آخر الأخبار

مختصون يناقشون تطوير منظومة التبرع بالأعضاء

شارك
الوكيل الإخباري- دعا مشاركون وخبراء وأطباء اختصاص في القطاعين الصحيّ والأكاديميّ إلى تعزيز الشراكات الوطنية والإقليمية وبناء نموذج أردنيّ مستدام للتبرع بالأعضاء وزراعتها، وذلك خلال اليوم العلميّ الوطنيّ الثالث للتبرع بالأعضاء وزراعتها، الذي نظّمته عمادة البحث العلميّ وكلية الطبّ في الجامعة الأردنية، بالتعاون مع الجمعية الأردنية لتشجيع التبرع بالأعضاء، وبدعمٍ من مركز مستشفى الرشيد، وجمعية الأطباء الأردنيين، والمجموعة العلمية الخاصة بزراعة الكبد المُنبثقة عن عمادة البحث العلميّ.


وحسب بيان صحفي أصدرته الجامعة الأردنية اليوم الثلاثاء، أكد المشاركون من الأردن، والإمارات، ومصر، والسعودية، وتركيا، والولايات المتحدة الأمريكية، ضرورة تكثيف الجهود الإقليمية المؤسسية والتوعوية، لمواجهة التحديات المتزايدة في هذا المجال الحيويّ.

وقال عميد كلية الطبّ الدكتور أيمن وهبه، إنَّ هذا اليوم يُشكّل حلقة متقدّمة في مسار وطنيّ تراكميّ أسهمت في بنائه مؤسسات وطنية رائدة، في مقدمتها الخدمات الطبية الملكية، وتواصل الجامعة الأردنية اليوم هذا النهج إيمانًا منها بأنّ القضايا الوطنية الكبرى تُبنى على الشراكة والتكامل، وتُصان بالمسؤولية المشتركة، مشيرًا إلى أنَّ أهميّة هذا اليوم تنبع من طبيعة الشراكة التي تجمع الجامعة مع مختلف القطاعات الصحيّة والأكاديمية.

من جانبه، أكّد عميد البحث العلميّ الدكتور ياسر الريان أنَّ انعقاد هذا اليوم العلميّ يعكس التزام الجامعة بدورها الرياديّ في خدمة المجتمع ودعم البحث العلميّ وبناء الشراكات الوطنية الفاعلة، مشدّدًا على أنَّ التبرع بالأعضاء وزراعتها قضية صحّية وإنسانية، واستراتيجية وطنية تتطلّب عملًا مؤسسيًّا طويل الأمد قائمًا على العلم والتشريع والوعي المجتمعيّ.

ودعا الريان إلى ربط مخرجات اليوم العلميّ بأجندة بحثية وطنية مستدامة، تسهم في تطوير منظومة زراعة الأعضاء في الأردن، وخدمة المريض الأردنيّ، لافتًا إلى أنَّ التحدي الأكبر يتمثّل في نقص المتبرّعين، ما يستوجب تعزيز ثقافة التبرّع، وترسيخ الثقة المجتمعية، إلى جانب التوعية المبنية على الدليل العلميّ، وتمكين الكوادر الطبية، ووضع سياسات واضحة للتبرع بالأعضاء.

وخلال الجلسة الافتتاحية، استعرض استشاري الجهاز الهضمي والكبد والتغذية لدى الأطفال في مستشفى الجامعة الأردنية الدكتور فريد خضير واقع زراعة الكبد لدى الأطفال في الأردن، مشيرًا إلى مؤشرات اللجوء إلى زراعة الكبد، وأنواع المتبرعين، والتحديات التي تواجه زراعة الأعضاء؛ كارتفاع التكلفة ونقص المتبرّعين.

وأوضح أنَّ النسبة الأكبر عالميًّا من عمليات زراعة الكبد للأطفال تعتمد على المتبرّعين المتوفين دماغيًا، إلى جانب التبرّع بعد توقّف الدورة الدموية، إضافة إلى التبرّع من الأحياء بنسبة أقل، مستعرضًا الآفاق المستقبلية وسبل تطوير هذا المجال الطبيّ الحيويّ، وفي مقدمتها إنشاء مركز وطنيّ لزراعة الأعضاء، ونشر الوعي، وتعزيز التدريب الطبيّ.

واستعرض أخصائي أول جراحة الكبد والبنكرياس في الخدمات الطبية الملكية المقدم الطبيب الدكتور رائد الجراح واقع زراعة الكبد للكبار في الأردن، مشيرًا إلى أنَّ الخدمات الطبية كان لها دور رياديّ في إدخال وتطوير زراعة الكبد في الأردن، حيث تُوِّج هذا الجهد بإجراء أول عملية زراعة كبد مستقلة بالكامل بأيدٍ أردنية عام 2009، مشيرًا إلى إجراء 152 عملية زراعة كبد حتى اليوم، وبنسبة بقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات تجاوزت 69 بالمئة وفق المعايير العالمية.

وأكّد أنَّ الخدمات الطبية تواصل تطوير هذا المجال الحيويّ رغم التحديات، من خلال تعزيز برامج زراعة الكبد للأطفال، وتنشيط ثقافة التبرّع، وبناء قدرات وطنية متخصّصة تضمن استدامة هذا البرنامج الطبيّ المتقدّم.

كما قدّم رئيس جمعية الشرق الأوسط لزراعة الأعضاء (MESOT) الدكتور علي العبيدلي، عرضًا حول واقع زراعة الأعضاء في دول حوض البحر الأبيض المتوسط، مؤكّدًا أنَّ زراعة الأعضاء تعدّ الخيار الطبيّ والاقتصاديّ الأمثل لمرضى الفشل العضويّ، في ظلّ الارتفاع المتزايد لأمراض الكلى المزمنة في منطقة الشرق الأوسط.

وأشار إلى تجربة برنامج "حياة" الإماراتي، الذي صنّف كأسرع برامج التبرع بالأعضاء نموًّا على مستوى العالم، مشيرًا إلى أنَّ نجاح التجربة الإماراتية يعود إلى تبني سياسات مؤسسية واضحة، ودمج ثقافة التبرّع داخل الأنظمة الصحيّة، مؤكدًا أن تعزيز التبرّع من الوفيات الدماغية، والالتزام بالممارسات الأخلاقية وفق إعلان إسطنبول، إلى جانب توسيع التعاون الإقليميّ وتبادل الأعضاء عبر الحدود، تمثّل ركائز أساسية لبناء برامج مستدامة في المنطقة.

وتناول اليوم العلميّ، الذي جاء برعاية رئيس الجامعة الدكتور نذير عبيدات، جملة من المحاور المتخصّصة في مجال زراعة الأعضاء والتبرع بها، حيث خصّصت الجلسة الأولى لاستعراض نماذج دولية رائدة لمراكز زراعة الأعضاء، وشهدت عروضًا حول التجربة التركية قدّمها الدكتور حمدي كراكيالي من جامعة أجي بادم في تركيا، والتجربة السعودية قدّمتها الدكتورة رزان بدر من مستشفى الملك فهد التخصّصيّ، إلى جانب التجربة المصرية للدكتور عمرو عبد العال من جامعة عين شمس، والتجربة الإماراتية قدّمها أيمن اللحام من مركز صحّة للعناية بالكلى، فيما استعرض الدكتور سعيد محمد من جامعة فاندربلت التجربة الأمريكية.

وناقشت الجلسة الثانية التحديات المتعلّقة بإنشاء مركز وطنيّ لزراعة الأعضاء في الأردن، وتطرّقت إلى التحديات الدينية والتشريعية، وتحديات تحديد الوفاة الدماغية، والتحديات المجتمعية، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والمختصّين من الجامعات والمؤسسات الوطنية.
الوكيل المصدر: الوكيل
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا