خلال العام 1860، اتجه الأميركيون لانتخاب رئيسهم السادس عشر بتاريخ البلاد. وبهذه الانتخابات، عاشت البلاد على وقع أزمة متصاعدة بين الولايات الجنوبية والشمالية حول مسألة العبودية. فبينما فضّل الشماليون وضع حد لهذه الممارسة، طالب الجنوبيون بالحفاظ عليها وحمايتها بقوانين بسبب حاجتهم للعبيد بمجال زراعة القطن.
وخلال العام 1860، رشّح الديمقراطيون السيناتور عن ولاية كنتاكي جون بريكنريدج (John C. Breckinridge). وفي المقابل، رشّح الجمهوريون أبراهام لينكولن الذي عرف بمعارضته الشرسة لسياسة العبودية. ومع صدور النتائج، حسم أبراهام لينكولن الانتخابات لصالحه ليصبح بذلك الرئيس السادس عشر بتاريخ البلاد.
نظام الحكم بالولايات الجنوبية
إلى ذلك، جاء فوز أبراهام لينكولن بالرئاسة ليشكل صدمة للجنوبيين الذين اتجهوا لإعلان انفصالهم وخروجهم من الاتحاد. وانطلاقا من ذلك، شكل الجنوبيون ما عرف بالولايات الكونفدرالية الأميركية. ويوم 8 فبراير 1861، أعلن الكونغرس المؤقت للولايات الكونفدرالية، الذي اجتمع بمونتغمري (Montgomery) بولاية ألاباما، عن اعتماد دستور مؤقت للبلاد كما اتجه نوابه لاختيار جيفرسون دايفيس (Jefferson Davis) رئيسا مؤقتا وألكسندر ستيفنز (Alexander H. Stephens) نائبا له.
وبحلول شهر نوفمبر 1861، شهدت الولايات الكونفدرالية الأميركية، أثناء الحرب الأهلية، أول انتخابات رئاسية بتاريخها. وبالتزامن مع ذلك، عمد الكونفدراليون للحفاظ على النظام الانتخابي القديم، أثناء فترة الاتحاد، الذي منح لكل ولاية عددا من الأصوات بالمجمع الانتخابي. وفي الأثناء، استوجب على المترشح الفوز بأكبر عدد من المقاعد بالمجمع الانتخابي لضمان فوزه بالرئاسة.
أول رئيس للولايات الكونفدرالية الأميركية
وخلال الانتخابات الأولى بتاريخ الولايات الكونفدرالية الأميركية التي أقيمت يوم 6 نوفمبر 1861، ترشح جيفرسون دايفيس بمفرده لمنصب الرئيس. وبرفقته، ترشح ألكسندر ستيفنز لمنصب نائب الرئيس. أيضا، لم ينتمِ أي من المترشحين لحزب سياسي. وفي الأثناء، تعيد هذه الانتخابات للأذهان أول انتخابات بتاريخ الولايات المتحدة الأميركية التي جرت ما بين 1788 و1789. وخلالها، ترشح جورج واشنطن بمفرده، كمرشح مستقل، للرئاسة.
ومع صدور النتائج، فاز جيفرسون ديفيس بالرئاسة حيث حصل الأخير على 47057 صوت، أي ما يعادل 97% من الأصوات، وفاز بـ109 مقاعد بالمجمع الانتخابي. وحسب ما نص عليه دستور الجنوبيين، كان من المقرر أن تدوم الفترة الرئاسية لديفيس 6 سنوات حيث ستنتهي ولايته بحلول يوم 22 فبراير 1868. إلى ذلك، لم تدم فترة حكم ديفيس سوى لنحو 4 سنوات. فبحلول 5 مايو 1865، انتهت مهام الأخير عقب حل الحكومة تزامنا مع استسلام الكونفدراليين وعودة الولايات الجنوبية للاتحاد.