أواخر يناير/كانون الثاني 1933، حصل أدولف هتلر على منصب المستشار الألماني. وبعدها بنحو عام ونصف، عيّن الأخير نفسه حاكما مطلقا لألمانيا عقب دمجه لصلاحيات المستشار والرئيس على إثر وفاة الرئيس الألماني، والمارشال السابق، بول فون هيندنبورغ (Paul von Hindenburg) الذي فارق الحياة عن عمر ناهز 86 عاما يوم 2 آب/أغسطس 1934.
ومع حصوله على السلطة المطلقة، اتجه أدولف هتلر للتنكر لما جاء سابقا بمعاهدة فرساي التي فرضت شروطا قاسية على ألمانيا لإنهاء الحرب العالمية الأولى. وانطلاقا من ذلك، باشر القائد النازي بإعادة تسليح ألمانيا بشكل سريع أملا في جعلها قوة عسكرية عالمية.
البحرية الألمانية ما بعد فرساي
مع نهاية الحرب العالمية الأولى، سمح الحلفاء لألمانيا بالحفاظ على قوة بحرية محدودة تكونت من 6 بوارج حربية و12 مدمرة إضافة لنحو 12 قاذفة طربيدات.
وبسبب خراب أسطولها بحادثة سكابا فلو (Scapa Flow) الشهيرة يوم 21 يونيو/حزيران 1919 والتي أقدم خلالها البحارة الألمان على تخريب سفنهم وإغراقها بدلا من تسليمها للحلفاء، اتجهت ألمانيا بعد الحرب لإعادة بناء عدد من السفن.
في الأثناء، مثلت البارجة إمدين (Emden) أولى السفن التي بناها الألمان ما بعد الحرب العالمية الأولى. وبالفترة التالية، بنى الألمان عددا من السفن الأخرى كانت أبرزها الأدميرال غراف شبي (Admiral Graf Spee) والأدميرال شير (Admiral Scheer).
ولحدود الفترة التي سبقت صعود النازيين، احترمت ألمانيا ما وقعت عليه سابقا مع الحلفاء عقب نهاية الحرب العالمية الأولى.
ومع حصول أدولف هتلر على الحكم المطلق، أولى الأخير اهتماما كبيرا بسلاح البحرية الألمانية المعروف بالكريغسمارين (Kriegsmarine). وانطلاقا من ذلك، وضع الألمان الخطة زاد (Plan Z) التي اتجهوا من خلالها لإعادة بناء بحريتهم.
الخطة Z
ومع إقرار هذه الخطة، انقسمت البحرية الألمانية لقسمين. فبينما أيد البعض التركيز على السطح وبناء أكبر عدد ممكن البوارج الحربية المتوسطة والثقيلة لمواجهة الفرنسيين والبريطانيين، فضّل شق آخر التركيز بشكل أكبر على الغواصات والبوارج الحربية المتوسطة.
إلى ذلك، قبل أغلب المسؤولين بالبحرية بفكرة التركيز على السطح. وبناء على ما جاء بالخطة زاد، اتجه الألمان لمواصلة بناء السفينتين بسمارك (Bismarck) وتيربيتز (Tirpitz) إضافة للبوارج الثقيلة الأدميرال هيبير (Admiral Hipper) وبلوشير (Blücher) والأمير يوجين (Prinz Eugen).
من جهة ثانية، أكدت الخطة زاد، التي كان من المقرر أن تنتهي سنة 1945، على ضرورة حصول ألمانيا على أقوى بحرية بالعالم حيث كان من المقرر أن تنتج أحواض بناء السفن الألمانية 4 حاملات طائرات و6 بوارج من الفئة آتش (H) و3 طرادات من الفئة أو (O) و12 بارجة من الفئة ب (P) إضافة لنحو طرادين ثقيلين و6 أخرى من النوع الخفيف و6 مدمرات ثقيلة.
باشر الألمان منذ العام 1936 ببناء هذه السفن. وفي الأثناء، توقف البرنامج مع اندلاع الحرب العالمية الثانية حيث وصفت الخطة زاد بالمكلفة من حيث المواد الأولية. وبدلا من ذلك، اتجهت البحرية الألمانية لبناء مزيد من الغواصات أملا في ضمان هيمنتها على المحيط الأطلسي.