الوكيل الإخباري- عامٌ جديدٌ مضى من عمل الهيئة الأردنية الخيرية الهاشمية في إغاثة المحتاجين والمنكوبين في دولٍ عديدة حول العالم، بيد أنَّ العام 2025، الذي يطوي أيَّامه الأخيرة، كانت الإغاثة فيه موجَّهة بشكلٍ مكثف لقطاع غزَّة، الذي شهد جوعًا، وسوءًا في الرعاية الصحية، وعطشًا، وانعدامًا للمأوى.
وكانت الجهود الإغاثية التي قامت بها الهيئة خلال العام 2025،بتوجيهات ملكية سامية، حيث استمرت بإرسال المساعدات الإغاثية والطبية بالتعاون مع دولٍ عالمية عديدة ومؤسسات خيرية إلى قطاع غزَّة، وأبقت العمل المستمر في المدن الأردنية كافة للمحتاجين فيها، لتصل في شهر شباط من العام 2025 أكثر من 65 ألف خيمة لفاقدي المأوى، حملت معها دفء الأردن وإنسانيته.
العام 2025 ابتدأ بزيارة جلالة
الملك عبد الله الثاني يوم 14 من شهر كانون الثاني لمستودعات الهيئة، وشهد تجهيز أكبر قافلة مساعدات متجهة إلى قطاع غزة، والمكوَّنة من 120 شاحنة محمَّلة بمساعدات غذائية وإغاثية وطبية، وهي القافلة رقم 140 المتجهة للقطاع منذ بدء الحرب عليه. سبق ذلك أن أنعم جلالته على الهيئة بميدالية اليوبيل الفضي، تقديرًا لجهودها الموصولة وإسهاماتها الإنسانية النبيلة في تقديم العون والمساعدة والإغاثة الفورية والطارئة لدولٍ عديدة.
ويوم السادس من شهر كانون الثاني عبرت 300 طن من المساعدات الإنسانية إلى الشقيقة سوريا، شملت مواد غذائية ومستلزمات طبية ومعدات تدفئة، جرى تسليمها للهلال الأحمر السوري وتوزيعها على الأسر المتضررة في مختلف المناطق.
وفتحت الأردن، بالتعاون مع الهيئة، يوم 28 من شهر كانون الثاني جسرًا جويًا بمشاركة دولية، عبر إرسال 16 طائرة تحمل مواد ذات قيمة طبية وغذائية مطلوبة، وحليب أطفال، واحتياجات طبية، واستمر لمدة 8 أيام، ونقلت 20 طنًا من المساعدات الطبية والغذائية، كما استمر إرسال 100 شاحنة مساعدات يوميًا منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار.
ويوم 29 من شهر كانون الثاني شارك فريق الهيئة نشامى سلاح الجو الملكي بإيصال 20 طنًا من المساعدات الطارئة، ويوم 11 من شهر شباط، وبالتنسيق مع القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، أمَّنت الهيئة المواد الطبية العاجلة وحليب الأطفال الخُدَّج، لتصل 102 طائرة عامودية ضمن الجسر الجوي الأردني إلى شمال غزة، حيث الحاجة أشدّ ما تكون إلى هذه المساعدات.
وأعلنت الهيئة استمرارها في التخفيف عن مصابي الحرب والدمار في غزَّة عبر مبادرة "استعادة الأمل"، التي تسعى لدعم 16 ألف شخص من فاقدي الأطراف لإعادة الأمل لهم في حياة كريمة، ووصلت يوم 20 من شهر شباط أكثر من 74 ألف خيمة لأهل غزة، تحمل دفء الأردن وتضامنه.
جاء شهر رمضان، ولم تبخل الهيئة بجهودها، فقامت بإرسال 111 ألفًا و125 وجبة وزعتها في النصف الأول من شهر رمضان المبارك، ثم وزعت ألفي وجبة إفطار صائم ساخنة في شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، ومع نهاية الشهر كانت الهيئة قد استطاعت توزيع أكثر من 220 ألف وجبة إفطار صائم.
وفي إطار المبادرة الأردنية "استعادة الأمل"، استطاعت الهيئة خلال عام 2025 توفير 392 طرفًا صناعيًا لفاقدي الأطراف في قطاع غزة، بهدف التخفيف من معاناتهم وتمكينهم من استعادة استقلاليتهم، وأسهمت هذه المبادرة في إحداث أثر نفسي وإنساني كبيرين، إذ أعادت الأمل والحياة لمصابين، ومكَّنتهم من الاندماج من جديد في مجتمعاتهم.
وباشرت الهيئة، وبالتعاون مع الحملة الأردنية، يوم 10 من شهر أيار تشغيل مخبز يومي في جنوب قطاع غزة لتوفير الخبز للنازحين في ظل إغلاق المعابر، وشح الطحين، وغلاء الأسعار، وبدأ بإنتاج 35 – 40 ألف رغيف خبز يوميًا، وبالتالي الوصول إلى العائلات المحتاجة للخبز والغذاء، وأهدت الهيئة الخبز للصحافيين من خلال المخبز العامل في خان يونس جنوب قطاع غزة.
ومع بداية عيد الأضحى المبارك يوم 7 من شهر حزيران، وزعت الهيئة كعك العيد على أكثر من 100 عائلة في غزة، في محاولة بسيطة لإعادة رائحة الفرح ودفء العيد إلى البيوت، حيث إن الجوع في غزة لم يعد وجعًا عابرًا، بل صار صوتًا ينادي من جوف الأطفال، وارتعاشةً في أيدي الأمهات، ودمعةً في عين عجوز ينتظر لقمة تُنقذ ما تبقّى من حياة.
ووزعت الهيئة في شمال قطاع غزة وجبات ساخنة لصالح ألفين و650 شخصًا في مناطق الإيواء، ضمن استجابة إنسانية مستمرة لتأمين الغذاء للنازحين والمتأثرين من الحرب، وفي مستشفى الرنتيسي تم توزيع طرد المرأة والطفل، الذي احتوى على احتياجات أساسية صحية وغذائية، لتوفير الدعم والرعاية للأمهات والأطفال في ظل الظروف الإنسانية الصعبة.
ولم تترك الهيئة أبناء غزَّة ضحايا للعطش، فقامت، وبالتعاون مع الحملة الأردنية، بتنفيذ مشروع "سقيا الماء" في منطقة بحر خان يونس، حيث تم تأمين المياه النظيفة لما يزيد على ألفي عائلة من العائلات المتضررة.
وعبرت يوم 23 من شهر تموز قافلة مساعدات إلى شمال قطاع غزة لصالح منظمة المطبخ المركزي العالمي، ضمت ما مجموعه 36 شاحنة محمَّلة بالمواد الغذائية، وتم إدخالها تباعًا إلى المناطق الشمالية من القطاع، حيث يعاني من أوضاع إنسانية صعبة نتيجة تصاعد الأعمال العدائية والانقطاع المتكرر لسلاسل الإمداد.
ونفذت الهيئة، بالتعاون مع نقابة الأطباء ووزارة الصحة، حملة للتبرع بالدم، وأوصلتها إلى مستشفيات قطاع غزة لتكون عونًا للجرحى والمصابين، ورسالة محبة وتضامن من شعبٍ لا ينسى أهله في الشدّة، وبتوجيهات ملكية سامية، وبالتنسيق مع القوات المسلحة وبرنامج الغذاء العالمي، تم إرسال 40 شاحنة محمَّلة بالمواد الغذائية لدعم أهل الشمال في غزة.
ويوم 23 من شهر تموز و11 من شهر أيلول، وبتوجيهات ملكية سامية، سيّرت الهيئة، بالتنسيق مع القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، قافلة مساعدات جديدة مكوَّنة من 51 شاحنة حملت مواد غذائية وطبية إلى أبناء سوريا، وتم تسليمها إلى الهلال الأحمر السوري.
وانطلقت باتجاه قطاع غزة قافلة مساعدات إنسانية، بالتعاون مع منظمة المطبخ العالمي وبرنامج الغذاء العالمي، وتكوَّنت من 50 شاحنة تحمل مواد غذائية أساسية، وطحينًا، وحليب أطفال، ونفذت مع لجنة زكاة المناصرة مشروع تكايا الطعام في مختلف مناطق قطاع غزة، وأمَّنت الوجبات الساخنة لهم.
وأقامت جمعية الوفاء للأيتام في جنوب قطاع غزة، وبرعاية الهيئة، حفل تخريج مميز جمع الأطفال الأيتام وذويهم، وتخلله فقرات متنوعة جسَّد من خلالها الأطفال قوة الإرادة والتحدي للظروف الصعبة التي يعيشونها.
ويوم 2 من شهر تشرين الثاني انطلقت حملة إغاثة إطعام جديدة في قطاع غزة، وقامت بتوزيع 15 ألف رغيف خبز بالتعاون مع لجنة زكاة المناصرة الأردنية الإسلامية، وبذلك تشير أرقام الهيئة إلى أنها استطاعت أن تواصل رسالتها الإنسانية كذراع المملكة الإغاثي، بإدخال أكثر من 123 ألف طن من المساعدات عبر 201 قافلة و564 إنزالًا جويًا، وتنفيذ مشاريع نوعية في المياه والخبز والوجبات الساخنة والأطراف الصناعية في غزة.
واستمرت الجهود الإغاثية للهيئة مع الأشهر الأخيرة من العام 2025، حيث قامت بتشغيل مخابز ميدانية لتأمين حصص خبز منتظمة للأسر المتضررة، بهدف توفير مصدر غذائي ثابت يساعد العائلات على مواجهة النقص الحاد في المواد الأساسية داخل المناطق الشمالية، واستمرت المخابز جنوب القطاع بتوزيع الخبز يوميًا، لدعم آلاف العائلات التي تعتمد على هذا الرغيف كمصدر غذائي أساسي، وبخطوط إنتاج بسيطة أحدثت أثرًا كبيرًا حافظ على الحد الأدنى من الاستقرار الغذائي في المناطق الأكثر ازدحامًا واحتياجًا، بالتعاون مع لجنة زكاة المناصرة.
ويوم 16 من شهر كانون الأول، مع نهاية العام 2025، تم تجهيز قافلة إنسانية جديدة إلى الجمهورية العربية السورية بجهودٍ مشتركة تعكس روح التعاون ودور الأردن المستمر في العمل الإنساني، وسبق ذلك بيوم تسيير قافلة مساعدات إنسانية جديدة إلى سوريا، بدعم ومشاركة من دولة هنغاريا، وتكوَّنت القافلة من 21 شاحنة تحتوي على كرفانات سكنية ومواد غذائية.
وبمشاركة فاعلة من الهيئة، أطلق رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان الاستراتيجية الوطنية للحماية الاجتماعية، التي تمتد بين عامي 2025–2033، وتهدف إلى تعزيز الحماية الاجتماعية وتحقيق التنمية المستدامة للفئات الأكثر حاجة.
وتسلَّمت الهيئة يوم 19 من شهر آذار 32 شاحنة مقدَّمة من وزارة الخارجية الألمانية ومكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، في إطار تعزيز قدرات الممر الإنساني الأردني إلى غزة، ووقعت اتفاقية تعاون ثلاثية مع الهلال الأحمر الأردني والهلال الأحمر العراقي لتنفيذ المشاريع الإنسانية المتنوعة.
وفي الأردن، كانت الهيئة تمد يدها في كل مكان، تقدِّم المساعدة والإغاثة لكل محتاج، حيث تم البدء يوم 13 من شهر آذار بتنفيذ المرحلة الثانية من مشروع تشغيل العيادات الطبية في مخيم الزعتري، بتمويل من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وبتنفيذ من الهيئة، لتقديم الرعاية الصحية المتكاملة للاجئين السوريين وتعزيز الخدمات الطبية داخل المخيم.
ودشَّن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والهيئة يوم 26 من شهر أيار مشروع المساعدات الغذائية الطارئة، لدعم أكثر من 25 ألف مستفيد من الأسر الأردنية العفيفة واللاجئين السوريين والفلسطينيين في مختلف المحافظات، عبر كوبونات تتيح لهم شراء احتياجاتهم الغذائية بحرية وكرامة.
واستضافت الهيئة أكثر من 350 طفلًا يتيمًا في العاصمة عمّان ضمن فعاليات العيد، وقدمت لهم أنشطة ترفيهية رسمت الابتسامة على وجوههم، ضمن برنامج رعاية الأيتام في المملكة، وبدعم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
وضمن مشروع الأضاحي في الأردن لعام 2025، استفادت ألفان و464 أسرة من الأسر الأردنية العفيفة واللاجئة الفلسطينية من توزيع 617 أضحية يوم 12 من شهر حزيران، وتمكَّن بنك الملابس الخيري – أحد إدارات الهيئة – من إيصال كسوة العيد إلى ألفين و607 أسر، بإجمالي وصل إلى 20 ألفًا و897 فردًا، من خلال توزيع 89 ألفًا و858 قطعة ملابس في مختلف مناطق المملكة عبر صالتي العرض في عمّان والكرك والصالات المتنقلة.
ويوم 23 من شهر حزيران، وبدعم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وزعت الهيئة كسوة العيد على ألف طفل في مختلف محافظات المملكة، وقدمت لهم برنامجًا ترفيهيًا وهدايا أدخلت السرور إلى قلوبهم، وافتتحت الهيئة بالتعاون مع المركز مشروع الأمن الغذائي من خلال تقديم التمور لعام 2025 في الأردن، حيث تم توزيع 500 طن من التمور للأسر الأردنية العفيفة واللاجئين الفلسطينيين في مختلف المحافظات.
وتمكنت الهيئة من تسيير 201 قافلة إغاثية لقطاع غزة عبر المنافذ البرية منذ بدء الأزمة، ضمت ما مجموعه 8 آلاف و664 شاحنة محمَّلة بالمواد الغذائية والطبية والإيوائية، استفادت منها مئات الآلاف من العائلات في مختلف مناطق القطاع.
وسيرت 53 طائرة إغاثة بالتعاون مع سلاح الجو الملكي عبر مطار العريش، حملت ما يزيد على 530 طنًا من المواد الأساسية والاحتياجات العاجلة لأهالي غزة، وتم تنفيذ 564 عملية إنزال جوي مباشرة داخل القطاع، بالتعاون مع القوات المسلحة الأردنية وسلاح الجو الملكي، وبمشاركة عدد من الدول الشقيقة والصديقة، لضمان إيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة وصعبة الوصول.
وشملت عمليات الإنزال استخدام 102 طائرة عامودية، نفذت إنزالات دقيقة للمساعدات الطبية والغذائية، وُجِّهت تحديدًا إلى المستشفيات والمناطق المنكوبة، في استجابة إنسانية طارئة تعكس التزام الأردن الثابت تجاه الشعب الفلسطيني.
وأطلقت الهيئة سلسلة من المشاريع الإنسانية النوعية بالتعاون مع مؤسسات محلية ودولية، من أبرزها الحملة الأردنية ولجنة زكاة المناصرة الإسلامية الأردنية، وتنوَّعت هذه المشاريع لتشمل مجالات حيوية تمس حياة الأهالي بشكل مباشر، في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها القطاع.
ونفذت الهيئة مشروع "سقيا الماء" في قطاع غزَّة، الذي وفَّر أكثر من 21 ألف لتر من المياه الصالحة للشرب للأهالي في مختلف محافظات القطاع، وأطلقت مشروع الوجبات الساخنة الذي قدم ما يقارب مليونًا ونصف المليون وجبة غذائية في جميع مناطق غزة، ما أسهم في تلبية احتياجات السكان اليومية.
وساهمت مشاريع الطحين والمخابز التي أنشأتها الهيئة في توفير الخبز للعائلات المتضررة، وتنفيذ مشروع الأضاحي الذي استفاد منه نحو 4 آلاف و990 مستفيدًا داخل القطاع، ودعم الأسر النازحة عبر توزيع الخيام ومستلزمات الإيواء للعائلات التي تضررت من تدمير منازلها.
ووقعت الهيئة 179 اتفاقية وتعهدًا لتقديم المساعدات الإنسانية بالتعاون مع شركاء محليين ودوليين، ما يعكس الثقة المتزايدة بدور الأردن الإنساني وقدرته على التنسيق والتدخل الميداني الفاعل، وبلغ إجمالي حجم المساعدات التي أدخلتها الهيئة إلى قطاع غزة أكثر من 123 ألفًا و396 طنًا من المواد الإغاثية المتنوعة، استفاد منها مئات الآلاف من الأفراد والعائلات عبر مسارات برية وجوية، وفي إطار مشاريع إنسانية متكاملة تستجيب للاحتياجات الملحّة داخل القطاع.