اكتشف علماء الأحياء الدقيقة الصينيون والأمريكيون سلالة غير معروفة من البكتيريا في هونغ كونغ يمكنها أن تقاوم تأثير المطهرات وتأكل جزيئات الكحول والأمونيوم الموجودة فيها.
أفادت بذلك الخدمة الصحفية لجامعة شيان جياوتونغ (XJTLU).
وأوضح الأستاذ المساعد في الجامعة تونغ شين تشاو قائلا: "إن جينوم هذه البكتيريا يسمح لها بـ"هضم" أيونات الأمونيوم الموجودة في المواد الكيميائية المنزلية، وكذلك تفكيك جزيئات الكحول التي تستخدم في إنتاج المطهرات، ما يمكّن الميكروبات من البقاء على قيد الحياة".
وحقق تونغ شين تشاو وزملاؤه هذا الاكتشاف أثناء إجراء نوع من "التعداد" للميكروبات التي تعيش في البيئة الحضرية بهونغ كونغ. وللحصول على هذه المعلومات، جمع العلماء 738 عينة من أسطح مختلفة من مناطق مختلفة في هذه المدينة، بما في ذلك عدد كبير من العينات من سطح جلد سكانها، وقاموا بفك بنية الجينومات الميكروبية ودراستها.
وخلال هذا التحليل تمكن علماء الأحياء من اكتشاف أكثر من 360 سلالة من البكتيريا لم تكن معروفة من قبل للعلم. ولفت انتباه الباحثين إلى ثلاثة أنواع من الميكروبات الجلدية، ينتمي أحدها إلى شعبة Eremiobacterota التي يمكن اكتشافها في القطب الجنوبي. وينتمي الاثنان الآخران إلى بكتيريا Patescibacteria التي تعيش أنواعها داخل البكتيريا الأخرى.
كان النوع الأول من البكتيريا مثيرا للاهتمام لأن الحمض النووي الخاص به يحتوي على جينات مسؤولة عن تفكيك المركبات غير العضوية من النيتروجين والكحول، والتي تستخدم على نطاق واسع في إنتاج المطهرات المختلفة. أما الميكروبان الآخران فكان لهما جينومات قصيرة بشكل غير عادي، وكانا أيضا قادرين على إنتاج جزيئات الكاروتين، بصفتها أساس فيتامين (آ) بالإضافة إلى مضاد الأكسدة Q10، مما يشير إلى الطبيعة التكافلية لهذه البكتيريا.
وقال تونغ شينزاو: "تعتبر بعض سلالات بكتيريا Patescibacteria مسببة للأمراض لأنها عادة ما تستخرج العناصر الغذائية من ميكروبات أخرى. وإن البكتيريا التي اكتشفناها تحتوي على جينات مسؤولة عن إنتاج مضادات الأكسدة Q10 والكاروتين، التي تعتبر جزيئاتها مفيدة للإنسان وتلعب دورا مهما في حياته، الأمر الذي يشير إلى وجود علاقة تكافلية بين جسمنا وهذه الميكروبات الجلدية".
المصدر: تاس