أول من أعطت مصر والعرب وإفريقيا تاج الفوز بمسابقة ملكة جمال العالم، كانت مصرية، ولدت لأبوين يونانيين باسم Antigone Costanda في 13 نوفمبر 1932 بالإسكندرية، وأصبح عمرها الآن 92 عاما، عاشت معظمها بين اليونان وإيطاليا بعد فوزها بما نافستها عليه 15 مرشحة، فحققت لمصر ما جعلها أيضا أول بلد عربي وإفريقي يشارك بالمسابقة.
وتحتفل أنتيغون يوم الجمعة المقبل بمرور 70 سنة على فوزها في 18 أكتوبر 1954 باللقب في حفل جرى على مسرح Lyceum Theatre بوسط لندن، وكان متواضعا مقارنة بمسابقات الجمال الحالية، وفقا لما يظهر في فيديو تعرضه "العربية.نت" أدناه، وفيه نراها مع ملكات جمال 12 دولة أوروبية، إضافة للولايات المتحدة وترينداد وتوباغو وسيلان التي تغيّر اسمها إلى سيريلانكا، ففازت على كل تلك الحالمات بلقب وضعت تاجه على رأسها من سبقتها إليه بعام، وهي ملكة جمال فرنسا Denise Perrier البالغة 89 حاليا.
بعد عامين من فوزها باللقب، مثلت أنتيغون كوستاندا في فيلم عنوانه "امرأة وحيدة" وكان من إخراج الإيطالي Vittorio Sala الراحل في 1969 عن عمر 51 تقريبا، وهو دراما عن 3 نساء يقمن معا في شقة، ولهن هدف مشترك: الزواج من ثري تستقر معه الواحدة منهن برغد من العيش، فلعبت كوستاندا دور "فرانكا" في الفيلم المتوافر فيديو عنه في "يوتيوب" باسم Donne Sole وهو عنوانه الإيطالي.
جائزة الفوز 500 إسترليني
كوستاندا التي كانت "ملمة بالعربية واليونانية والفرنسية والإنجليزية والإيطالية" اشتغلت قبل وبعد فوزها بعرض وتصميم الأزياء، طبق الوارد عنها بنبذة قصيرة في الإنترنت، وجدت "العربية.نت" أن معظمها مستمد من كتاب ألفه في 1967 مؤسس مسابقة ملكة جمال العالم في 1951 بلندن، وهو البريطاني Eric Morley الراحل عام 2000 بعمر 82 سنة.
يذكر "مورلي" في كتابه The Miss World Story عن كوستاندا التي كانت جائزتها من المسابقة مزهرية فضية، و500 إسترليني، تعادل 16.000 دولار حاليا، أنها "ولدت في 1932 لا في 1934" يؤكد ذلك شهادة ميلادها التي قدمتها للجنة المسابقة، إضافة لورود تاريخ ومكان ميلادها في النبذة عنها كمرشحة.
وكانت لكوستاندا أخت وحيدة، ولدت باسم Dora في بلدة "كفر الدوار" البعيدة 30 كيلومترا عن الإسكندرية، حيث كان لوالدهما Barba Costanda محلا للسمانة، اشتغلت فيه والدتها Marika أيضا، ثم انتقلت العائلة إلى منطقة "كامب شيزار" في الإسكندرية، مع استمرار الوالدين بالعمل في المحل.
حين تقدم للزواج منها
أنتيغون كوستاندا "كانت محبة للشعر وتهوى الرسم والعزف على الأكورديون والبيانو، وحضور الحفلات الموسيقية (..) وتعرفت إلى مهندس ميكانيكي اسمه Eddie Salmon العامل حين كان عمره 26 بتجارة البصل مع أبيه في الإسكندرية "لكن علاقتها به انتهت حين تقدم للزواج منها، لأن عائلتها المسيحية رفضت تزويجها ليهودي"، وبعدها استمرت تنشط بعرض الأزياء والإعلان، ثم غادرت للعيش بين اليونان وإيطاليا، إلى أن استقر بها المقام في روما، حيث تزوجت وأسست شركة مختصة بتصميم الديكورات الداخلية للمباني التجارية.
ولم تظهر كوستاندا علنا فيما بعد، إلا حين حضرت في 2006 مسابقة ملكة جمال مصر كعضو بلجنة الحكام، وبعدها ظهرت عضوا بلجنة حكام مسابقة ملكة جمال العالم في 2011 بلندن، ونراها برداء أسود في الفيديو أدناه، وكان عمرها 79 ذلك العام، وفي الفيديو نراها مع ملكة جمال العالم 1953 الفرنسية دنيس بيرييه.
وكانت "العربية.نت" بحثت في الإنترنت عما يدلها إلى رقم هاتفها لتتحدث إليها، ولم تعثر أمس على مقتطفات قديمة عنها. كما بحثت في ترجمات بوسائل إعلام يونانية وإيطالية لتلم بمزيد عنها في الأعوام الأخيرة، ولم تجد شيئا، ويبدو أنها كانت تعيش في الظل منذ سنوات.