العسكرية المستمرة منذ نحو 20 يوما في شمال غزة.
وأكدت إدارة المستشفى أن الاقتحام ألحق أضرارا جسيمة بالمبنى، وقتل أطفالا جراء قصف غرفة الأكسجين.
كذلك اعتقلت القوات الإسرائيلية عددا كبيرا من المتواجدين في المستشفى، واقتادتهم لمركز تحقيق ميداني، ومن بينهم عبود بطاح، وشقيقه علي عراة.
يشار إلى أن عبود يتابعه نحو 4 ملايين شخص على حسابه عبر "إنستغرام"، بعدما عمل على مدار عام على عرض أخبار غزة بطريقة ساخرة.
وكان انتقل للمستشفى من أجل توثيق الأحداث هناك، حيث أصبحت صفحته منبراً حتى للطواقم الطبية في الصرح، خصوصا بعدما قام بتوجيه نداءات استغاثة حول الوضع الصحي في المستشفى الذي كان محيطه وأجزاء منه تتعرض لعمليات قصف متكررة خلال الأيام الماضية.
وأضحى الصبي ناقلاً مستمراً للأوضاع الميدانية في شمال قطاع غزة، بعد أن أجبرت العملية العسكرية الإسرائيلية غالبية الصحافيين للانتقال إلى مدينة غزة.