أثار تصريح ضيف على قناة تلفزيونية جزائرية الجدل خلال الأيام الماضية، بعدما رفضه ذكر اسم ابنته، لأن ذلك "يمس بالشرف"، وفق تعبيره.
وفي التفاصيل، سأل المذيع الدكتور رشيد حمليل عن أسماء أبنائه الذكور فذكرها من دون تردد.
لكن عندما سئل عن بناته، أجاب بأنه لا يستطيع ذكر أسمائهن بسبب... الحرمة (الشرف)".
فيما أثار رده استياء الحضور، لاسيما الضيفات اللائي طالبنه بأن لا يجالسهن إذا كان هذا تفكيره في 2024.
ليرد معتبرا "أن عليهن أن يغادرن إن أردن ذلك". ما زاد الطين بلة على منصات التواصل، حيث انقسم المعلقون بين متفهم لموقف الرجل ومعارض بشدة.
في حين رأى أحدهم أن "السؤال بحد ذاته غريب، فما الذي يستفاد من معرفة أسماء بناته".
"قرون ماضية"
أما آخرون فرأوا موقف الضيف يعود إلى "القرون الوسطى". وكتب أحدهم معلقا على فيسبوك: "كأننا نعيش في قرون ماضية حيث المرأة أقل شأنا من الرجل".
من جهتها ردت الصحافية وعضو في مجموعة "لا لقتل النساء -الجزائر " كنزة خاطو، على الجدل قائلة: "إنه في العديد من المجتمعات، يُعتبر ذكر النساء وأسمائهن في النقاشات العامة أمرًا غير لائق، حيث يتم تجنب إظهار وجههن أو صورهن في الإعلام والإعلانات وحتى كمترشحات في الحملات الانتخابية!".
كما أضافت في تصريحات للعربية.نت، أن "هذا التصور يجعل من ظهور النساء في الفضاء العام نادرًا أو مثيرًا للجدل. لهذا السبب، نجد أن أغلبية الضجّات الإعلامية التي نتابعها مؤخرًا تكون عن النساء، ما يعكس، في رأيي، الهوس المجتمعي بمراقبتهن وتقييمهن".
إلى ذلك أشارت إلى أن هناك "حساسية في المجتمع الجزائري تجاه ذكر أسماء النساء والفتيات في الفضاء العام، يُبررها البعض بحجة الحماية"، لكنها تعكس في جوهرها فكرة وجوب بقاء النساء بعيدًا عن الأضواء وفي الظل". ورأت أن "هذه الممارسات تشير إلى التمييز بين الجنسين وتعزز فكرة أن"شرف العائلة مرتبط بشكل كبير بالنساء، وهو مفهوم خاطئ بطبيعة الحال. فالرجال يُعاملون كأفراد مستقلين، بينما النساء غالبًا ما يُربطن بالعائلة أو بسمعة الرجل".
وختمت قائلة: "قد تكون الحجّة أيضًا الحفاظ على الخصوصية لدى البعض، إلا أن هذا يرتبط بحسب رأيي بتوجهات ذكورية تعزز من فكرة تهميش النساء في المجتمع. فتصرفات كهذه تعزز ثقافة الذكورية وتكرس فكرة محو النساء من الفضاء العام، حيث يُسمح للرجال بالظهور والفخر، بينما يتم تصوير النساء على أنهن بحاجة إلى حماية مفرطة وعزل عن الظهور، وكأنهن غير قادرات على الدفاع عن أنفسهن أو الاستقلال بذاتهن".