أثار فيديو للمؤثرة التونسية دنيا القاني، تنتقد فيه ظاهرة التحرش في الجزائر، الجَدَل عبر مواقع التواصل الاجتماعي في البلدين، خاصة بعد القبض والحكم عليها بالسجن والتغريم المالي.
فقد نشرت القاني فيديو على صفحتها أكدت فيه أنها "تعرضت للتحرش في الشارع في ولاية عنابة (536 كيلومتر شرق العاصمة الجزائر). وقالت في المقطع المصور: "لقد تحولت 180 درجة، أنا الآن أرتدي عباية ولم أسلم من التحرش.. أعتذر عن شكري للجزائر، فهي بلاد خطيرة جدا، أخطر مما تتوقعون"، وأردفت قائلة: "لقد تحرشوا بي، وعندما اشتكيت اتضح أن الأمن أسوأ منهم، على الأقل في الشارع قد تسمع كلاما أو غير ذلك، لكن الشّرطة تتحرش باللمس".
كما وجهت نصيحة إلى متابعيها بعدم زيارة البلاد، قائلة "لا أشجع أي شخص على المجيء إلى هنا".
محاميها يعلق
لكن بعد ساعات من انتشار الفيديو، تمَّ اعتقال المؤثرة وإحالتها للقضاء، حيث حُكِمَ عليها بسنة سجن نافذ و300 ألف دينار (1400 دولار) بتهم الإساءة للغير على شبكة التواصل الاجتماعي ونسب أمور غير صحيحة لموظف عمومي.
فيما أكد محامي الشابة، محمد شهدي في تصريح لوسائل إعلامية تونسية، أمس الجمعة، أنها تعرضت للمضايقة والتحرش وأسيء معاملتها من قبل مصالح الأمن الجزائري.
وأوضح أن "دنيا المعروفة بعفويتها، صورت الفيديو للحديث عما جرى لها، فتم إيقافها ومحاكمتها في أجل وجيز جدا، أي في يومين فقط، لم تستطع الدفاع عن نفسها أو الاتصال بمحامٍ".
في حين أثارت تلك القضية ردود فعل متباينة من قبل رواد مواقع التواصل في الجزائر كما في تونس.
حيث اعتبر البعض تصرف المؤثرة متسرعا، لاسيما أنها تهجمت على هيئة عمومية وعلى بلد بأكمله.
كما تساءل البعض "لماذا لم تكتفِ بإدانة الفعل وتعدته إلى التحذير حتى من زيارة البلد؟ في النهاية هي ضيفة كان عليها احترام مستضيفها".
في المقابل، لاقت المؤثرة تعاطفاً كبيرا أيضا، إذ اعتبر العديد من المعلقين ألا ضرر من تحذير أي كان من انتهاكات تحصل هنا وهناك. كما رأى البعض أنه كان يمكن الاكتفاء بتغريمها بدل سجنها، خاصة أنها قد تكون فعلا تعرضت للتحرش.