مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة يوم الخامس من نوفمبر المقبل، كثرت التحذيرات الأميركية من إمكانية تأثير إيران على هذا الاستحقاق الهام.
إلا أن هذا التأثير ليس بجديد، فخلال نوفمبر 1980، كانت الولايات المتحدة الأميركية على موعد مع الانتخابات الرئاسية التاسعة والأربعين في تاريخها. حيث اتجه الديمقراطيون لترشيح جيمي كارتر (Jimmy Carter) لولاية ثانية بعد أن فاز بانتخابات العام 1976 ليصبح بذلك الرئيس التاسع والثلاثين في تاريخ البلاد.
في المقابل، فضّل الجمهوريون ترشيح حاكم ولاية كاليفورنيا السابق، والممثل الأميركي، رونالد ريغن (Ronald Reagan) الذي امتلك شعبية كبيرة بين الأميركيين.
وخلال هذا السباق الرئاسي، كانت العديد من القضايا العالمية حاضرة. فيما مثلت قضية الرهائن الأميركيين في إيران أبرز القضايا التي أثرت بشكل كبير على مجرى الانتخابات.
أزمة الرهائن
فقبل نحو عام من الانتخابات الأميركية، هاجم عدد من الطلاب الإسلاميين الإيرانيين السفارة الأميركية بطهران واحتجزوا العشرات من العاملين في لسفارة.
فيما أثارت هذه الحادثة حالة من التوتر بين إيران والولايات المتحدة الأميركية التي طالبت بالإفراج الفوري عن جميع رعاياها المختطفين.
وعقب هذه العملية، طالب الخاطفون واشنطن بتسليم الشاه محمد رضا بهلوي استعدادا لمحاكمته على الأراضي الإيرانية.
في الأثناء، وصفت واشنطن عملية اختطاف رعاياها انتهاكا للقوانين الدولية واتفاقية فيينا التي أكدت على حصول الدبلوماسيين على الحصانة وعدم تعرضهم للاعتقال والمحاكمة.
وخلال ربيع العام 1980، اتجهت أميركا، اعتمادا على عدد من الوسطاء، للتفاوض مع الإيرانيين حول مسألة تحرير الرهائن.
لتكلل هذه المحادثات بالفشل عقب إعلان الخميني، مطلع أبريل 1980، إبقاء الرهائن بقبضة الطلاب. فأعلن كارتر يوم 7 نيسان/إبريل 1980 قطع جميع العلاقات مع طهران.
وبعد نحو أسبوعين، وافق الأخير على إجراء عملية مخلب العقاب الفاشلة التي حاولت من خلالها قوات خاصة أميركية تحرير الرهائن.
لتشهد المنطقة يوم 22 أيلول/سبتمبر 1980، اندلاع الحرب العراقية الإيرانية. وفي خضم هذه الأحداث، كانت طهران قد أجرت مفاوضات مع الرئيس جيمي كارتر والمرشح الجمهوري رونالد ريغن حول مسألة الرهائن.
تأثير على الانتخابات
إلا أن أزمة الرهائن أثرت بشكل كبير على الانتخابات الرئاسية للعام 1980.
ففي تلك الفترة، أثبتت إدارة كارتر عجزها عن احتواء الأزمة وإعادة الرهائن لديارهم.
في حين استغل الجمهوريون هذه الأزمة ليؤكدوا ضعف إدارة كارتر على الصعيد الدولي. فحقق ريغن خلال الانتخابات الرئاسية للعام 1980، فوزا سهلا.
إذ تفوق بالتصويت الشعبي، على كارتر بحوالي 10 بالمائة. وبالمجمع الانتخابي، نال ريغن 489 مقعدا بينما حصل كارتر على 49 فقط.
ليلقي ريغن خطاب تنصيبه يوم 20 يناير 1981، بصفته الرئيس الأربعين للولايات المتحدة الأميركية.
وخلال اليوم عينه، أعلنت إيران رسميا إطلاقها سراح جميع الرهائن الأميركيين لتعرف بذلك أزمة الرهائن نهايتها.
فيما أثارت عملية إطلاق سراح الرهائن بالتزامن مع تنصيب ريغن العديد من التساؤلات. حيث تحدث كثيرون، خاصة من الصحفيين، عن وجود تفاهم سري بين ريغن والإيرانيين.
إلى ذلك، أجرى الكونغرس الأميركي، بعد حوالي 12 سنة، تحقيقا حول هذه المسألة. وقد دحض هذا التحقيق التهم الموجهة لريغن مؤكدا عدم وجود أية أدلة تدين الرئيس الأربعين بتاريخ البلاد.