زاد الاردن الاخباري -
أكد أستاذ علم الزلازل البروفيسور نجيب أبو كركي أن كميات الأمطار الغزيرة والسيول غير المسبوقة التي يشهدها الأردن لا تؤدي بشكل مباشر إلى حدوث زلازل في حوض البحر الميت، لكنها قد تسهم في تفاقم أوضاع مناطق تعاني أصلًا من توازن جيولوجي حرج، ما قد يفضي إلى نشاط زلزالي محدود في حال توافر الظروف المناسبة.
وأوضح أبو كركي، خلال إجابته عبر منتدى الابتكار على سؤال حول تأثير تدفق المياه الكبيرة على النشاط الزلزالي، أن التأثيرات المباشرة للسيول تتركز في الطبقات السطحية، حيث تظهر انجرافات وتشوهات تؤثر على البنى التحتية، فيما تتناقص هذه التأثيرات مع العمق لتصبح محدودة جدًا بعد عشرات الأمتار وحتى نحو مئة متر.
وأشار إلى أن تدفق المياه العذبة في المناطق ذات الطبقات الملحية القريبة من السطح يزيد من معدلات الإذابة، ما قد يفاقم ظواهر الانهيارات الخسفية والحفر البالوعية، خصوصًا في بعض المناطق الشاطئية الهشة للبحر الميت خلال الأشهر المقبلة، في حال عدم اتخاذ إجراءات وقائية.
وحذّر أبو كركي من غياب نظام إنذار مبكر فعّال، مبينًا أن هذا الغياب يحدّ من القدرة على التنبؤ المبكر بالمناطق الأكثر عرضة للمخاطر، رغم طرح هذا النظام منذ سنوات عبر أبحاث علمية وورش متخصصة.
ودعا إلى إجراءات عاجلة تشمل المعاينة الدقيقة للبنى التحتية، ورصد التشققات والتشوهات مبكرًا، وتحليلها علميًا، واتخاذ تدابير احترازية قصيرة ومتوسطة المدى للحد من الخسائر. كما شدد على أهمية إجراء دراسة شاملة باستخدام تقنيات التداخل الراداري (InSAR) كنواة لنظام إنذار مبكر لتقييم مخاطر شواطئ البحر الميت وتنظيم استعمالات الأراضي وحماية الاستثمارات الوطنية.
وختم أبو كركي بالدعاء أن يحفظ الله الأردن وقيادته، وينعم عليه بالأمن والسلامة والازدهار.
المصدر:
زاد الأردن